منذ شهرين شهدت منطقة كفر العلو بحادث القطار الأليم الذي أسفر عن مصرع 4 ضحايا وإصابة 24 آخرين ، نتيجة اصطدامه، بسيارتي «أتوبيس وميكروباص» “المساء” تجولت بكفر العلو فإذا بمشهد مأساوي يخيم على المنطقة المأهولة بالسكان فالبيوت زحفت لتقترب بشدة حتى كاد بعضها يتلاصق بقضبان السكة الحديد وضاق شارع السكة الحديد حتى أن بعض مناطقه أصبحت تتسع بالكاد لمرور القطار؛
ومع ذلك انتشرت التكاتك والتروكسيلات والسيارات على السكة الحديد فضلا عن الاطفال والكبار في شكل عشوائي ينذر بتكرار كوارث أبشع، وإذا بالذعر يسيطر على الأهالى، وقد تواجدت إحدى السيارتين المتحطمتين بمكان الحادث متهشمة في شكل مروع، فضلا عن أن المنزل المنهار في الحادث يبدو متحطما فى صورة مرعبة تدمى القلوب والعيون؛ فهل سيستمر هذا الوضع على ما هو عليه؟ “المساء تحدثت الى الأهالى وتعرفت على تصوراتهم.
بملامح يملؤها الألم أكد محمد باشا وعبد الوكيل محمد أن الرعب سيطر عليهم منذ وقوع الحادث خاصة وأن القطار ليس له مواعيد محددة وأنه يمر بسرعة واندفاع رهيب فجأة وفى بعض الأحيان لا يطلق زمارة الإنذار ولا الأنوار سواء كان يمر ليلا أن نهارا.
أضافا أنه بالرغم من خوفهم من تكرار مثل هذه المأساة فضلا عن خوفهم على أطفالهم الصغار الذين يمرون على قضبان السكة الحديد، إلا أنهم لا يمكنهم الانتقال من المكان لأنه منطقة أكل عيشهم، مشيرين إلى أن الحل الأمثل هو زحزحة السكة الحديد باتجاه جبل كفر العلو حيث توجد مساحات شاسعة خالية، لا تحتوى الا على بعض المخازن الصغيرة للحديد والجراجات وبالتالى فإن ازالتها ستكون أقل وطأة علي الاهالى من إزالة البيوت التي تمثل مأوي للأسر والعائلات بأعدادها الكبيرة حيث يحتوى كل بيت على حوالى 5 أو 6 أسر ويصل عدد أفراد الأسرة الواحدة إلى 8 أفراد.
وبصوت ينم عن الحسرة والذعر أكدت رجاء عبد التواب أنه رغم خوفها الشديد من تكرار حوادث أخرى بالمنطقة بعد كارثة اصطدام القطار بسيارتين وتحطم أحد البيوت، إلا أنها تخشى أن يتم نقل الأهالى الى منطقة أخرى وهدم المنازل، راوية أنهم أقاموها “بدم قلوبهم” وأن بيتها يضم أولادها الستة وكل ابن لديه ستة أطفال، متمنية أن يتم نقل السكة الحديد.
أوضح سيد عبد الراضي أنه يمكن إزالة المصاطب والبيوت البارزة القريبة جدا من مسار القطار فقط حيث أنه من الصعب جدا على الأهالى أن يتم هدم جميع البيوت، وبالإضافة الى ذلك يمكن إزالة المخازن والعشش المهجورة الموجودة على الجانب الشرقى من قضبان القطار باتجاه الجبل حيث تتوافر خلفها مساحات كبيرة من الأراضي الخالية التي تمثل فرصة لنقل القضبان عدة مترات وإنشاء سورا حضاريا له حفاظا على أرواح المارة والسكان، خاصة وأن القضبان الحالي قد تهالك واختفت ملامحه تحت التراب وأن عرضه أقل من عرض القطار مما يجعل عجلات القطار تخرج عنه بمسافة نصف متر.
ومن جانب آخر قال محمود سلمي ومهدي شاكر وشيماء عبد الناصر أن سبب الحادث هو حدوث عطل في إحدى السيارتين اللتان اصطدم بهما القطار، راويين أن مرور القطار بجوار المنازل يسبب الذعر لهم حيث تهتز المنازل بشدة نتيجة السرعة الرهيبة التي ينطلق بها فضلا عن أنه يكون محملا بأطنان وكميات ضخمة من الرخام والبضائع، مشيرين إلى أنهم يتخوفون من حدوث مأساويات أخرى، راويين أن أحد السكان فرمه القطار منذ 5 أو 6 سنوات، موضحين أن الخطورة تزداد في ظل مرور الاهالى ورعاة الغنم بمواشيهم بشكل يومي على القضبان، مؤكدين ضرورة إنشاء سور وحرم للقطار، بما لا يلحق الضرر بالسكان.
أميرة السلاموني
عدسة: أشرف شعبان