اختارت الهيئة العربية للمسرح الفنانة اللبنانية الكبيرة نضال الأشقر لتكون صاحبة رسالة اليوم العربي للمسرح للعام 2024، لتكتبها وتلقيها في العاشر من يناير في افتتاح الدورة 14 من مهرجان المسرح العربي في بغداد؛ ويأتي اختيار الفنانة نضال الأشقر لهذا الحدث السنوي الهام إنطلاقاً من القيمة الفنية والإبداعية التي مثلتها وتمثلها نضال الأشقر في سجلات المسرح العربي عامة والمسرح اللبناني خاصة، والدور الاستثنائي في تكوين صورة بهية لبصمات سيدات المسرح العربي في رسم مشهده ومنحه خصوصيات إبداعية وفكرية تنطلق من إيمان الفنانة أشقر بأهمية هذه الخصوصيات التي تعطي غنىً للإبداع المسرحي، كما تنطلق من إيمان الهيئة العربية للمسرح بالدور الطلائعي الذي مثلته الفنانة نضال الأشقر في ضمير المسرحيين العرب.
نضال الأشقر خريجة الأكاديمية الملكية للفنون الأدائية بلندن، والتي التقت بالمخرجة البريطانية الكبيرة جون لتل وود وربطتهما علاقة تأثر وتواصل وتبادل فني، أسّست سنة 1968 محترف بيروت للمسرح مع مجموعة من الفنانين، خلال فترة تألق الحركة المسرحية الطليعية التي عرفها لبنان آنذاك وحتى بداية الحرب اللبنانية،حيث قدمت مع المجموعة العشرات من المسرحيات التي كانوقعها كبيراً على المجتمع اللبناني، وساهمت من خلال أعمالها المسرحية في إخراج المسرح اللبناني الى المجال الشعبي بتحدٍ أكسب هذه الأعمال مواصفات متقدمة ومغامرة ومتجددة .
سنة 1984 أسّست نضال الأشقر انطلاقا˝من مهرجان جرش للثقافة والفنون – الأردن فرقة “الممثلون العرب” وهي أول فرقة عربية تضم فنانين من ثلاث عشرة دولة، تجولتفي العالم العربي وتوجت رحلتها في الألبرت هول- لندن 1985 في مسرحية “ألف حكاية وحكاية في سوق عكاظ “.
أسّست نضال الأشقر مسرح المدينة (كليمنصو) في العام 1994 وفي العام 2005 انتقل المسرح الى سينما سارولا(الحمرا) ودشّنت المركز الجديد لمسرح المدينة للثقافة والفنونفي 30 آذار 2005 ، ووضعته في خدمة المجتمع المدني حتى يومنا هذا ، وهي تشغل منصب رئيسة مجلس الأمناء والمديرة الفنية للمسرح.
نتاجات نضال الأشقر المسرحية يصعب حصرها في مقام واحد، وقد جالت بمسرحياتها المدن العربية والأوروبية. ومن اشهر الأعمال المسرحية التي قامت باخراجها مع روجيه عساف لمحترف بيروت للمسرح :” المفتش العام ” غوغول ” مجدلون ” “كارت بلانش ” ” ازار ” و ” مرجان وياقوت والتفاحة ” وقدمت من اخراجها لمسرح المدينة ” طقوس الأشارات والتحولات “سعدالله ونوس ” منمنمات تاريخية ” للكاتب نفسه ” 3 نسوان طوال ” ل ادوارد البي ” تصطفل ميريل ستريب ” ل رشيد الضعيف ” قدام باب السفارة ” لعيسى مخلوف ونضال الأشقر،آخر أعمالها كممثلة ” مسرحية الواوية ” عن الأم الشجاعة لبرتولت برشت، إخراج ناجي صوراتي و ” مش من زمان ” من إخراجها.
ولنضال أعمال ذائعة الصيت في السينما والتلفزيون، وقد نالت في مسيرتها عشرات التكريمات من جهات عربية وغير عربية، ومنها وسام الأرز الوطني من رئيس الجمهورية اللبنانية 2016، ووسام الأستحقاق اللبناني الفضي ذو السعف من رئيس الجمهورية اللبنانية على 2019 .ووسام الثقافة العالي حازت من رئيس الجمهورية التونسية على 1995.ووسام الفنون والآداب برتبة فارس حازت من الدولة الفرنسية على 1997، ووسام الفنون والآداب برتبة ضابط حازت من الدولة الفرنسية 2016
الأمين العام للهيئة العربية للمسرح اسماعيل عبد الله قال: إن الهيئة العربية للمسرح، بيت المسرحيين العرب كما أرادها صاحب السمو الشيخ الدكتور سلطان بن محمد القاسمي، والتي تسترشد برؤاه وتوجيهاته، قد اتخذت مع المسرحيين العرب منذ عام 2008 هذه السُنة الحميدة باختيار قامة من قامات المسرح العربي في كل عام، لتسطر رسالة في اليوم العربي للمسرح، تكون منارة جديدة على درب المسرح العربي الجديد والمتجدد، وبوصلة تساهم في توجيه دفة السفينة في ظل هذه الأمواج المتلاطمة والحَيْرَاتِ التي يعيشها الإنسان في هذا العالم، رسالة تبرز عمق ثقافتنا، وترسخ القيم العالية في مواجهة التجهيل والتسطيح، رسالة تكون كل جملة فيها سِفر معرفة، وخابية خبرة، وإننا بترشيح القامة الفنية الرفيعة الحضور والعطاء السيدة نضال الأشقر لتكون سيدة المنصة في العاشر من يناير 2024 (اليوم العربي للمسرح) فإن مسيرة الرسائل العظيمة التي سطرها المسرحيون منذ عام 2008 حتى اليوم تكون قد اكتسبت دفعة جديدة؛ وإننا في الهيئة لنفخر كل الفخر بكل عبارة سطرها أصحاب هذه الرسالة على مدار الأعوام السابقة، ونضال الأشقر كسيدة للمنصة في (اليوم العربي للمسرح) قيمة مضافة لمسيرة الرسائل العظيمة التي سطرها المسرحيون منذ عام 2008.
ويذكر أن رسالة اليوم العربي للمسرح قد شهدت حضور اسماء عربية مهمة، يعقوب الشدراوي 2008، سميحة أيوب 2009، عز الدين المدني 2010، يوسف العاني 2011، سعاد عبد الله 2012، ثريا جبران 2013، الشيخ الدكتور سلطان القاسمي 2014، يوسف عايدابي 2015، زيناتي قدسية 2016، حاتم السيد 2017، فرحان بلبل 2018، سيد أحمد أقومي 2019، خليفة العريفي، 2020، اسماعيل عبد الله باسم الهيئة 2021، رفيق علي أحمد 2022، جواد الأسدي 2023