في سطورمؤلمة نسجت بحروف وعبارات حزينة وصلتني مؤخرا عدة رسائل من أبناء سيناء حاملي الماجستيروالدكتوراه وخريجي جامعة العريش عبروا فيها عن شعورهم بالمرارة والإحساس بالغربة والتهميش لإجهاض حقهم في التعيين علي غرار جامعات حدودية أخري كالوادي الجديد وغيرها.
وقد تسبب الإعلان الجديد عن تعيين أعضاء هئية تدريس بجامعة العريش في حالة من الصدمة والغضب والسخط والشعور بالإحباط والقنوط لدي أهل سيناء وأبنائهم وأيضا ممن تقدموا في الإعلان الأول الذي تم إلغاؤه لعدم شفافيته ،وكانوا ينتظرون بشغف تصحيح أخطاء الإعلان الأول وتحقيق أحلامهم ، وتعويض ما تكبدوه من نفقات بآلاف الجنيهات وتقديم أصول الشهادات والرسائل العلمية وغيرها.
لكن المفاجأة جاءت كالصاعقة فالإعلان الجديد يفتقد الموضوعية ، وتم تفصيله لأفراد بعينهم ، تنطبق عليهم الشروط ، وتم الإستعانة بهم من قبل لتدريس المواد العلمية تمهيدا للتعيين عن طريق الإعلان ، وفقا لما جاء في شكاوي حاملي الماجستير والدكتوراه ،والتي وصلتني عبرالإميل وشبكات التواصل ممهورة بعدة توقيعات.
وأكدوا أن هناك تجاوزات في توجيه وتفصيل الإعلان لخدمة أشخاص بعينهم من معارف وأقارب الأساتذة ورؤساء الأقسام.، فقد جاء الإعلان الجديد للكادر الخاص بجامعة العريش مخيبا لآمال وطموحات الخريجين.
ووفقا لما نشر علي صفحة الجامعة بالفيسبوك ، يتضمن 7 درجات “معيد” 31 درجة “مدرس مساعد،71 درجة “مدرس” ،26 درجة “أستاذ مساعد”، والغريب والعجيب المستهجن أن التقديم مفتوح لخريجي كل الجامعات المصرية لكافة الدرجات وغير مقتصر علي خريجي جامعة العريش، أو جامعة قناة السويس ،باعتبارها الجامعة الأم، والتقديم عبر موقع الحكومة الالكترونية .
وبكل مرارة وغصة أكد حاملو الماجستير والدكتوراه من أبناء سيناء في رسالتهم أنهم تقدموا بعدة مطالب لوزارة التعليم العالي لتحديد نسبة أو كوتة خاصة بأبناء سيناء ، نظرا لخصوصية الجامعة ، وأهل مكة أدري بشعابها ، وتحقيقا لأهم أهدافها واستيعاب طلاب الدراسات العليا وإعداد كوادر من أبناء سيناء، أو أن يستوعب أولا خريجي جامعة العريش وجامعتي القناة وبورسعيد الأقرب جغرافيا.
وللمأساة صور أخري ،فعلي الجانب الآخر أكد عدد من حاملي الماجستير والدكتوراه ، ممن تم ترشيحهم وتعيينهم في الإعلان الأول أنهم سيتقدمون بدعاوي قضائية عاجلة حفظا لحقهم في التعيين، وطالبوا بضرورة التحقيق العاجل في هذه التجاوزات..
كما يتردد أن هناك تنسيقا كاملا في هذا الشأن بين عمداء الكليات ورؤساء الأقسام بعيدا عن إدارة الجامعة لإختيار أعضاء هئية تدريس ومعيدين بالتفصيل ، وتلك شكاوي متكررة بنسخ الكربون،وآفة ومرض عضال تعاني منه معظم الجامعات الحكومية.. ولا حياة لمن تنادي!
ومن جانبهم وعد نواب مجلس الشعب والشوري وعلي رأسهم النواب سليمان الزملوط ورمضان سرحان وفايز أبوحرب بالتحرك العاجل ومطالبة الجهات المعنية بإيجاد حلول لهذه الكارثة واستيعاب أبناء سيناء وخريجي جامعة العريش ، أو علي الأقل تخصيص نسبة 50 ٪ من الأعضاء المعينين كمنحة لأبناء سيناء ، وتقديرا لما عاناه الأهالي من مرارات التهجير والحروب سابقا، وظروف مكافحة الإرهاب وجماعات الضلال في الوقت الراهن.
ومن جديد أرسل الخريجون وحملة الماجستير والدكتوراه من أبناء سيناء والمقيمين بها ببرقيات واستغاثات لرئيس الوزراء د. مصطفي مدبولي ولوزير التعليم العالي د.خالدعبدالغفار ..لعل وعسي أن يعود الحق لأصحابه.
وفي سياق متصل أكد د. أحمد سالم المتحدث الرسمي للجامعة أن تخوفات الطلاب لا مبرر لها وأن الفيصل هو النتيجة النهائية للإختيارت وأن هناك شفافية في الإعلان .
اعتقد أننا في حاجة لتحقيق عاجل ولجنة موضوعية لتقصي وكشف الحقائق الغائبة وحفظ حق أبناء سيناء وخريجي جامعة العريش في التعيين أولا، فلا يليق لمصر وهي ترتدي ثياب الجمهورية الجديدة وتتجه بقوة لمواكبة العصر الرقمي أن تعيش في غياهب الجهالة والوساطات والمحسوبيات التي لن تنتج إلا مجتمعا حانقا ،وأفرادا فاسدين !