“هوليود.. صناعة الأثر” كتاب جديد للكاتبة الصحفية هديل غانم، صدرعن دار يافا العلمية للنشر والتوزيع فى الأردن
يقع الكتاب فى خمسة فصول. وهو يوثق دور هوليوود كمؤسسة ترفيهية ذات أبعاد سياسية. وعلى اعتبارها الأداة الأقوى والأكثر تأثيراً على الإطلاق، فقد كانت- ولاتزال- تستخدم فى ترسيخ ثقافة العنف، وصناعة الأعداء، ونشر الرأسمالية، واصطناع الحروب. وتتناول الكاتبة سرداً تفصيلياً عن طبيعة العمل فى المصنع الهوليوودى الكبير، حيث تقدم فى الفصل الأول معلومات شيقة عن العناصر السينمائية، من إخراج وتصوير وإضاءة وموسيقى تصويرية، وكيفية إدارة التقنيات الحديثة والمؤثرات الخاصة فى صناعة المشهد، بهدف جذب الجمهور. وما لذلك من أثر بالغ فى تحفيز المشاهد كى يصدق كل ما يعرض أمامه.
الفصل الثانى يدور حول آلية العمل، وكيف تحول نجوم هوليوود لأيقونات يحتذى بها الناس حول العالم. وبالتالى تم استخدامهم لزرع الكثير من الأفكار والمعتقدات الخاطئة، أو تلك التى تتعمد هوليوود نشرها لتحقيق أهداف خفية. يتوسع الفصل الثالث فى شرح الرسالة الحقيقية والمبطنة خلف كل مشهد سينمائى يحمل الختم الهوليوودى. بداية من تحفيز الفكر الاستهلاكى وترسيخ سيناريوهات نهاية العالم، ثم اللعب على وتر التخلف والإرهاب والنظرة الدونية للعرب، ثم كشف أسرار الحرب الباردة ومناورات الجواسيس، نهاية بتزييف التاريخ المتعمد. أما الفصل الرابع فهو رصد لدور تلك المؤسسة الترفيهية فى ترسيخ الرأسمالية، وفرض نفسها فى الأسواق العالمية، وتجاوز الأزمات الاقتصادية على حساب السينمات العالمية الأخرى. وينتهى الفصل الخامس والأخير بكشف الستار عن الوجه الحقيقى لهوليوود وارتباطها الوثيق بالإدارة الأمريكية، كونها عصاة الساحر التى تغير بها وجه الحقيقة، وتدير دفة الأحداث، بل ربما أنها نستخدمها فى تبرير الحروب، واختلاق الأزمات، وتكريس صورة البطل الأمريكى الخارق كى تخيف به العالم.
وتصف الكاتبة هديل غانم مشروع الكتاب كونه تجربة فريدة للخوض فى عقلية صناع هوليوود، والفهم الشامل والموضوعى لطبيعة العمل فى تلك الاستديوهات العملاقة، خاصة أن الأجيال الصغيرة ما تزال عرضة للوقوع فى فخ الترفيه الممزوج بالسم، كما حدث مع الأجيال السابقة، وتقول إن سحر الأفلام الأمريكية كان له آثار كارثية، فقد ساهم فى تغيير الكثير من المعطيات الاجتماعية، وتحديدًا فيما يخص العلاقات الأسرية وتربية الأطفال. وتضيف الكاتبة أن أهمية الكتاب، فى التوقيت الحالى، تكمن فى كونه يواكب ظاهرة وعى اجتماعى فرضت نفسها بقوة فى السنوات الأخيرة، بعد أن لعبت وسائل التواصل الاجتماعى دوراً كبيراً فى نقل الأحداث بالصوت والصورة، وتبادل الأفكار والتعليقات حول القضايا المختلفة بين سكان الكرة الأرضية جمعاء ودون رقيب. ما يجعل الناس أكثر إدراكاً ووعياً بالمؤامرات والمخططات العالمية، وبالتالى أكثر قدرة على كشف ما هو حقيقى وما هو مزيف.
هديل غانم كاتبة صحفية سورية من مواليد القاهرة، درست فى جامعة دمشق، كلية الإعلام «قسم الصحافة». عملت مراسلة صحفية فى دار «الخليج» ودار «البيان» الإماراتيتين، وكتبت فى العديد من الصحف والمجلات العربية. صدر لها- سابقاً- كتاب بعنوان «ثقافة القتل» عن أشهر الاغتيالات السياسية فى العالم.