الدقهلية- ايمان الميهى وأيمن العماوى
انطلقتْ اليومِ فعالياتِ مؤتمرِ الاقتصادِ الأزرقِ ” فرص للتنميةِ المستدامةِ “، والذي نظمهُ جامعتيْ المنصورةِ وبورسعيدَ بالتعاونِ معَ مؤسساتِ المجتمعِ المدنيِ ويمثلها: الصالونُ البحريُ المصريُ والجمعيةُ العلميةُ العربيةُ للنقلِ.
جاء ذلك بحضورَ الدكتورِ عصامْ شرفْ رئيسِ وزراءَ مصرِ الأسبقِ ، الفريقُ مهابْ مميشْ مستشارِ رئيسِ الجمهوريةِ للموانئْ ومحورِ قناةِ السويسِ ورئيسِ هيئةِ قناةِ السويسِ السابقِ ، الأستاذُ الدكتورُ شريفْ يوسفْ خاطرُ رئيسِ جامعةِ المنصورةِ ، الأستاذُ الدكتورُ أحمدْ جمالْ الدينْ موسى وزيرُ التربيةِ والتعليمِ ووزيرِ التعليمِ العالي الأسبقِ ، الأستاذُ الدكتورُ أسامة الفولي محافظُ الإسكندريةِ الأسبقِ ، المهندسةُ نادية أحمدْ عبدهْ محافظُ البحيرةِ الأسبقِ ، اللواءُ بحريٌ محمودْ متوليْ أمينٌ عامٌ الصالونِ البحريِ المصريِ ، الدكتورُ محمدْ على إبراهيمْ رئيسُ مجلسِ إدارةِ الجمعيةِ العلميةِ العربيةِ للنقلِ ، الأستاذُ الدكتورُ محمدْ عطية البيومي نائبُ رئيسِ جامعةِ المنصورةِ للتعليمِ والطلابِ ، الأستاذُ الدكتورُ محمدْ عبدِ العظيمْ نائبُ رئيسِ الجامعةِ لشئونِ خدمةِ المجتمعِ وتنميةِ البيئةِ ، الأستاذُ الدكتورُ طارقْ غلوشْ نائبُ رئيسِ الجامعةِ للدراساتِ العليا ، الأستاذُ الدكتورُ راوية رزقِ نائبِ رئيسِ جامعةِ بورسعيدَ للدراساتِ العليا ، الدكتورةُ نشوى طلعتْ مستشارُ وزيرِ السياحةِ والآثارِ ، الأستاذُ الدكتورُ محمدْ أحمدْ عبدِ اللطيفْ أستاذُ الآثارِ بجامعةِ المنصورةِ ومساعدِ وزيرِ الآثارِ السابقِ ورئيسِ اللجنةِ المنظمةِ والسادةِ عمداء ووكلاءِ الكلياتِ ، أمينٌ عامٌ الجامعةِ وأعضاءِ هيئةِ التدريسِ والطلابِ .
وأكدَ الدكتورُ شريفْ يوسفْ خاطرٌ أنَ الاقتصادَ الأزرقَ يعنى الإدارةَ الجيدةَ للمواردِ المائيةِ والاعتمادِ على البحارِ والمحيطاتِ في التنميةِ المستدامةِ والقضاءِ على الفقرِ وتحقيقِ الاكتفاءِ الذاتيِ منْ الغذاءِ ، ويتعلقَ بالاستخدامِ المستدامِ للمواردِ المائيةِ والحفاظِ عليها وهيَ البحارُ والمحيطاتُ والأنهارُ بهدفِ توجيهِ النموِ الاقتصاديِ وتحسينِ سبلِ العيشِ وخلقِ فرصِ العملِ معَ احترامِ البيئةِ والقيمِ الثقافيةِ والتنوعِ البيولوجيِ ، وتسعى مصرُ جاهدةً في سبيلِ ذلكَ بتوجيهاتِ فخامة الرئيسِ عبدَ الفتاحْ السيسي رئيسُ الجمهوريةِ وهوَ ما اشتملتْ عليهِ خطةُ الدولةِ 2030 وأشارَ إلى أنَ أنشطةَ الاقتصادِ الأزرقِ متعددةً وهامةً جدا لدفعِ عجلةِ الاقتصادِ القوميِ لأنها تشملُ توليدَ الكهرباءِ منْ طاقةِ المياهِ وأنشطةِ التعدينِ والسياحةِ البحريةِ وصيدِ الأسماكِ والكائناتِ البحريةِ واستخراجِ الموادِ الخامُ منْ البحارِ وغيرَ ذلكَ منْ أنماطِ النشاطِ الاقتصاديِ المرتبطِ أساسا بالمياهِ ، ومنْ هذا المنطلقِ كانَ الشعورُ بالمسئوليةِ منْ جانبِ جامعةِ المنصورةِ كواحدةٍ منْ الجامعاتِ المصريةِ التي تضمُ نخبةً منْ العلماءِ في كافةِ المجالاتِ ، فقدْ تبنتْ الجامعةُ تقديمَ مشاركاتٍ علميةٍ دقيقةٍ منْ خلالٍ باحثينَ متخصصينَ لتغطيةِ كافةِ المجالاتِ العلميةِ المتعلقةِ بالاقتصادِ الأزرقِ والوصولِ لتوصياتٍ إيجابيةٍ ورفعها لصناعِ القرارِ للاسترشاد بها في خطط الدولة المصرية للمشاركة في بناء استراتيجية وطنية للإقتصاد الأزرق لدفع عجلة التنمية.
أشارَ الفريقُ مهابْ مميشْ خلالَ كلمتهِ أنَ جامعةَ المنصورةِ رمز للعلمِ القوى في مصرَ، مؤكدا أنَ مصرَ دولةً قويةً بقيادتها القويةِ والواعيةِ وبالعزيمةِ والإرادةِ والإصرارِ نستطيعُ تحقيقُ كلِ شيءٍ ، وأنَ مصرَ دولةً مائيةً وبحريةً منْ الدرجةِ الأولى حباها اللهُ بالبحرِ الأبيضِ والأحمرِ وقناةِ السويسِ ، ولهذا لابدّ منْ الاهتمامِ بالبحارِ والبيئةِ ، وفي عهدِ السيدِ الرئيسِ عبدَ الفتاحْ السيسي تمَ تنميةً الموانئْ البحريةُ واستغلالُ المواردِ المائيةِ أفضلَ استغلالٍ.
وقدْ عرضَ فكرةَ ازدواجِ القناةِ على فخامةِ الرئيسِ والتي لاقتْ اهتمام شديدٍ وأصدرَ تعليماتهِ بتنفيذِ ازدواجِ القناةِ بسواعدَ مصريةٍ وبالتفافِ الشعبِ المصريِ حولَ هدفٍ واحدٍ إنجازِ قناةِ السويسِ الجديدةِ وقامَ الشعبُ المصريُ بتمويلِ مشروعِ القناةِ مالياً، وتمَ تنفيذها بإرادةٍ مصريةٍ خالصةٍ في عامٍ واحدٍ وافتتاحها عامَ 2015 لتكونَ أهمَ ممرٍ ملاحيٍ هديةَ مصرَ للعالمِ لتكونِ مصرَ أقوى دولةٍ في المنطقةِ ويثبتُ المصريينَ أنهمْ قادرونَ وأنَ القادمَ منْ مشروعاتٍ أفضلَ بسواعدَ وإرادةِ المصريينَ.
عبرَ الدكتورُ عصامْ شرفْ عنْ سعادتهِ البالغةِ بتواجدهِ بجامعةِ المنصورةِ العريقةِ وتحدثَ عنْ كونِ الاقتصادِ الأزرقِ يعدْ منْ أقوى الاقتصادِ في العالمِ يتطلبُ خطةَ عملٍ وشريكٍ قويٍ وأنَ مبادرةَ الحزامِ والطريقِ والتي تشملُ طريقَ الحريرِ البحريِ منْ الشراكاتِ الهامةِ وتعدُ الصينُ الشريكَ القوى في هذا المجالِ.
مؤكدا أنَ العالمَ أصبحَ مترابطا ارتباطا وثيقا وأنَ فكرةَ التنميةِ المشتركةِ تعدْ في غايةِ الأهميةِ وتتطلبُ مسئوليةٌ مشتركةٌ ويجبُ أنْ يكونَ هناكَ مظلةٌ يتعاونُ تحتها الجميعَ وأنْ أيْ انهيارٍ يؤثرُ دوليا على الدولِ منْ الناحيةِ السياسيةِ والاقتصاديةِ واجتماعيا ومنها الأزماتُ الماليةُ والحروبُ والأوبئةُ.
وأشارَ إلى أنَ الصراعاتِ يجبُ أنْ تؤديَ إلى حتميةِ ميلادِ عالمٍ جديدٍ وعولمةٍ تؤمنُ وتتبنى التنوعَ والتعايشَ معَ الاختلافِ. ووصفَ طريقُ الحريرِ بأنهُ ترجمةٌ فعليةٌ للعلاقاتِ المصريةِ الصينيةِ وأنَ مبادرةَ الحزامِ، أوْ طريقِ الحريرِ الجديدِ يمكنُ أنْ تلعبَ دورا محوريا في تحقيقِ حلمِ ” عالمٍ جديدٍ ” منْ خلالِ الشراكةِ بينَ حضاراتنا العميقةِ المبنيةِ على التفهمِ والتفاعلِ والتعاونِ الإيجابيِ بينَ القوى المجتمعيةِ المختلفةِ حكومةً، قطاعٌ خاصٌ ، ومؤسساتُ المجتمعِ المدنيِ .
أشارَ إلى أنَ أهميةَ مبادرةِ الحزامِ تأتي منْ استعدادِ مجموعةٍ منْ دولِ العالمِ تمثلُ حواليْ ثلثيْ سكانهِ وأكثر منْ ثلثِ الاقتصادِ العالميِ، للمشاركةِ في تفعيلِ المبادرةِ التاريخيةِ التي يمكنُ وضعَ عنوانِ لها وهوَ ” صناعةُ الشراكاتِ “.
موضحا أنَ مبادرةَ ” الحزامِ والطريقِ ” ليستْ مجردَ مشروعٍ وإنما هيَ في حدِ ذاتها مفهوم للتنميةِ وجسرٍ عالميٍ يتخطى الفجواتِ التنمويةَ ويربطُ بينَ الثقافاتِ، وإحياءٌ للحضاراتِ القديمةِ واستعادةُ لدورها التاريخيِ .
واعتبرتْ الدكتورةُ نشوى طلعتْ أنَ السياحةَ عنصرا هاما في الاقتصادِ الأزرقِ، حيثُ توفرُ 6.5 مليونِ وظيفةٍ، فمنْ المنتظرِ أنْ تشكلَ السياحةُ البحريةُ أكبرَ شريحةِ للقيمةِ المضافةِ لاقتصادِ البحارِ وتمتلكُ مصرُ مساحاتٍ كبيرةً منْ الشواطئِ، وتمتازَ مصرُ بالسياحةِ الشاطئيةِ واليخوتِ والصيدِ ويسهمُ قطاعُ السياحةِ بنحوِ 11.9 % منْ إجماليِ الناتجِ القوميِ، وتهتمَ وزارةُ السياحةِ والآثارِ بتحويلِ عددٍ منْ المدنِ الساحليةِ مثلٍ مدينةِ شرمَ الشيخُ إلى مدنٍ خضراءَ مستدامةٍ.
وتحدثَ اللواءُ بحريٌ محمودْ متوليْ أمينٌ عامٌ الصالونِ البحريِ المصريِ عنْ أنَ قوةَ مصرَ في البحرِ ترتبطُ ارتباطا مباشرا بقوى الدولةِ الشاملةِ في علاقةٍ تكامليةٍ ، وأنَ الأمنَ القوميَ المصريَ يهدفُ إلى تحقيقِ أكبرِ قدرِ منْ الحمايةِ والاستقرارِ لتحقيقِ التنميةِ الشاملةِ ونظرا لما تتمتعُ بهِ مصرُ منْ موقعٍ جغرافيٍ متميزٍ استراتيجيٍ فريدٍ وطولٍ للسواحلِ والمسطحاتِ المائيةِ الموقعَ الجغرافيَ لمصر يؤثرُ على قوتها في البحرِ، ومنْ ثمَ على تحديدِ مصالحها القوميةِ باعتبارِ أنها دولةٌ ساحليةٌ تقعُ في قلبِ العالمِ وتمتلكُ سواحلُ ومساحاتُ مائيةٌ كبيرةٌ ، حيثُ يتأثرُ الدخلُ القوميُ لمصر تأثرا مباشرا بما يتعلقُ بالمواردِ البحريةِ .
وأشارَ الدكتورُ محمدْ على إبراهيمْ إلى دورِ الجمعيةِ العلميةِ العربيةِ للنقلِ في المساهمةِ في تنظيمِ المؤتمرِ حيثُ تمثلُ المياهُ شريانَ الحياةِ على كوكبِ الأرضِ، ويتمحورَ حولها العديدَ منْ الأنشطةِ الاقتصاديةِ كونها مصدرا للغذاءِ والطاقةِ والسياحةِ ونقلِ البضائعِ والركابِ وأنشطةِ الموانىءْ واللوجستياتِ والتي يمكنُ أنْ تكونَ مصدرا لزيادةِ الثروةِ وخلقِ فرصِ عملٍ للمساهمةِ في زيادةِ النموِ والناتجِ القوميِ.
كما ثمنتْ الأستاذَ الدكتورةُ راوية رزقِ التعاونِ العلميِ المثمرِ بينَ جامعةِ المنصورةِ وجامعةُ بورسعيدَ في تنظيمِ المؤتمرِ، وأشارتْ أنَ جامعةَ بورسعيدَ لديها العديدَ منْ الأبحاثِ العلميةِ الهامةِ بأنشطةِ الاقتصادِ الأزرقِ منها تحليةَ مياهِ البحارِ – الطاقةُ الجديدةُ والمتجددةُ وإنتاجِ الهيدروجين الأخضروقدْ حققتْ الجامعةُ إنجازاتٍ متعددةً في أبحاثِ ملفِ التنميةِ المستدامةِ في التصنيفاتِ العالميةِ كما شاركتْ الجامعةُ في المؤتمراتِ الدوليةِ للمناخِ والبيئةِ.
أشارَ الدكتورُ محمدْ عبدِ اللطيفْ أنَ مصرَ تمتلكُ سواحلَ عظيمةً بآلافِ الكيلو متراتٍ على ساحلها الشماليِ في البحرِ المتوسطِ ومثيلهِ على ساحلها الشرقيِ في البحرِ الأحمرِ وتصلُ بينهما قناةُ السويسِ شريانَ الاقتصادِ والتجارةِ العالميةِ ، وهذا يعني أننا نمتلكُ قدراتٌ مائيةٌ عظيمةٌ ، وتسعى الدولةُ جاهدةً نحوَ الاستفادةِ منها وتعظيمِ قدراتها ، ويمثلَ الاقتصادُ الأزرقُ البحريُ دورا متزايدا في التنميةِ المستدامةِ للعديدِ منْ الدولِ البحريةِ ويعدُ افتتاحُ قناةِ السويسِ للملاحةِ العالميةِ التفعيلَ الأولَ لموقعِ مصرَ الإستراتيجيِ بينما تعدْ المنطقةُ الاقتصاديةُ لقناةِ السويسِ هيَ التفعيلُ الثاني لموقعِ مصرَ الإستراتيجيِ، الأمرُ الذي يرتبطُ تماما بالاقتصادِ الأزرقِ ويعظمُ الاستفادةَ منهُ خاصةً في ظلِ بنيةٍ رئيسيةٍ ضخمةٍ ( مدنٌ جديدةٌ – مواني – مطاراتٍ – مقاصد سياحيةٍ جديدةٍ ومتفردةٍ – منتجعاتِ وقرى سياحيةً ساحليةً – شبكةُ طرقٍ – إنفاقٌ – كباري – إمكانياتٍ لوجستيةٍ ) تخدمُ هذا الاقتصادِ .
اختتمتْ فعالياتِ الجلسةِ الافتتاحيةِ بتكريمِ ضيوفِ المؤتمرِ وإهداءِ درعِ جامعةِ المنصورةِ لهم .