»» بقلم ✍️ د.خالد مزروع
(دكتوراه في تطوير مناهج الكيمياء الزراعية – جامعة عين شمس)
في عصر تتسارع فيه التكنولوجيا وتتغير الاحتياجات التعليمية، تطرح مفاهيم جديدة تحديات كبرى أمام نظامنا التعليمي التقليدي، من بين هذه المفاهيم، فكرة “مدارس بدون طلاب” تبرز كتساؤل محير: هل تحمل هذه الفكرة معنى جديدا للتعليم أم أنها مجرد أمل فاقت الواقع؟!
عندما نتخيل مدرسة تكون خالية تماما من الطلاب، تتبادر إلى الذهن أسئلة كثيرة.. هل بالفعل هناك خلل في العملية التعليمية يبرز بوضوح من خلال هذا المفهوم الجديد؟ أم أن تغير العصر وتقدم التكنولوجيا يشير إلى حاجة لاستكشاف طرق جديدة لنقل المعرفة؟.
الفكرة نفسها تتساءل عن دور المدرسة في غياب الطلاب. ما هي فائدة المدرسة إذا لم يكن هناك من يتلقى المعرفة؟ ولماذا نستمر في بناء مؤسسات تعليمية لا يحضرها الطلاب؟.
تصبح هذه التساؤلات أكثر تعقيدا عندما ننظر إلى الجوانب المالية والموارد التي تستهلكها المدارس دون أن تكون هناك طلبة يستفيدون منها، فلماذا ننفق ملايين الجنيهات على طباعة كتب مدرسية لا يستخدمها الطلاب؟. وهل هناك حاجة لتعيين معلمين في مدارس لا تحتوي على طلاب؟.
هل أصبحت الدروس الخصوصية بديلا للمدرسة ؟.
بالنظر إلى هذه التحديات، يبرز ضرورة إعادة التفكير في مفهوم التعليم الحالي ،وإعادة بنائه بشكل يتناسب مع تطلعات المجتمعات المعاصرة.
قد يكون التحول نحو مدارس بدون طلاب إحدى الطرق، لكنه يتطلب تفكيرا استراتيجيا وتقنيا عميقا لضمان استفادة جميع الأطراف المعنية من هذه الابتكارات.
في النهاية، إذا أردنا العثور على إجابات وحلول لهذه التساؤلات، فإنه يتعين علينا التفكير في كيفية استغلال التكنولوجيا وتحديث المناهج التعليمية بحيث تصبح مدارسنا مراكز فعالة لنقل هذه المعرفة التكنولوجيا ، بغض النظر عن وجود الطلاب.
/