قالت الخبيرة الأممية د. هبة هجرس المقرر الخاص المعنى بحقوق الأشخاص ذوي الإعاقة بالأمم المتحدة، بوقف العمليات العسكرية فى كل الأراضى المحتلة و قطاع غزة بشكل فورى وعاجل، وذلك بعد أن حولت الحرب حياة الأشخاص ذوي الإعاقة إلى جحيم.
جاء ذلك خلال الكلمة التى ألقتها الخبيرة الأممية على هامش مشاركتها فى الحدث رفيع المستوى الذي نظمته جامعة الدول العربية على هامش أعمال الدورة 17 لمؤتمر الدول الأطراف في اتفاقية حقوق الأشخاص ذوي الإعاقة بالامم المتحدة بنيويورك.
قالت د. هبة هجرس فى كلمتها: “بينما نحن نجتمع اليوم يكون قد واصلت العمليات العسكرية المتوحشة فى قطاع غزة يومها ال 250 وليس خفيا على متابع ان استمرار العمليات العسكرية لليوم 250 وارتفاع حدتها فى الاراضى الفلسطينية المحتلة حول حياة كل الاشخاص ذوي الاعاقة فى خيام النازحين فى رفح وكل قطاع غزة الى جحيم بكل ما تحمله الكلمة من معنى ، فمن لم يفقد حياته منهم بفعل القصف المتواصل يجد من المستحيل عليه تلبية طلبات الاخلاء لغياب اليات الانذار والاخلاء التى تاخذ فى الحسبان احتياجاتهم وسط الدمار الهائل الذي لحق بالإسكان والبنية التحتية المدنية والركام الناتج عنه وفى النهاية قد يجد نفسه واسرته ضحايا القصف أيضاً”.
تابعت “هجرس”: “أتحدث عن مآسى الاشخاص ذوي الاعاقة على مدار 250 يوما من العمليات العسكرية المتواصلة دعونى اذكر لحضراتكم بعض التفاصيل عن عائلة هاشم غزال وجميعهم من ذوي الاعاقات السمعية وفى رايي فهذا العائلة خير مثال لما يمكن ان تعيشه اسرة من الاشخاص ذوي الاعاقة فى ظل العمليات العسكرية المتتابعة ، فهاشم وهو الاب الروحي للصم بقطاع غزة كان يعيش رفقة 5 من أبنائه وأخته من ذوي الاعاقات السمعية جميعا مع زوجته من غير ذوي الاعاقة في منزله شرق غزة وقد ذاقوا ويلات العمليات العسكرية التى كلفتهم النزوح القسري لخمس مرات فكيف لهم ان يسمعوا اصوات القصف ؟ وكيف يتصرفوا للحصول على المساعدات ؟ ومن اين لهاشم العلاج وهو الذي أجرى عملية قسطرة قلبية قبل العدوان بفترةٍ قصيرة؟.. وفى نهاية المطاف وبقصف اسرائيلى لمنزلهم قتل هاشم واسرته جميعا .
أشارت “هجرس” فى كلمتها الى انه بالرغم من فقدان حياة عدد كبير منهم فان الاشخاص ذوي الاعاقة فى كل قطاع غزة قد فقدوا جميعا فرصتهم في الحصول على خدمات صحية وإعادة التأهيل في مخيمات اللاجئين المكتظة بسبب تدمير المستشفيات، أو انقطاع الخدمات الأساسية، أو القيود المفروضة، أو عدم إمكانية الحصول على المساعدة الإنسانية
طالبت “هجرس” بأهمية تيسير وصول المساعدات الإنسانية بشكل عاجل وملح لأهالي قطاع غزة دون قيد أو شرط، بما فيها تلك المساعدات التى تعمل على تلبية احتياجات الأشخاص ذوي الإعاقة، من مواد غذائية ومياه شرب نقية وأدوية وأجهزة تعويضية وأدوات مساعدة
أعربت “هجرس” عن تقديرها البالغ لجهود الاغاثة التى بذلتها وتبذلها الهيئات والجهات المعنية منذ انطلاق الاحداث وحتى اليوم ، موضحة انها تامل ان تتبع الجهات المعنية بالاغاثة داخل قطاع غزة اليات اكثر حساسية لاحتياجات الأشخاص ذوي الاعاقة كونهم الاكثر تضررا مما يحدث والاكثر عرضة لفقد الحياة وتدهور الصحة وصعوبات الحياة اليومية ، فضلا عن ان معدلات نسب الاشخاص ذوي الاعاقة تزداد بشكل مضطرد فى هذه المنطقة بسبب طول مدة العمليات العسكرية وغياب اليات الاغاثة المناسبة وغياب منظومة خدمات صحية مناسبة وطبيعة الظروف المعيشية القاسية التى يعيشها الجميع وتسبب فى اصابة الكثيرين باعاقات مختلفة
أوضحت “هجرس” أن الاشخاص ذوي الاعاقة هم من يدفعون اغلي ثمن للحرب فاستمرار العمليات العسكرية بما له من تداعيات كارثية بالغة الخطورة على الأشخاص ذو الاعاقة، يعد استمرارا لانتهاك مضاعف لحقوق الانسان لكونهم مدنيين ولكونهم اشخاص ذوي اعاقة وفقا لكل المواثيق الدولية المعنية بحقوق الانسان ومنها الإعلان العالمي لحقوق الإنسان، والمواثيق الدولية الخاصة بحقوق الأشخاص ذوي الاعاقة، وما جاء فى الاتفاقية الدولية لحقوق الأشخاص ذوي الإعاقة في المادة 11، وقرار مجلس الأمن رقم 2475 بشأن طرق حماية الأشخاص ذوي الإعاقة أثناء النزاعات المسلحة.
طالبت “هجرس” بضرورة الالتزام بمجموعتَي التدابير المؤقتة الملزمة التي أمرت بها محكمة العدل الدولية بما فيها تلك المعنية بوقف العمليات العسكرية فى رفح وضمان حماية وسلامة جميع المدنيين بما في ذلك الأشخاص ذوي الإعاقة والإفراج عن جميع الرهائن والأفراد المحتجزين تعسفياً، وخاصةً الأشخاص ذوي الإعاقة دون قيد أو شرط.