أكد اللواء طيار دكتور هشام الحلبي، المستشار بالأكاديمية العسكرية للدراسات العليا والاستراتيجية، أن من المهم الحديث عن تحرير سيناء من خلال محطات رئيسية، يجب أن يتم ذكرها، مشيرا إلى أن المرحلة الأولى هي حرب أكتوبر 1973، حيث كانت هناك محاولات للسلام قبل 1973 ولكن كانت إسرائيل تردد دائما “السلام مقابل السلام”، وهو ما يعني أن تظل الأرض معها وهو أمر مرفوض تماما بالنسبة لمصر، ولذلك كان لزاما على مصر خوض معركة لكسر نظرية الأمن الإسرائيلية.
جاء ذلك خلال الندوة التي نظمتها جمعية المصري بالأقصر بمشاركة جمعية مفتاح الحياة، وأقيمت بمكتبة مصر العامة بالأقصر تحت شعار “سيناء الحرب والسلام والتحكيم”، وحاضر فيها اللواء طيار أركان حرب الدكتور هشام الحلبي، بحضور النائبة نجلاء باخوم عضو مجلي النواب، وجمال يوسف الخبير التنموي، ومحمد حساني مدير مكتبة مصر العامة بالأقصر، وأدار الندوة الدكتور على الدين القصبي استاذ علم الاجتماع بكلية الآداب بجامعة جنوب الوادي، بحضور لفيف من قيادات محافظة الأقصر.
وخلال الندوة؛ شدد اللواء طيار دكتور هشام الحلبي، على أن حرب أكتوبر 1973 ، كانت بمثابة حرب من أجل السلام، مشيرا إلى أنه عقب تلك الحرب ونجاحها الباهر تغير الفكر الإسرائيلي وأصبح يقبل الجلوس إلى طاولة المفاوضات مع قبول مبدأ الأرض مقابل السلام، لافتا إلى أن هذا كان بمثابة تغير جوهري في الفكر الإسرائيلي بالنسبة لمصر.
وأوضح أن مصر خاضت مرحلة في غاية الأهمية وهي مرحلة التفاوض، منوها إلى أن المصريين أعطوا الرئيس الراحل محمد أنور السادات الفرصة كاملة للخوض في المفاوضات بداية من كامب ديفيد انتهاء بتوقيع معاهدة سلام بين مصر وإسرائيل، ترتيبا على قبول إسرائيل بنفس المبدأ مع الدول العربية التي لها مشكلات مع إسرائيل، مشيرا إلى أن هذه النقطة مهمة للغاية لتوضيح أن مصر لم تبرم سلاما منفردا ولم تترك القضية الفلسطينية، حيث تنص ديباجة معاهدة السلام على أن يتم تطبيق نفس المبدأ مع الدول التي لها مشكلات على الحدود والأرض مع إسرائيل.
وأشار إلى أن مصر خاضت أيضا معركة قانونية قوية جدا، انتهت بالحكم بأن طابا تتبع مصر، ويحدد خط الحدود الدولية بشكل قانون حاسم.
وأوضح اللواء هشام الحلبي، أن الدول تواجه مشاكل وتحديات كبيرة على مر تاريخها وبالتالي عندما ننظر إلى التحديات الكبيرة يحدونا الأمل في أن نتغلب عليها بالأسلوب العلمي المحترف، وتحرير سيناء يعد نموذجا على ذلك.
وكانت الندوة قد بدأت لكلمة ترحيبية من محمد حساني مدير مكتبة مصر العامة بالأقصر، ثم تحدثت النائبة نجلاء باخوم، عضو مجلس النواب، ورئيس مجلس إدارة جمعية أنا مصري وعضو جمعيتي المصري ومفتاح الحياة، وأكدت حرص الجمعية على عقد ندوات تثقيفية تؤثر في المجتمع وتعمل علي رفع الوعي لدى المواطن الأقصري، بمشاركة رموز وطنية وقامات مميزة لبث روح الوطنية ونشر المعلومات الموثقة .
وأشار جمال يوسف الخبير التنموي، إلى أهمية عقد مثل تلك اللقاءات التي تبث روح الانتماء والولاء والحفاظ علي وحدة الوطن.