المساجد هى بيوت الله فى الأرض..دائما عمرانه بذكره..يتجه إليها المواطنون يوميا فى الصلوات الخمس لإقامة الصلاة تعبدا وتقربا إلى الله عز وجل،وفى شهر رمضان الفضيل تزدان لإستقبال المواطنين لاداء الصلاة يتوجهون إليها ما أن ينطلق صوت الأذان، والذهاب إلى المسجد فى رمضان له فرحة وبهجة مميزة وبعض المساجد خاصة الشهيرة تنظم يوميا ندوات احتفالا بالشهر الكريم وتعليم الناس وتوعيتهم بصحيح الدين،المساء يوميا وعلى مدار الشهر الكريم تلقى الضوء على بيت من بيوت الله المنتشرة فى جميع أنحاء
المحروسة واليوم نلقى الضوء على جامع الطباخ
تحفة معمارية شٌيد على يد أمير مملوكي وجدده طباخ السلطان
من الممكن أن صادف وصليت فيه مرة، فهو يعلو مدخل محطة مترو محمد نجيب بوسط البلد في محيط منطقة عابدين، ستشعر وكأنه مسجد جديد ولكن ستندهش حينما تعرف أنه بُني عام 1243م، هذا المسجد قارب وجودة على الــ 800 عاما، أنه مسجد الطباخ.
موقعه:
يقع جامع الطباخ بشارع الصنافيرى بقسم عابدين، وقد عرف الشارع بهذا الاسم نسبة لوجود ضريح الشيخ إسماعيل الصنافيرى، وكان الشارع يُعرف قبل دفن الشيخ باسم شارع باب اللوق.
الباني الأول للجامع:
شٌيد هذا الجامع عام 1243م على يد الأمير جمال الدين أقوش استادار للملك الصالح نجم الدين أيوب، و”استادار” هي إحدى الوظائف الهامة في العصر المملوكي والكلمة مكونة من مقطعين “أستاذ الدار” أي المسؤول عن القصور السلطانية، كما تولى الأمير جمال الدين نيابة مدينة الكرك في عهد السلطان الناصر محمد بن قلاوون.
كان الأمير أقوش من أغنى الأمراء وأشتهر بالتصدق والجود، والاهتمام بالعمارة فرمم العديد من الجوامع القديمة، وقام ببناء مجموعة من العمائر منها مستشفى بحي الصاغة، وجامع في ميدان باب اللوق الذي عٌرف فيما بعد بجامع الطباخ، وكل ذلك من ماله الخاص.
وقد ساءت العلاقة بين السلطان والأمير أقوش في أخر أيامه وذلك نتيجة للوشايات والوقيعة التي كان يدس بها الحاقدين عليه، مما أوغر صدر السلطان عليه وأمر بزجه في سجن الإسكندرية حتى توفي عام 736ه.
الباني الثاني للجامع:
بعد وفاة مؤسسه الأول عانى الجامع من الإهمال وتهدمت جدرانه وكاد يندثر نهائياً لولا مؤسسه الثاني الذي رممه وأعاده إلى مكانته بين جوامع القاهرة العريقة.
لم يكن المؤسس الثاني للجامع سلطاناً أو أميراً وإنما كان “الحاج علي” يعمل طباخًا لدى قصر السلطان الناصر محمد بن قلاوون، ونشأ “علي الطباخ” بمصر وخدم الملك الناصر محمد مدة عزله عن السلطنة في مدينة الكرك، فلما قدم إلى مصر جعله المشرف على مائدة السلطان وسلمه المطبخ السلطاني، فكثر ماله بسبب كثرة الأفراح وصنع الولائم والأعراس لدى الأمراء والملوك وقام بتجديد الجامع.
واستمر الطباخ في خدمة الناصر والمنصور أبو بكر والملك الأشرف خليل والملك الصالح إسماعيل. إلى أن طرد من المطبخ السلطانى في عهد الملك الكامل شعبان، وتم مصادرة جميع أمواله وممتلكاته عام 746هــ، وتعرض الجامع للإهمال مرة أخرى.
الباني الثالث:
اعاد الملك فؤاد بناءه في ثلاثينات القرن العشرين، وتخبرنا اللافتة التأسيسية أعلى الباب أنه:” جُدد هذا المسجد في عصر صاحب الجلالة فؤاد الأول ملك مصر المعظم سنة 1350 هـجرية”.
البانيى الرابع:
قامت وزارة الأوقاف في عام ١٣٥٠ هــ، بإزالة الجامع القديم وأنشأت مكانه الجامع الحالي، ويتكون من شكل غير منتظم الأضلاع يتوسطه أربعة دعائم كبيرة يقوم عليها السقف الخشبي المنقوش بالزخارف الجميلة، ويعلو الدعائم الأربع رقبة مثمنة بها ثمان نوافذ يعلوها قبة ضحلة وأضلاع الجامع المتعددة تحتوى على فتحات مملوءة بالزجاج المعشق، وهذه الفتحات يكون كل ثلاث منها نافذة قنديلية الشكل، وبالجامع منبر خشبي جميل مصنوع بطريقة الحشوات المجمعة ومطعم بالصدف والعاج، وبه دكة المبلغ