بقلم ✍️ د.ندى عصام الدين محمد
(عضو الإدارة العامة للتعليم النموذجي واللغات برئاسة قطاع المعاهد الأزهرية)
الخوف هو إحساس طبيعي وأمر إنساني، ولكن عندما يصبح عائقا لنا في الحياة فإنه ينبغي أن نتعامل معه، لقاء النفس هو أحد الطرق الفعالة للتعامل مع الخوف والتغلب عليه.
في لقاء النفس، نتواجه مع مخاوفنا ونتحاور معها بعمق، هذا يتيح لنا فرصة فهم جذور هذه المخاوف والتعرف على دوافعها، عندما نكشف عن هذه الجوانب المخفية، نتمكن من مواجهتها بشكل أكثر شجاعة وبناءً.
إن مجرد إدراك المخاوف وتسميتها بوضوح يساعدنا على التقليل من تأثيرها، كما أن التعبير عنها بصراحة في جلسات لقاء النفس يمنحنا القوة لمواجهتها. تساعدنا ممارسة التأمل والتركيز على اللحظة الحاضرة على التحرر من قبضة الخوف أيضًا,
،علاوة على ذلك، يساعدنا لقاء النفس على اكتشاف جوانب إيجابية في أنفسنا قد تكون مخفية.
عندما نتعرف على قوتنا الداخلية ونطور ثقتنا بأنفسنا، يصبح الخوف أقل سيطرة علينا، والجدير بالذكر
في لقاء النفس، نقوم بحفر عميق لنكشف عن الأصول الجذرية للمخاوف لدينا، قد تكون هذه الجذور مرتبطة بتجارب الماضي أو بالمعتقدات السلبية التي نحملها عن أنفسنا، عن طريق الوعي بهذه الأصول، نتمكن من فهم الخوف بشكل أفضل وإيجاد حلول لمواجهته.
والحرى بالذكر جلسات لقاء النفس، نتحاور مع مخاوفنا بصراحة وشجاعة، نصف شعورنا بالخوف ونتساءل عن أسبابه وتأثيراتها علينا، هذا التفاعل المباشر يساعدنا على تقليل التهديد الذي نشعر به من هذه المخاوف.
إن هذه الأبعاد المختلفة لممارسة لقاء النفس توفر إطارا شاملاً للتخلص من قيود الخوف والعيش بحرية وتحقيق الذات.
إنها رحلة شخصية مستمرة تستحق المجهود، ويقول الله عز وجل ﴿ الَّذِينَ آمَنُوا وَتَطْمَئِنُّ قُلُوبُهُم بِذِكْرِ اللَّهِ ۗ أَلَا بِذِكْرِ اللَّهِ تَطْمَئِنُّ الْقُلُوبُ﴾.”لرعد: 28″.
في النهاية، التحرر من الخوف هو رحلة شخصية وليست سهلة دائمًا. ولكن باستخدام أدوات لقاء النفس، يمكننا التخلص من قيود الخوف والعيش بحرية وأمان، هذا هو الهدف الأسمى الذي ينبغي أن نسعى إليه.