كتبت/ مى الشرقاوى:
خطأ كبير يقع فيه الكثير من الىباء والأمهات سواء بقصد أو دون قصد وهو التفرقة فى المعاملة بين الابناء، فكثيرات ما نسمع عن تفضيل الوالدين للابن الذكر عن شقيقاته البنات لكونه الأكبر وأول فرحتهما أو بسبب موروثات قديمه بتفضيل الولد على البنت أو غير ذلك، وتكون النتيجة فى النهاية بث الحقد والغيرة والكراهية فى نفوس الابناء ، وقد تستمر هذه المشاعر فيما بينهم مدى الحياة ، وينظر الابناء المظلومون إلى الابوين على أنهما ظالمان ولا يعدلان بين الابناء.
الأديان السماوية كلها حثت على المساواة بين الأبناء وأكد ذلك حديث الرسول الكريم ” اعدلوا بينهم ولو فى القُبَل” وخبراء علم النفس والاجتماع حذروا الوالدين من عدم المساواة بين الأابناء فى كل شئ لأن التفرقة بينهم تدمر الاسرة بالكامل.
يقول د.جمال فرويز “استشاري الطب النفسي بجامعة القاهرة” إن التمييز وعدم تحقيق العدل والمساواة بين الأبناء مشكله يقع فيها الكثير من الآباء والأمهات سواء أكان ذلك بشكل متعمد أو غير متعمد فأولادنا فلذات أكبادنا امانة في أعناقنا وينبغي أن نحقق المساواه بينهم في كل شيء سواء في الكلام أو العطاء أو الطعام أو الإصغاء لهم في الأحاديث أو الاهتمام أو النظرات أو الاحضان والقبلات، ولابد أن يحرص الاب والام علي تحقيق المساواة والعدل في تقديم الهدايا أيضا أو الأموال ويجب اتخاذ القرارات من خلال استشارة جميع أفراد الأسرة دون استثناء إذا كان سن الابناء يسمح لهم بذلك بالإضافة إلى المساواة في الاصغاء والاستماع الجيد لهم وتخصيص وقت كاف للأحاديث الخاصة لكل ابن بمفرده وألا تأخذنا مشاغل الدنيا وان نحترم خصوصياتهم وان نحترم أنفسنا ونحترم اولادنا أيضا ونعلمهم احترام الآخرين.
إحباط وغيرة
أضاف د.فرويز إنه من الطبيعي أن يكون هناك طفل أو شاب داخل الاسرة أكثر حبا لوالديه عن باقي إخوته لان هذا أمر فطري ولكن في هذه الحاله المطلوب عدم إظهار شعور التمييز بين الأبناء والا ستكون النتائج سلبيه وأيضاً عدم وضعهم في مقارنات فكل منهم له صفاته التي ميزه بها الله عز وجل. ولكن الأهم هو الحرص علي عدم وضع المقارنة خاصة في صفات الذكاء أو التفوق الدراسي لان الابن الاقل يشعر في هذه الحاله بالاحباط والغيرة، وكذلك عدم المقارنات بين البنات في مستوى الجمال فهذا الاسلوب ضار جدا ويتسبب في صدمة كبيرة للبنت الاقل جمالا ويخلق لديها افكاراً سلبية وتصاب بعدم الثقه بالنفس والانكسار والإحباط فلابد أن يعطي الاب والام للابن حقه في التعبير عن مشاعره والاستماع إليه و بث روح التعاون والمحبه بينه وبين اخوته وعدم اظهار سلبيات الآخر حتي لا يخلق مشاعر الحقد والضيق والكراهية ومن الضروري أيضا عدم الإفصاح عن خطأ أحد الأبناء أمام إخوته ومناقشه ذلك معه علي إنفراد والمساواة بينهم في الثواب والعقاب.
حتى فى القبلة
ويقول الشيخ سيد عامر رئيس لجنه الفتوي بالأزهر الشريف سابقاً إن الإسلام بكل تعاليمه شدد علي العدل وعدم التفرقه بين الأبناء حتي يسود ويدوم الحب فيما بينهم فقال رسول الله صلى الله عليه وسلم (اعدلوا بين أبنائكم ولو في القُبَل) صدق رسول الله صلى الله عليه وسلم وهذا حديث يعرفه الجميع ،فالعدل بين الابناء أمر حث عليه الاسلام وجميع الأديان السماوية الأخرى حتي يدوم الاستقرار الأسري ويتحقق الأمن والامان حتي إذا كان الابن عاقا بوالديه فعلي الاب والام مقابلة هذا بالبر والعدل والمساواة وتحقيق المحبة بين الاخوة والاخوات.
أضاف إن تقويه روابط المودة بين افراد الاسره الواحدة مسئوليه الاب والام لتربية أبناء صالحين يدركون اهميه صله الرحم، فالعدل بينهم يجنبنا مشاكل أخري نفسيه نحن في غنى عنها فلا يجب أن يعاقب الاب ابنه ويحرمه من حقه في الميراث خاصه في هذه الأمور الخاصة بالشرع حتي لاتتم التفرقه بينهم، فالتفريق بين الأبناء في امور الحياة يكون سببا في التفكك الأسري وعقوق الابناء وكراهية الاسرة حيث ان عدم تحقيق العدل يتسبب في ضياع الود والحب وزرع الغيره والحقد بين الاخوات.
أسوأ ما يفعله الآباء
ويقول د.حسين أنور جمعة “أستاذ علم إجتماع السكان والتنمية بجامعة قناة السويس بالإسماعيلية”:إن التمييز بين الأبناء داخل الاسره أمر خطير يهدد مجتمعنا فهو يخلق مشكلات نفسية واجتماعية تتسبب في جرائم العنف الأسري وانخفاض مستوي تحصيل الابناء في الدراسه وقد يؤدي إلي عقد نفسيه يمكن أن تصل لحالات مرضيه وتصل الي العزله والانطواء والنزاع والشجار بين الاخوات.
حذر من تفضيل الذكور في مجتمعنا وتقبل تصرفاتهم عن الإناث حيث يعطي لهم جميع صلاحيات الخروج من المنزل والعوده في وقت متأخر بالإضافة إلى أن إعطاء جميع الصلاحيات لهم وتنفيذ رغباتهم من الخطأ فهذا الاسلوب يؤثر علي نفسيات الابناء ويزرع الحقد وبعيد عن التربية السليمة الايجابية التى تنتج عنها محبه وترابط اسري وتعليمهم صله الارحام في حياتهم لأن التفرقه تحدث فجوة كبيرة وتزيد من ضغوطات الحياة كما ان التفضيل في التعامل او المقارنات أسوأ ما يفعله الآباء لان الابناء يدفعون الثمن فالولد يصبح غير متحمل المسئولية ولا يعرف قيمة العدل وقد يكون مغروراً ولا يتحمل المسئولية لأن طلباته كلها مجابة، أما البنت فتشعر بالقهر والظلم وعدم المساواة بينها وبين شقيقها فتكون ناقمة عليه وعلى الوالدين وللاسف يحتاج الابناء جهداً كبيراً حتي يعودوا اسوياء مرة اخرى.
اختناقات أسرية
د.أحمد علام “استشاري العلاقات الاسرية والاجتماعية” يؤكد أنه من أهم المشكلات التي تواجه الاسرة المصرية عدم تحقيق العدل أو المساواة بين الأبناء، فكثير من الأسر تقوم بالتفرفه دون قصد مثل الاهتمام بالابن الأكبر باعتباره أول فرحة الاسره أكثر من باقي الاخوات وهناك أسر تهتم بالابن الأصغر باعتباره الصغير الذي يلفت الأنظار إليه بحركاته المضحكه أو مشاغباته ويجذب الاب والام له وبالتالي الاهتمام يكون للاصغر، وهناك بعض الأسر تهتم بالابن الولد عن البنت علي اعتبار عادات قديمة وان الابن الذكر هو الافضل في كل شيء ويترك الاب في هذه الحاله ابنته تحت تصرفات اخيها ليتحكم بها ومن هنا تخلق الاختناقات الاسرية وتكره الاخت اخاها.
وهناك بعض الأسر القليلة جدا تكون الابنه الانثي هي المدللة خاصه ان كانت البنت الوحيدة، كل هذه الأمور كافية جدا أن تحدث مشاكل نفسية كبيرة وعقداً للابناء تستمر مدى الحياة وتزرع الكراهيه والحقد، فينبغي أن يتم تحقيق العدل والمساواة بين الأبناء في كل شيء وزرع المحبة في قلوبهم لبعض منذ الصغر مثل شراء هديه واعطائهم للابن الأصغر ليعطيها للابن الأكبر او العكس حتي نخلق بداخله نوعاً من المحبة لان الكراهية داء إذا دخل اي اسرة دمرها.
أكد أنه لابد أن تقوم الأم باشراك الاولاد مع بعضهم في رياضة واحدة وممارستها معا فهذه الخطوه سوف تعزز من التقرب مره اخرى لبعضهم البعض وتقوم بتوصيل رسالة واضحة للابناء بأنهم بنفس المنزلة عند الأم والاب لانهم يتشاركون في نفس الهوايات وهذا يقربهم من بعض بصورة كبيرة بالإضافة إلى أن المقارنات السلبيه بين الاخوات اكثر شئ يهدم الحب بينهم فكثره اللوم أو العتاب وكثرة المقارنات السلبيه تهدم العلاقات الاسريه وعلي الام والاب المساواه بين الأبناء في القبلات والاحضان وتخصيص اوقات ثابته لاجتماع الاسره لتحقيق جو أسري خال من الانطواء والعزله والخلافات الاسرية