تربية الولد وغرس القيم النبيلة والسامية فيه منذ الصغر ليصبح رجلاً يعتمد عليه عند الكبر اصبحت مهمة صعبة على الوالدين فى ظل المؤثرات المحيطة من أصدقاء السوء وإهدار للقيم الجميلة فى المجتمع وظهور أسماء لامعة أخذت شهرة من أعمال فنية تروج للقيم المرفوضة مجتمعيا سواء عن طريق الأفلام أو المسلسلات أو الأغانى.
سألنا الخبراء سؤالاً محدداً : ازاى الام تنجح فى تربية ابنها ليصبح راجل بمعنى الكلمة؟” فكانت إجاباتهم عبارة عن روشتة واضحة المعالم ونصائح ذهبية كلها تصب فى اتجاه تربية رجل المستقبل منذ مرحلة الطفولة.
قالت د.سحر حسان “استاذ علم الاجتماع بجامعة قناة السويس” :يعيش الآباء بعض التحديات عند تربية الإبن الولد حتي ينشأ رجلاً سوياً ومسئولاً ويتمتع بصفات الرجولة الحقيقة فلا شك أن تربية الأولاد تختلف كثيرا عن تربية البنات فلابد أن تسير الأم والأب علي مجموعة من الخطوات حتي يستطيعا بناء شخصية رجل علي أكمل وجه.
تتمثل هذه الخطوات في تعليمه تحمل المسئولية مثل الخوف علي اخواته البنات ووالدته ومساعدتهم، فالمساعدة من الامور الهامه وكذلك علينا أن نعلم الولد احترام الأب والأم لإبنهما امام الآخرين وعدم توبيخه او التقليل من شخصيته بالإضافة إلى الحرص علي الحفاظ على هويته كرجل بمعني أن أي شيء خاص بالفتاة ممنوع والاهتمام بالشعر وخلافه وان يعلمه الاب الجرأة في عبور المواقف الصعبة مثل تعليمه اقامة الصلاة او التحدث مع الآخرين بشكل لائق.
بكاء الرجل
نصحت الأمهات انه لا داعي للتدليل الزائد فلابد أن نغرس في الابن مساعدة الام في أعمال المنزل لأن ذلك لا ينتقص من رجولته شيئا كما ان الاباء دائما يقولون كلمة من وجهه نظرهم انها ترسخ معاني الرجوله ولكنها في الحقيقه هادمه وهي أن الرجل لا يبكي وهذا يربي في ذهنه تبلد المشاعر لانه من الطبيعي أن الرجل له احساس ومشاعر فهو بشر في النهاية، والبكاء يكشف عن رقى المشاعر.
أشارت د.سحر إلى أن الأب عليه دور كبير في تعليم الابن ان يكون حنونا علي والدته وأخواته بالإضافة إلى انه يجب الا تكون جميع طلباته مجابه لأن هذا يجعله لا يستطيع تحمل أعباء الحياة في المستقبل فلابد أن يكون الأب قدوة لابنه والأهم عدم الكذب ابداً لان هذا يضعف شخصيته.
الثواب والعقاب
أكد د.احمد علام “استشاري العلاقات الأسرية والاجتماعية” أن اهم مايتم غرسه في تربيه الولد هو التركيز علي صفات الرجولة التي تتمثل في الاعتماد على النفس والالتزام وتحمل المسئولية وإسناد بعض المهام اليوميه له وتشجيعه علي أدائها بصورة صحيحة كترتيب غرفته مثلا .. بالإضافة إلي غرس الشجاعة والثقة بالنفس بداخله فلابد أن يربي الطفل علي هذه الصفات الحميدة وان يتعلمها من أبيه.
أشار إلي أن تطبيق مبدأ الثواب والعقاب ضروره فإذا قام بعمل شيء جيد أو ساعد أحداً أو نجح في دراسته فلابد أن يكافأ، لكن إذا ارتكب اي خطأ فمن اللازم توجيه اللوم والعقاب له بالإضافة إلى غرس صفات يغفل عنها كثير من الناس وهي أن يكون رجلاً داخل أسرته ويحترم المرأة ويساعد زوجته في مهام المنزل ومشاركتها في تربية الابناء وعدم إلقاء الأعباء علي عاتقها فإذا شاهد الابن في إبيه هذه الصفات يخلق منه رجلا يعتمد عليه فعلا .
العطف على الفقراء
قال د.علام إنه علي الام دور كبير في إدخال صفات الرجولة في ابنها وهي أن تجعل ابنها يشاركها في الاعمال المنزلية مثل الطهي أو تنظيف المنزل أو مساعدة اخته وإسناد حمل الاشياء الثقيله له كما أنني لا بد أن اغذي في الولد كلمه راجل وربطها بالقيم النبيلة الطيبة وان الأخلاقيات صفه من صفات الرجولة والحرص علي العادات والتقاليد المجتمعيه والعطف علي الفقراء وكبار السن ولابد أن يتخذ الاب ابنه صديقا له وأن يصطحبه معه في كل مكان مثل دور العباده أو الجيم أو زياره الأقارب.
أكد أن للجدود دوراً في تربية الاحفاد حيث انهم عامل مشترك بينهم حيث انه لابد الا يتعارض كلام الاجداد عن الآباء والا يتجه الي الإفراط في التدليل حتي إذا كان الحفيد الاول لهم فينبغي أن يأخذوا نفس نهج الاب والام في التربيه وترسيخ قيمه الرجولة والشهامة والمروءه ومثل هذه الصفات التي انعدمت أو قلت جدا في وقتنا الحالي.
مفاهيم مغلوطة
قال د.طلعت عبد الحميد “استاذ العلوم التربوية بجامعة عين شمس”: تعيش الام والاب تحديا كبيرا عندما يرزقان بولد في ظل مجتمعاتنا العربية فنحن نزرع فيه المعاني الحقيقية بعيداً عن المفاهيم والمعاني المغلوطة عن الرجولة حتي يصبح رجلا في المستقبل، فهناك بعض الاشياء التي يجب أن نربي عليه الطفل أولها تعليمه المشاركه في مهام المنزل فهي ليست وظيفه المرأة فقط فلابد أن يتعلم كل مهارات المنزل بالإضافة إلى تعليمه اهميه النظافه الشخصيه منذ الصغر والاعتناء بالنفس والاهتمام بمظهره حيث لا ينتقص من رجولته أن يهتم بشعره أو بشرته خاصه في مرحلة المراهقة وهذا يؤثر علي ثقته في نفسه وشكله ومظهره، بالإضافة إلى انه لابد أن يعبر عن مشاعره وأن نزرع في قلبه اللين، فكثير من الأسر تربي الولد علي قسوة القلب ويزرعون في قلبه أن الولد لايبكي وهذا خطأ فالتعبير عن الشعور بالحزن ليس عيبا، وليس معنى رقة قلبه أنه ليس رجلاً ، فقسوه القلب تنتج رجلاً مليئاً بالتشوهات النفسية.
أضاف إن تعليم الولد الالتزام وتحمل المسئولية منذ الصغر حيث ان الام ينبغي أن تدرب ابنها علي الالتزام في واجباته نحو أسرته بالاضافه الى انه علي الام احتضان ابنها حتي إذا كان كبيرا في السن وتعليمه تنظيم وقته والتزامه بتعلم الرياضه واللعب في أماكن مفتوحة كما ان الاهتمام بتنمية مواهبه أمر جيد مثل الاهتمام بالموسيقى او الرسم وتعليمه الاعتراف بالخطأ والاعتذار فهذا لا ينتقص من رجولته شيئاً ولا يقلل من قيمته فعلي الاب تعليمه احترام المرأة وتقديرها وان الفتاة هي اخته أو أمه أو بنته أو زميلته في العمل أو المدرسه فلها حقوق متساويه كحقوقه تماما ولا يصح الاستهتار بها أو الاستخفاف بعقلها أو إهدار كرامتها فالأم تعد شخصية مثاليه أمام ابنها فينبغي أن تشاركه في اتخاذ القرارات والنجاح في إنجازها بالإضافة إلى مشاركته في اختيار الاصدقاء خاصه في مراحله المراهقه بالإضافة إلي إلغاء الاهانه من قاموسه اللغوي أو الألفاظ الخارجة فيجب ألا ينادي الطفل بأي لفظ يقلل من شخصيته حتي إذا كان في أوقات عصيبة.
الصدق والأمانة
قال د.محمد هاني “استشاري الصحة النفسية”: تربية الأطفال الذكور من أصعب المهام التي تواجه الآباء فالذكور يمتلكون طباعا حادة ويجب اتباع أساليب مميزة من أجل الوصول إلي الطريقة المثالية ليصبح الابن رجلا يعتمد عليه في المستقبل حيث ان الطفل الذكر قادر علي الاستفادة من التجارب الحياتية والاسترشادية التي يقدمها له الأهل أكثر من الإناث كما ان الطفل الذكر يتأثر بالمحيطين فلا يستعجب الاهل من تدخين الابن إذا كان الأب من المدخنين.
أكد أن اي أم ترغب فيه بناء طفلها الصغير رجلا حازم وقويا في المستقبل فعليها تعليم الطفل اهميه المثابرة لتحقيق الاهداف وضرورة اكتساب هذه القيمة لانها ستتيح له تخطي كل الصعاب التي قد تقف في طريقه مستقبلا بالإضافة إلي اكتسابه الثقة بالنفس وهي صفة ذات أهمية لبناء الصداقات بين الأباء والأمهات وأولادهم وخلق روابط بينهم كما ان الشجاعه أمر ضروري أن يتعلمه الطفل والتعاطف أيضا صفه لابد أن يتحلى بها الطفل الذكر فليس هي صفة الإناث فقط فالتعاطف صفه حميده تدل علي القلب الكبير والثقه بالنفس وحب الآخرين بالإضافة إلى الصدق والأمانة التي يجب أن يتحلي بها صغارنا سواء كان ذكراً او انثي .