دراما مميزة لرمضان هذا العام، تخطف العقل وتدفعك لمتابعتها إذ تناولت جانبا من مشاكلنا لتكون مرآة الواقع وحل مشاكله في الوقت نفسه.
فهذا يعرض قضية تأجير الأرحام بزواياها الشائكة خاصة الجانب النفسي والإجتماعي، فتارة يثير تعاطفك، وتارة أخرى تجد نفسك مدفوعا نحو قضية الخطأ والصواب، وأخر يعرض قضايا السوشيال ميديا ومنصات التواصل الإجتماعية بما نجم عنها من مشكلات مع إساءة استخدامها
اللافت للنظر أن ثلاثة أعمال من بين دراما رمضان العام الحالي خرجت من رحم واحد رغم تنوعها واختلاف تناولها والجمهور المستهدف وهم مسلسلات (العتاولة، وصلة رحم، والمداح )
الثلاثة من إنتاج إحدى كبرى شركات الانتاج الذي تمكن صاحبها أن يحصد بأعماله مكانة هي الأعلى مشاهدة من خلال ” خلطة” سرية أضافت لمسة مميزة من خلال مخاطبة ” مزاج السوق”، والقضايا المطروحة على الساحة لتظهر من خلال قصة قوية تضع علاماتها على الدراما العربية
فالمسلسل الأول ذو القاعدة الشعبية ابن الحارة بمشكلاتها والذى استعرض الفن الشعبوي ممزوجا بتقاليد الشعب المصري والحفاظ على الشرف و” الجدعنة” التي تمثلت في دور عاطف وشادية خلطة من الرومانسية والكوميديا التي لا تخلو من المشكلات تنحل بجدعنة المصري الذي يرفض أن تنتهك حرمته، المسامح بطبعه
وجاء دور الفنانة القديرة فريدة سيف النصر علامة بارزة مع توليفة من روح الشباب وإعطاء مساحة أدوار مميزة للشباب، الكل يخرج طاقته لينتج لنا واحدا من أميز مسلسلات دراما رمضان هذا العام
ومن الشعبية والكوميديا المخلوطة بالإثارة تناول صاحب شركة الانتاج في خلطته واحدة من القضايا الشائكة الجريئة وهي تأجير الأرحام وما بين أراء علماء الدين وأخرى للطب خرج المسلسل بتوليفة مميزة من المعاني الإنسانية الخالصة حرب أبوين ليكون لديهما طفل تنتهي بحل وحيد ترفضه القوانين ويبدأ الصراع مع النفس، تنتصر الرغبة في النهاية مع أحداث مشوقة وتأكيد على رسوخ القيم
وللعام الرابع على التوالي جاء مسلسل المداح بعنوان أسطورة العودة ليدغدغ العقول والمشاعر عالم الجن والأولياء الذي يستهوي المليارات من البشر بطابع جديد ولمسة مختلفة حرمته من التكرار ليظهر الإبداع ما بين إنتاج ثري وتمثيل رائع وتوظيف لكل الإمكانات ليخرج هذا العمل هذا العام محافظا على مكانته بين الكبار
اختلافات واضحة بين تناول القضايا ولكن جميعهم اشتركوا في الإبهار والتميز والحبكة المميزة ليكتب تاريخا جديدا لواحدة من شركات الإنتاج الفني يدفعها نحو العالمية وليس الإنتاج العربي فحسب لما حققته ابداعاتها من صدى واسع على مستوى الوطن العربي