»» بقلم ✍️ د. هانى جرجس
(أستاذ علم الاجتماع الجنائي بكلية الآداب بجامعة طنطا)
تعتبر الدراسات الأنثروبولوجية بمفهومها العام أوسع الدراسات الاجتماعية نطاقاً وأشملها موضوعاً وأغرزها مادة وأقدمها عهداً ، وذلك لأن النظرة التقليدية لهذه الدراسات كان يفهم منها الدلالة على كل دراسة تتعلق بنشأة الأجناس البشرية ، والثقافات والحضارات الإنسانية والنظم الاجتماعية.
ويعتبر علم الأنثروبولوجيا الاجتماعية والثقافية من نوع المعرفة المتسعة ، باعتباره يتضمن مفهوم الثقافة والذى يعتبر من أكثر المفاهيم اتساعاً وتندرج تحت مظلته الكثير من العلوم ، ولذلك ظهرت الكثير من التخصصات التي ربطها علماء الأنثروبولوجيا ووضعوها تحت المظلة الكبرى للأنثروبولوجيا الاجتماعية والثقافية.
ويهتم الباحث في مجال الأنثروبولوجيا الاجتماعية والثقافية بكل الأشكال التي يتخذها السلوك الاجتماعي للإنسان داخل المجتمعات وهو لا يقتصر على مجرد الوصف وإنما يتجاوز هذه المرحلة إلى مرحلة التفسير ، حيث يسعى إلى فهم كيفية ظهور هذه الأشكال الفكرية والسلوكية.
وتدرس الأنثروبولوجيا الاجتماعية والثقافية أصول المجتمعات والثقافات الإنسانية وتاريخها ، وتدرس بناء الثقافات البشرية وأدائها لوظائفها، فالأنثروبولوجيا الثقافية تهتم بالثقافة في ذاتها سواء كانت ثقافة أسلافنا أبناء العصر الحجري ، أو ثقافة أبناء المجتمعات الحضرية المعاصرة ، فجميع الثقافات تستأثر باهتمام الدراسات الأنثروبولوجية ، لأنها تسهم جميعاً في الكشف عن استجابات الناس للمشكلات العامة التي تطرحها دوماً البيئة المادية (الطبيعية) ، وتفاعلات المجتمعات الإنسانية بعضها مع البعض.