استضاف بيت السناري الأثري بالقاهرة التابع لمكتبة الاسكندرية، ضمن فعالياته ندوة لمناقشة ديوان (مغرمٌ بالناي يهذي) للشاعر د. محمد حلمي حامد ، بحضور لفيف من النقاد والشعراء.
بدأت الندوة بتقديم من مديرها الشاعر سعيد صابر حيث عرف الحضور بمختصر للمنجز الأدبي للشاعر المحتفى بإصداره، ثم قدم الشاعر ليلقي بعضا من قصائده فألقى قصيدة (انا حر) وقصيدة (صباح الخير) ثم قدم عازف الناي الموسيقى عبد الكريم محمد عزفا يرتبط بعنوان الديوان وبكثير من اجوائه، أعقبه عزف على العود من الموسيقى اسماعيل سمرة.
أعقب هذا الدراسة النقدية التي أعدها الشاعر الكبير احمد عنتر مصطفى الذى بدأ نقده للشاعر، فأثنى على جهوده، وقسم الديوان إلى ثلاثة أجزاء، وعلق على قصيدة استمدت عنوانها من مصراع بيت البحتري الشهير (والشعر لمح تكفى اشارته) فطالب الشاعر بمزيد من الاهتمام بوظيفة القافية، وأشاد به حيث قال انه يعلو فوق كثيرين يتحرج من ذكرهم.
الناقد الدكتور حسام جايل كان مما لفته انه نقد سلفا ديوانين للشاعر هما (تراب السكة) و(الغيم والدخان) والفارق الزمنى بين آخر ديوانين حوالى سنة، فعلق الشاعر بأنه توقف عن النشر سنوات طويلة قبل ذلك، منذ منتصف الثمانينيات، وان ثورة يناير هي ما أعادته لنشر دواوينه مجددا بديوانه (خماصا تؤوب الطيور) ، الصادر في مارس 2011، ثم تطرق إلى بناء الديوان وقال انه متأثر ببناء القصيدة العربية القديمة وافاض في توضيح أجوائه وأخيلته.
وتم تقديم الناقد عاطف عز الدين تجول في أرجاء الديوان مبينا الجوانب الجمالية والسمات الفنية فيه، فقال إن شعر الدكتور انما هو شعر عالمي يحتاج الى نقاد عالميين يمكنهم مقارعة المدارس النقدية العلمية من الكلاسيكية والرومانسية الى الحداثة وما بعدها.
وقد شغلت العاطفة القوية والحس العالي والموسيقى الرنانة جانبا كبيرا من أجزاء الديوان الذي تميز بالحس الاجتماعي المفرط، الذي جمع بين شفافية الرومانسية وعمق الواقعية الاشتراكية ورقة الموشحات الأندلسية، حيث حاول الشاعر الاستفادة من أقصى طاقة يمكن أن يقدمها الشعر قاصدا توصيل أفكاره دون مواربة ودون اختباء، فالموسيقى والايقاع في ذروة تجليه والصور والأخيلة في ذروة كثافتها والتشكيل في ذروة تجسيده.، إن ربط الواقع بالإحساس بالغنائية هو أهم ما يميز هذا الديوان الذى تضمن القصائد التالية:
ثم عاد الى الشاعر ثانية ليقدم بعضا من أشعاره فألقى قصيدة أمنيات قلب، ومنها :
أريدُ أعيشُ عُصفورًا
طريدًا أحمقًا غِرَّا
بلا صفٍّ يُكَبِّلُني
بلا ناسٍ يقصُّ دبيبُهُم عُمْري
ويأتمرونَ في جَهْري
وفي سِرِّي
ثم انتهت الندوة الى عزف العود من الموسيقار اسماعيل سمرة .