المساجد هى بيوت الله فى الأرض..دائما عمرانه بذكره..يتجه إليها المواطنون يوميا فى الصلوات الخمس لإقامة الصلاة تعبدا وتقربا إلى الله عز وجل،وفى شهر رمضان الفضيل تزدان لإستقبال المواطنين لاداء الصلاة يتوجهون إليها ما أن ينطلق صوت الأذان، والذهاب إلى المسجد فى رمضان له فرحة وبهجة مميزة وبعض المساجد خاصة الشهيرة تنظم يوميا ندوات احتفالا بالشهر الكريم وتعليم الناس وتوعيتهم بصحيح الدين،المساء يوميا وعلى مدار الشهر الكريم تلقى الضوء على بيت من بيوت الله المنتشرة فى جميع أنحاء
المحروسة واليوم نلقى الضوء على جامع الرفاعي
مقصداً للسياح بمختلف أجناسهم، وواحد من أشهر الجوامع التي تجذب الأنظار لما يضمه تحت ثراه من شخصيات طالما ملأت الدنيا صخباً وجدلاً..، أطلق عليه “مقبرة الملوك والأمراء” وتخليداً لعظمة الجامع رُسم على فئة الــ10 جنيهات المصرية، يقع جامع الرفاعي بميدان صلاح الدين بحي الخليفة وهو توأم جامع السلطان حسن المواجه له وشبيهه في الضخامة والارتفاع وإن كان فارق الزمن بينهما نحو 500 عام حيث انشئ جامع السلطان حسن عام 1359م، بينما شرع في بناء جامع الرفاعي عام 1869م، حينما أمرت “خوشيار” هانم والدة الخديوي إسماعيل، وكيل ديوان الأوقاف “حسين باشا فهمي” ببناء جامع كبير يلحق به مدافن لها ولأسرتها، وفي عام 1880م، أُوقفت عمارة الجامع لعدة ظروف، وظل متوقفاً نحو 25 عاماً حتى عهد الخديوي عباس حلمي الثاني الذي كلف المهندس هرتس باشا بإكمال البناء عام 1905، وافتتاحه الخديوي عام 1912م.
تسميته:
سُمي الجامع بهذا الاسم نسبة إلى “زاوية الرفاعي” التي كانت على مقربة منه ثم ضمت اليه والمدفون بها الشيخ “علي أبي شباك” من ذٌرية الرفاعي، ولكن بعد الانتهاء من البناء نُسب خطأً إلى الشيخ العارف بالله السيد أحمد الرفاعي المدفون بالعراق.
تخطيط الجامع:
يتكون الجامع من مساحة مستطيلة تبلغ حوالي 6500م، خٌصص منها 1767م للصلاة، والباقي خٌصص للمدافن والملحقات. وللجامع منارتان اٌقيمتا على قواعد مستديرة، أما المداخل فهي شاهقة وتكتنفها أعمدة حجرية ورخامية تنتهي بتيجان عربية، غُطي بعضها بقباب وأخرى بأسقف مزخرفة ومذهبة، كما حُليت أعتاب هذه المداخل بالرخام، أما الواجهات فزٌينت بالشبابيك النحاسية، ويتوسط الوجهة الغربية المدخل الملكي الذي يكتفه أعمدة حجرية ذات قواعد رخامية مزخرفة. أما الناحية البحرية من للجامع، فيوجد بها 6 أبواب، 4 منها تؤدي إلى حجرات الدفن لأمراء وملوك الأسرة العلوية، بينما يوصل 2 منها إلى رحبتين بين تلك المدافن، أولى هذه الحجرات في الجهة الشرقية بها 4 قبور لأبناء الخديوي إسماعيل، وهم وحيدة هانم المتوفاة عام 1858، وزينب هانم 1875، وعلي جمال الدين 1893 وإبراهيم حلمي 1926.
رواق القبلة:
مساحة مربعه مغطاة بقبة ذات مقرنصات، محمولة على أربعة عقود مرتكزة على أربعة أكتاف في أركان كل منها أربعة أعمدة رخامية بتيجان منقوشة ومذهبة، ويحيط بهذه القبة أسقف خشبيه مزخرفه بنقوش مذهبه، يتوسط الجدار الشرقي المحراب المكسي بالرخام الملون، ويكتفه من جانبيه عمودان أبيض وأخضر، وعلى جانب المحراب منبر كبير طعمت حشواته بالسن والأبنوس وخشب الجوز كُسيت خوذته ومقرنصاته بالذهب، ويمثله في الفخامة كرسي المصحف، أما دكة المبلغ فهي مصنوعة من الرخام ومقامة على أعمدة رخامية وزُينت بالنقوش المذهبة.
نماذج للأضرحة الموجودة بالجامع:
ضريح خوشيار هانم، والخديوي إسماعيل: ” الاثنان في حجرة واحدة، وقد توفت خوشيار هانم والده الخديوي إسماعيل عام 1885م ودفنت قبل إتمام بنائه، وبجوارها ضريح ابنها الخديوي إسماعيل وكتب على شاهد قبر الخديوي عبارة “لا إله إلا الله الملك الحق المبين. محمد رسول الله صادق الوعد الأمين. إسماعيل باشا خديوي مصر توفي عام أثنى عشر وثلاثمائة وألف”.
ضريح الملك فؤاد الأول: يوجد على يمين المدخل الملكي للجامع وتحديداً في الركن الغربي القبلي للجامع، كٌسيت جدرانه بالرخام الملون، ويجاوره قبر والدته الأميرة فريال.
ضريح الملكة فريال هانم: ” زوجة الخديوي إسماعيل وأم الملك فؤاد الأول” .
ضريح الملك فاروق: أعلن الملك فاروق قبل وفاته عن رغبته في أن يعود جثمانه من روما لمصر ويدفن بجامع الرفاعي بجوار أسرته، لكن الرئيس جمال عبد الناصر رفض ذلك ووافق فقط على دفن جثمانه بإحدى مقابر الأسرة الملكية بالقاهرة، وبعد وفاة عبد الناصر، وافق الرئيس السادات على نقل رفات الملك فاروق إلى جامع الرفاعي.
ضريح الملك فاروق
ضريح محمد رضا بهبوي ” شاه إيران”: أخر شاه لإيران، وكان زوجاً للأميرة فوزية شقيقة الملك فاروق الأول، والتي طلقت منه، وبعد انهيار حكم الشاه عقب قيام الثورة الإسلامية في إيران عام1979م، نُفى الشاه ولم يستقبله سوى الرئيس السادات وبعد وفاته عام 1980م أمر السادات بدفنه بجامع الرفاعي، ووضع على القبر تركيبه رخامية مرسوم عليها الشعار الساساني للدولة البهلوية، واسم الشاه وتاريخ ميلاده ووفاته باللغة الفارسية.
ضريح محمد رضا بهلوي”شاه إيران”
ضريح جنانيار هانم زوجة الخديوي إسماعيل: جنانيار شقيقة ديليسبس مهندس قناة السويس، التي تزوجها الخديوي إسماعيل، ويتميز شاهد الضريح بانه مصمم على طراز العمارة المسيحية ويعلوه صليب أسفله آيات قرآنية.