بقلم ✍️ د.خالد عبده
(استشاري السلامة والصحه المهنية)
هناك عوامل عديدة مرتبطة بالصحة النفسية ولكن قبل أن نتحدث عن العوامل يجب معرفة أن الناس جميعا اتفقوا على أن من حق الانسان أن يعيش حياته في راحه وهدوء نفسي عبر مختلف مراحل العمر ،ولهذا يهتم الناس على اختلاف مستوياتهم الثقافيه والاجتماعية بمساحتهم النفسيه لأن الاهتمام بالصحة الجسديه وحدها لا يكفي لتحقيق حياه مشبعه بالصحه النفسية ،فالحياه التي يوجد بها صحه نفسية سليمه تساعد أو تهون من قسوه المرض العضوي.
ومن الواضح أن الناس يهتمون منذ القدم بشئونهم الصحية الجسديه ومنها النفسية.
-أولاً :تعريف الصحة النفسية:
هو العلم الذي يقوم بدراسه السلوك الانساني متخذا المنهج العلمي لدراسه السلوك وذلك بهدف محاوله فهم الانسان وكيفيه بنائه للشخصيه على أسس سليمه، وبهدف وقايته من مظاهر الاضطراب النفسي او العقلي.
ويمكن القول بأن الصحه النفسيه هي العلم الذي يقوم بالدراسه العلميه لصحة الإنسان النفسيه لأنه يحاول الكشف عن اسباب التوافق الشخصي والاجتماعي للانسان وتحديد الأسباب التي تحدث الاضطراب الشخصيه ومحاوله التعرف على انواع هذه الاضطرابات.
إن عدم اشباع الحاجات الاوليه للانسان مثل حاجته إلى الطعام والشراب والراحه وغيرها من الحاجات العضوية إذا لم تحدث او طالت مده حرمان الانسان منها تؤثر على التوازن الكيميائي لمخ الانسان مما يؤدي إلى حدوث توتر واضطراب نفسي ويتجه الى اساليب غير سويه، مما يزيد من حدوث خلل في الشخصية.
وهناك أيضا حاجات ضروريه يحتاجها الانسان مثل الحاجه إلى الطمأنينة واحساسه بالامان والنجاح والاستقرار والحاجه إلى الانتماء سواء الاسره أو للاصدقاء ،فالحاجات النفسيه تسهم بدرجة كبيره في احداث التوازن النفسي.
-عدم معرفه الانسان نفسه:
فمن اخطر الاشياء التي يمكن أن تجعل الانسان يقع ويتورط في كثير من المشكلات ،وان يتجه إلى اشخاص غير اسوياء يتسببون له في ألم نفسي هو عدم معرفه الانسان نفسه، مثل التحاق طالب بكليه ليس لدي الامكانيات والاستعدادات التي تمكنه من مواصله الدراسه بها او ممارسه النشاطات المهمة.
إن عدم معرفه الانسان وجهله لنفسه يجعله يضع نفسه في مواضع تجلب له مزيدا من التوتر والاضطرابات نتيجه لاحساسه بالفشل في المواقف السابقة. والامر الذي يجعله يعجز عن مواجهه ما يتعرض له في حياته من مشكلات من الممكن انها ترجع إلي خبرات مؤلمه سابقه تسببت له في فقدان الثقه بنفسه وعدم معرفه امكانياته
،فمن خلال ذلك يجب على الانسان معرفه جوانب القوه وجوانب الضعف وان يتقبل نفسه بكل عيوبه ومميزاته ويحاول ان يقوي من جوانب ضعفه.
ويعرف علماء النفس الصحه النفسيه السليمه على انها الخلو من الاعراض المرضيه ومنهم قالوا لا يمكن أن نعتمد على مجرد الخلو من المرض بل قدره الانسان على التكيف مع المجتمع والاخرين.
-عوامل الصحه النفسية السليمة:
١- حريه الإراده ،وهنا يؤكد كثير من علماء النفس أن الانسان حر بطبيعته وان ممارسه الانسان لحريه ارادته لا يقتصر على ما يدور في نفس الانسان من رغبات بل ايضا على المواقف حيث يحقق من خلالها الراحه والهدوء النفسي.
إن ممارسه الانسان لحريته تمكنه من الحصول على مزيد من الخبره لأن الانسان الذي لا يمتلك الحرية، ولا يستطيع ان يتخذ قرارا لا يمتلك الخبره التي بدورها تجنب الانسان من الوقوع في مواقف تسبب له صراع داخلي فالخبره تساعد على حل المواقف الصعبه التي بدورها تشعر الانسان بالراحه والهدوء.
2_ الاحساس بالطمانينة: يمكن الانسان أن يعيش حياه نفسيه سليمة،وعدم إحساس الانسان بالامن النفسي يؤثر على شخصيه الانسان، فالشعور بالامن النفسي مطلب يحتاج اليه كل انسان في مختلف مراحل عمره سواء كان صغير او كبير ،فالأمن النفسي شرط أساسي لكي يخطو الانسان خطوات علي طريق النجاح.
3_ الاحساس بالامن الاقتصادي: فمن اهم الاشياء التي تشعر الانسان بالصحه النفسية ان يشعر بالاطمئنان حول الناحية المادية فيكون مطمئناً على حياته ،وعلى حياه من يعول من ناحيه توفير الطعام والشراب ومكان للاستقرار.
4_ الاستقلال النفسي: فالاستقلال النفسي من اكثر العوامل التي تتيح للانسان الاحساس بالثقه بالنفس ،وتحمل المسؤوليه دون المساعده من الآخرين والتغلب على الصعاب التي يواجهها في حياته.