كتب – عبدالرحمن أبوزكير:
فى موقف انساني، تحول قطار الصعيد إلى مستشفى للتوليد، بعد تدخل ثلاثة أطباء لإنقاذ سيدة فى مقتبل العمر، فاجأتها آلام الولادة داخل القطار، وهى تصرخ لانقاذها ومعها مولودها الأول ، ليتحول القطار إلى غرفة عمليات يسودها صمت الجميع وكأن على رؤوسهم الطير من شدة الموقف، ولم يشق هذا الصمت الا بكاء الرضيع معلنا عن قدومه إلى الحياة الدنيا، بعدما شاءت الاقدار أن يتواجد فريق طبي على متن القطار لإنقاذ حياته ووالدته .
وكتب الدكتور عصام أحد الأطباء المشاركين في عملية الولادة منشورا على صفحته الشخصية، جاء فيه: في فجر اليوم أثناء رجوعي من القاهرة بالقرب من محطة ملوي تصرخ فتاة في العشرين من عمرها، وعندما توجهنا إليها ودكتور إسلام أبو شامة أخصائي النساء وزوجته طبيبة أطفال أيضا تبين أنها حالة ولادة طارئة، ثم أبلغنا رئيس القطار بضرورة إيقافه في أقرب محطة، وبالفعل استجاب وتم إيقافه في محطة ديروط بالرغم أنه قطار محافظات فقط.
وأضاف: وحينها تبين أنه يوجد خطورة لحين الوصول إلى المستشفى؛ لذا قرر الطبيب إسلام، وهو خريج طب أسيوط ومن رجال سوهاج، الاستمرار في عملية الولادة بالرغم من عدم وجود أدوات طبية، وأيضا الحالة بكرية وتحتاج لشق جدار المهبل، وتم ولادة الطفلة الجميلة شمس قبل الوصول لمحطة أسيوط.. فتحية للجيش الأبيض وتحية لرجال السكة الحديد.
وأضاف: ترتيبات الله عجيبة، بالرغم من خطأ الزوجين بالسفر في منتصف الشهر التاسع للحمل فإن الله رتّب أن يكون في نفس عربة القطار طبيب نساء وطبيبة أطفال وطبيب قلب وأيضا الأستاذ أيمن من مرفق الإسعاف.