قدم الفنان الفلسطيني غنام غنام، أمس، عرضه المسرحي ” بأم عيني” ضمن فعاليات مهرجان قرطاج المسرحي بتونس، وسط حضور جماهيري كبير.
وفي هذا العرض لايقدم غنام غنام منشورًا سياسيًا،هو يحكي عن رحلة إلى الأراضي المحتلة، قام بها متسللًا، زار رام لله بتصريح من السلطات الفلسطينية، وقدم عرضًا مسرحيا، ورغب في زيارة ابنتيه اللتين تقيمان في الناصرة،بعد خمس سنوات من الانقطاع عن التواصل المباشر، ودبر له أصدقاؤه وأحد أبناء عمومته طريقة للدخول، وهناك التقى ابنتيه،وتجول في الناصرة، ومنها إلى حيفا، ثم عكا،مذكرًا بواليها أحمد باشا الجزار، الذي قاوم غزو نابليون بونبارت للمدينة، وعيسى العوام، و غسان كنفاني ، الذي ذهب إلى بيته والتقط له صورًا سريعة من دون علم سكانه من المحتلين الذين يعنفون كل من يقترب من البيت ويحاول تصويره، ولم يكتف بكل تلك الجولات بل أقام ورشة للحكي في أحد المراكز الثقافية الفلسطينية، أتبعها بتقديم عرضه المسرحي” سأموت في المنفى” سرًا،وسط مجموعة مختارة من الضيوف، كل هذا فعله، ومرت الزيارة على خير، ماجعله في النهاية يتساءل : لماذا هزمنا هذاالعدو، لماذا يهزمنا أكثر من مرة، ومالذي يحول دون أن نهزمه؟
يحتشد نص العرض بالتاريخ ،والجغرافيا، بالشعر، بالفولكلور الفلسطيني، بأسماء مبدعين وشهداء ومقاومين، بالحياة اليومية لفلسطيني الداخل،بالعلاقات الإنسانية، ورغم أنها تجربة ذاتية فقد خلط غنام غنام بين الخاص والعام من دون افتعال أو تعمد، فالحكايا تمضي في بناء درامي متصاعد ومحكم، فلا يستطيع المشاهد الفصل بين هذا وذاك،فكل يسهم في هذا البناء، وكل يثريه، ولايدع فرصة للملل يتسرب إلى الجمهور، الذي يتابع الحكايا في تدفقها وطزاجتها وتشويقها.