نجاح كبير حققته المخرجة هالة القوصي بوصول فيلمها “شرق 12” للعرض في فاعلية “نصف شهر المخرجين” في الدورة 77 من مهرجان كان السينمائي، حيث لاقى العمل احتفاءً كبيراً من الجمهور سواء بفاعلية المهرجان او عبر مواقع التواصل الاجتماعي، وخاصة تحضيراتها للفيلم التي استغرقت ما يقارب ال 8 سنوات ..
تحاورت “المساء” مع القوصي حول تفاصيل تحضيراتها للعمل، وسبب هذه المدة الكبيرة في التحضيرات، وعن أبرز الصعوبات التي واجهتها ، وسر تصويرها بسينما خام .
- ما شعورك بوجود فيلمك هذا العام في مسابقة” نصف شهر المخرجين” التي لم يشارك بها فيلماً مصرياً من 33 عاماً؟
بالتاكيد سعيدة ان يكون اسمي بجانب مخرجين مصريين مهمين شاركوا في هذه الفاعلية، وهى فاعلية خاصة جداً لاهتمامها بالتركيز على المخرجين الذين لديهم حس تجريبي في أعمالهم، لذلك انضمامي مع يوسف شاهين ويسري نصر الله وتوفيق صالح وعاطف الطيب، يشعرني بالفخر والمسئولية الكبيرة.
- هل توقعتي كل هذا الاحتفاء في مهرجان “كان السينمائي” بالفيلم ؟
صراحة لم يكن لدي تصورات منذ تنفيذي وتحضيراتي للفيلم ماذا سيحدث له، ولكنني مؤمنة بأنه لكل مجتهد نصيب، وبالتالي سعيدة بكل هذا الاحتفاء، لدرجة إنني أشعر إنني بأحلم ومازلت لا أصدق ان هذا يحدث بشكل حقيقي وواقعي، وان الفيلم وصل لجمهور استوعب ما أريد ان أوصله بالرغم من جنسياتهم المختلفة وخلفياتهم المتنوعة.
- “شرق 12” فكرته غير مألوفة .. من أين جاءتك الفكرة ؟
فكرة الفيلم جاءت من حبي للحواديت والحكايات، التي تستطيع ان تأخذ الانسان لأماكن حالمة وخيالية بعيدة عن التفكير المباشر، والتي تعد أيضاً بمثابة صناديق سوداء للأجيال المقبلة للتعرف عليها، كما أنها مصادر للمعرفة، ومن هنا بدأتالفكرة كحدوتة معاصرة .
- وما سبب الاعتماد على ان يكون التصوير بالابيض والاسود ؟
نظرًا لأن الحدوتة عندما نسمعها يكون لدينا انطباع انها تنتقل من جيل لجيل، والابيض والأسود هو الذي ينجح في إيصال هذا الاحساس للجمهور، وكان هو السبب لتصويري بسينما خام وليس ديجينال .
- دائما تختارين الطريق الأصعب لأعمالك .. ما سر تصوير بسينما خام في عصر اعتمد على الديجيتال ؟
بالفعل هذا الأمر لم يحدث في مصر منذ نحو 10 سنوات، واختياري للسينما الخام ليكون شكل الأبيض والأسود في الصورة طبيعياً، ونحن مفتقدين هذا الأمر ، وكانت الفرصة ايضاً تسمح بذلك لانه لدي علاقة طويلة مع مدير التصوير عبد السلام موسي الذي قدمت معه 7 أعمال سوياً، وهو محب جداً للسينما الخام وله تجارب بها.
- فكرة التصوير بسينما خام لا يسمح بكثرة الإعادة .. ألم تجدي إنها صعوبة كبيرة أثناء العمل ؟
الاعادة لم تكن الصعوبة الأساسية، ولكن بالفعل أصعب شئ واجهنا هو فكرة “تحميض الأفلام” في معامل مغلقة من سنوات، وكان هذا هو التحدي ، وكان جزءًا من صعوبات الفيلم اعتمادنا على تصوير المشاهد في ضوء الشمس لمدة طويلة، لذا كانت فترة الشتاء غير مناسبة، فانتهى بنا الأمر أن نصوره خلال شهري يوليو وأغسطس وهذا كان قاسيًا علينا للغاية.
- ما الوقت الذي استغرقتيه في التحضيرات لـ” شرق 12″ ؟
هذا الفيلم فكرته بدأت من 2016، ثم بدأت بعدها اكتب السيناريو والموضوع، واختيار الممثلين، ومنذ 2019 وانا اختار لمواقع التصوير، حيث تم التصوير في حلوان والقصير، ثم بدأنا تصوير فعليا ً في 2022 ، أي ان الفيلم تحضيراته ووصلت إلى 9 سنوات حتى يخرج للنور .
- العمل يتضمن موضوعات مهمة .. برأيك ما أبرز رسالة فيه ؟
انا ارى ان كلمة “رسالة” تحد من قراءة الفيلم، في حين ان كل متلقى يستقبل العمل الفنى بشكل مختلف، فالفيلم يناقش صراع الأجيال وإعلاء فيم الخير والصداقة والرغبة في الأفضل ودور الشباب الفعال في المتسقبل .
- فكرة تنفيذ الفيلم لمدة تقارب الـ 9 سنوات كبيرة جداً.. ما أبرز الصعوبات التي تواجهك ؟
أكثر صعوبة هي التمويل والدعم، فنحن ينقصنا الدعم سواء مادي او تسهيلات وتيسيرات، فجميع دول العالم نجد دعم كبير للافلام غير التجارية، لان نوعية الافلام المستقلة صعبة على صناعها ومكلفة جداً، وبما إن مصر بها محافل فنية عديدة، فيجب الاهتمام أولا بالانتاج وتخصيص جزء له، حتى يكون لدينا كم كبير من الافلام التي نستطيع ان نشارك بها في المهرجانات .
- ما توقعك باستقبال الجمهور للفيلم عند العرض في مصر ؟
صراحة ليس لدي أي توقع، ولكنني اراهن على جمهوري الذي لم يخذلني في “زهرة الصبار” الذي قدمته منذ سنوات، و للاسف جملة ” الجمهور عايز كدة” هي ” فارغة”، لان الجمهور يحب التنوع في التناول ويستقبل ويستمتع بجميع الأشكال المختلفة من الفنون .
- ماذا تقصدين بـ”شرق 12 ” ؟
في بداية الفيلم يظهر مفهموم هذا الاسم، وهي منطقة خيالية ليست موجودة على الخريطة وتدور فيها أحداث الفيلم .
- واخيراً .. ما هى خطة الفيلم القادمة ؟
بداية من الشهر الحالي سيتم عرض في فرنسا لمدة شهر في 18 مدينة، ثم سيتم العرض في إيطاليا وسويسرا واليابان وأستراليا وتونس وجميعها ستكون عروض بدور السينما .