* تخفيض حجم الاستثمارات في قطاع توليد الطاقة والتغطية المتبادلة بين الدول في حالة حدوث انقطاع كهربائي مفاجئ
* الربط الكهربائي قوة دافعة للصناعات الناشئة في مجال الطاقة المتجددة والشبكات الذكية
* هناك فوائد بيئية نتيجة التقليل من كمية الانبعاثات الغازية والمحافظة على مصادر الوقود الأحفوري
✍ حوار : د.خالد محسن
تسعي الدولة في عصر الجمهورية الجديدة لتحويل مشروع الربط الكهربائي الدولي مع دول الجوار من حلم صعب المنال لمشروع إستراتيجي يحقق أهدافا إستثمارية وإقتصادية عديدة ،علاوة علي تدعيم العلاقات الدولية، وخدمة مشروعات التنمية الشاملة والمستدامة.
وحول هذا المشروع العملاق للربط الكهربائي مع دول العالم.
التقت المساء مع د.محمد اليماني عضو المجلس الأعلي لنقابة المهندسين ورئيس المجلس العربي للطاقة المستدامة، فكان هذا الحوار .
إنطلاقة من الإنجازات
وعن تطور قطاع الكهرباء في مصر وبدايات تبلور فكرة الربط يقول د.اليماني: تعتبر مصر هي البلد الأكبر من حيث عدد السكان في شمال أفريقيا والمنطقة العربية، لقد دخلت الكهرباء إلى مصر عام 1893م وتم إنشاء أول وزارة للكهرباء عام 1964م ووصل عدد المشتركين فى قطاع الكهرباء” أصحاب العدادات” إلى أكثر من 39 مليون مشترك ، ووصلت القدرات المركبة حاليًا إلى أكثر من 60 ألف ميجاوات ، وبعد ان عانت مصر كثيرا من تكرار انقطاعات الكهرباء عام 2014 وما قبلها ، وكان واجبا أن نذكر وبفخر ما حققه فخامة الرئيس عبد الفتاح السيسي من انجازات في هذا الملف الذي اعتبره امن قومي ، ونثمن جهود معالي الدكتور محمد شاكر وقيادات الوزارة والشركة القابضة ، وبتضافر الجهود تحولنا من عجز في الطاقة والكهرباء الى فائض، ومن ندرة إلى وفرة.
لقد شهد قطاع الكهرباء المصري تطورًا كبيرًا خلال الفترة من يونيو2014 حتى الآن، ففي مجال الإنتاج انتجنا واضفنا اكثر من 28 جيجا ( أي ضعف ما كان موجود في 2014 ) ولدينا احتياطي باكثر من 25 % وفي مجال شبكات النقل : تم مضاعفة شبكات الجهد الفائق 500 ك. ف. مرة ونصف ومضاعفة محطات المحولات 500 ك. ف. بحوالي أربعة اضعاف ، وفي مجال التوزيع انفقنا حوالي 36 مليار جنية خلال 4 سنوات ومستمرون في تطوير شبكات النقل والتوزيع ، هذا بجانب استمرار تطبيق نظم كفاءة الطاقة على كافة المستويات، وميكنة الخدمات الذكية ، وتركيب عدادات ذكية وانشاء مراكز تحكم جديدة.
هذا كله بجانب دور مصر البارز في منظومة الربط العالمي (جيتكو) , وفي نوفمبر 2019 وبناءً على طلب من وكالة الاتحاد الإفريقى للتنمية «نيباد»، بأن تتولى مصر ريادة مشروع تطوير الخطة الرئيسية لشبكة الربط الكهربائى بقارة افريقيا ، الأمر الذي يسمح لمصر بالتوسع في مشروعات الربط الكهربائي مع دول الجوار .
أهداف ومزايا الربط
وعن أهم مزايا الربط يقول د.محمد اليماني: تتمثل الفائدة الأساسية لربط عدة شبكات كهربائية في تقليل القدرة الاحتياطية المركبة في كل شبكة، وبالتالي إلى تخفيض الاستثمارات الرأسمالية اللازمة لتلبية الطلب على القدرة دون المساس بدرجة الأمان والاعتمادية في الشبكات المرتبطة ، ويؤدي الربط الكهربي أيضاً إلى الاستفادة من إقامة محطات التوليد في المواقع الأكثر جدوى من الناحية الاقتصادية نتيجة لتوفر وقود رخيص فائض صعب التصدير أو صعب التخزين في إحدى الدول المرتبطة، وإلى التقليل من تلوث البيئة.
الربط الكهربائي العربي
كما يهــدف الربــط الكهربائــي العربــي إلــى إنشــاء بنيــة أساســية لتجــارة الكهربــاء بيــن الــدول العربيــة تمهيــدًا لإنشــاء ســوق عربيــة مشــتركة للكهربــاء، ويأتــي الربــط العربــي الشــامل وســوق الكهربــاء العربيــة كأولويــة للــدول العربيــة حيــث تــم توقيــع مذكــرة تفاهــم لإنشــاء ســوق عربيــة مشــتركة للكهربــاء متكاملــة وتنافســية فــي ابريــل 2017 بتوقيــع ســتة عشــر دولــة.
بدأت مصر في الربط الكهربى مع دول الجوار منذ التسعينات، حيث يوجد خطوط ربط مع عدة دول مجاورة ، وسبق التوافق على ربط شبكات الكهرباء فى مصر والعراق والأردن ولبنان وليبيا وفلسطين وسورية وتركيا (8 دول)، بهدف الاستفادة من الموارد الطبيعية الهائلة للدولة العربية في إنتاج الكهرباء. حيث تم ربط مصر مع الأردن ، وسوريا ، ولبنان، من جهة الشرق ، ومع ليبيا من جهة الغرب (الربط مع ليبيا بقدرة 250 ميجا وات، والربط مع الأردن بقدرة 450 ميجا وات ) وكان قد بدأ تشغيل خط الربط المصري – الليبي على جهد 220 ك.ف.، عام 1998. بقدرة حوالي 170 م.و.، وتم تشغيل خط الربط المصري – الأردني على جهد 500/400 ك.ف فى أكتوبر 1998 بقدرة حوالي 300 م.و.، وتم عام 2000 ربط الأردن بسوريا على جهد 400 ك.ف. بخط نقل بقدرة حوالي 300 ميجاوات.
وتسعى مصر في هذه المرحلة لتكون مركزا إقليميا ودولياً لتبادل الطاقة الكهربائية بين الدول العربية وإفريقيا وآسيا أوربا من خلال مشروعات الربط الكهربائى بحلول عام 2035 ، وذلك من خلال عدة مشروعات كبرى عملاقة للربط الكهربائى، حيث تم الربط مع السودان جنوبا ، ويجري تنفيذ الربط مع السعودية و مع قبرص واليونان ومنه إلى أوربا ، خاصة وان مصر تمتلك موقعا جغرافيأ متميزا عند ملتقي القارات مما يسمح لها بأن تكون ممرا ومركز اقليميا للطاقة Energy Hub سعيا للسوق العربية المشتركة للكهرباء ، وعملا بتوصيات وزراء الطاقة العرب في جامعة الدول العربية .
فيما يتعلق بالربط مع السودان: أطلقت الشركة المصرية لنقل الكهرباء في ابريل 2020 رسميًا التيار الكهربائي في خط الربط مع السودان بقدرة 80 ميجا وات كمرحلة أولى من إجمالي 300 ميجا وات، بخط يبلغ طوله 176 كيلو متر، من محطة محولات توشكى 2 في مصر الى محطة محولات أرقين فى السودان و يسمح خط الربط مع السودان لمصر بالربط مع باقي الدول الأفريقية.
وفيما يتعلق بالربط مع قبرص واليونان : فقد تم في اكتوبر 2021 توقيع عقد الربط الكهربائي بين كلا من مصر وقبرص واليونان بعد انتهاء كافة الدراسات الفنية الخاصة بإجراءات الربط ، وكانت مصر قد وقعت في مايو 2019 اتفاق تعاون بشأن الربط الكهربائي بين مصر وقبرص واليونان، عبر جزيرة كريت لتبادل الطاقة الكهربائية. أن مصر وقبرص واليونان مهتمون باتمام المشروع الذي يجري من خلال كابلات بحرية جهد 500 ك، ف. بنظام التيار المستمر DC وستصل قدرات الخط لحوالي 2000 ميجاوات ، وهناك تنسيق مع شركة “يورو أفريكا” المسؤولة عن تنفيذ المشروع لإعداد دراسات المشروع، ويشمل تنفيذ المرحلة الأولى بسعة 1000 ميجاوات من مشروع خط الربط الكهربائي المصري القبرصي اليوناني ، وستكون نقطة الربط في مصر في منطقة غرب دمياط، وتكون القاهرة مركزا محوريا للربط الكهربائي بين 3 قارات، حيث يتم الربط مع كل من الأردن وليبيا والسودان .
الربط الإفريقي الأوربي
وعن محور الربط الإفريقي ومع دول أوربا يقول د.اليماني: ترتبــط مصــر بعلاقــات وثيقــة مــع دول حــوض النيــل، حيــث أن مصــر عضــو فــي منظمــة تجمــع الطاقــة لــدول شــرق أفريقيـا (EAPP) ، وفــى هــذا الشــأن جــاري حاليــا إجــراء دراســة للربــط بيــن تجمــع الطاقــة لــدول شــرق افريقيــا، وتجمع الطاقة لــدول جنــوب افريقيــا {SAPP } تمهيــدا لخلــق محــور للطاقــة يمتــد مــن كيــب تــاون جنوبــا إلــى القاهــرة شــمالاً، وبالتالــي يتــم ربــط أسـواق الكهربـاء لــكل مــن شــرق وجنــوب إفريقيــا ، و تشــارك مصر فــي كافة الأنشـطة الخاصـة بتجمـع الطاقـة لـدول شـرق أفريقيـا مـن دراسات توافــق أكـواد الشـبكات الوطنيـة لـدول التجمع مــع كـود الربـط الكهربائـي للتجمـع وتشـارك أيضـا فــي اعـداد اتفاقيـة تجـارة الطاقــة واللجان الفنيـة مثـل لجنة التشـغيل وتسـويق الطاقـة ، وقد تم تنفيذ مشـروع الربـط الكهربائـي المصـري السوداني.
وعن محور الربط الأوروبي يضيف اليماني: في إطار ترسيخ دور مصر كمركز محورى للطاقة في منطقة البحر الأبيض المتوسط تم في فبراير 2017 توقيــع مذكــرة تفاهــم بيــن الشـركة القابضـة لكهرباء مصر وشركة قبرصيـة لإعـداد دراسة جدوى فنيــة واقتصاديـة لمشروع الربط الكهربائي بيـن مصـر- قبـرص – اليونـان ، وكانت مصر قد وقعت في مايو 2019 اتفاق تعاون بشأن الربط الكهربائي بين مصر وقبرص واليونان، عبر جزيرة كريت.
تجارب عربية
وعن رؤيته لبعض التجارب للربط الكهربائي مع بعض الدولة العربية يشير اليماني إلي مشروع الربط الكهربائي بين مصر وليبيا عام 2002، حيث تقوم مصر من خلاله بتصدير الكهرباء إلى ليبيا بقدرات تقارب 240 ميجاوات ، ويجرى حالياً اختبارات تشغيل خط الربط بين ليبيا وتونس المربوطة حاليا مع كل من الجزائر والمغرب وأسبانيا.
كما ترتبط مصر مع الأردن منذ عام 2000 بمشروع ربط كهربائي، عبر خط تصديري تصل قدرته إلى 450 ميجاوات، وتسعى وزارة الكهرباء لزيادة قدرات الربط الكهربائي مع الأردن لنحو 1000 ميجاوات يليها رفع القدرة الاستيعابية في الخط لتمكنه من تصدير وتبادل 2000 ميجاوات ، ويأتي الربط الكهربائي بين مصر والأردن ضمن مشروع الربط “الثماني” ، لربط شبكات الكهرباء في مصر والعراق والأردن ولبنان وليبيا وفلسطين وسوريا وتركيا، بمساهمة تمويلية من الصندوق العربي للإنماء الاقتصادي والاجتماعي.
أما ربط مصر مع العراق سيتم عن طريق العبور خلال الشبكة الكهربية الأردنية اعتمادا علي الربط المصري الأردني القائم ثم خلال الربط الأردني – العراقي ) 1000 م.و) ويجري زيادة سعة خط الربط المصري الأردني الى 2000 م و لتيسير الربط مع العراق وسوريا ولبنان والخليج(جهد 500ك ف) .
أما عن الربط المصري السعودي يقول:
بعد توقيع شركتا المصرية لنقل الكهرباء والسعودية للكهرباء اتفاقيات الكابلات والخط الهوائي ومحطات المحولات في 5 اكتوبر 2021 ، فان خطوات التنفيذ الفعلي للربط المصري السعودي ستبدأ في مطلع العام 2022 على أن يبدأ إطلاق المشروع الذي سيربط نحو 3 جيجاوات في العام 2023، وذلك بسبب تغيير المسار الرئيسي لخط الربط لتجنب مشروع مدينة “نيوم” التي تقيمها السعودية.
وقد تم توقيع عقود ترسية مشروع الربط الكهربائي بين المملكة ومصر، بحضور وزير الطاقة السعودي الأمير عبدالعزيز بن سلمان، ووزير الكهرباء والطاقة المتجددة في مصر محمد شاكر ووزيرة التعاون الدولي رانيا المشاط ، وستكون مدة التنفيذ تتراوح بين 36 و52 شهراً ، وأن إجمالي التكلفة 1.8 مليار دولار، بواقع 3 محطات منها محطتان في السعودية، عبر كابل هوائي بطول 1350 كلم بجانب كابل بحري من خلال خليج العقبة بحدود 20 كلم. وهذا يمثل ربطا بين أكبر شبكتين للطاقة الكهربائية في المنطقة، حيث أن موقع مصر والسعودية استراتيجي، ولديهما مشروعات تنموية، وهناك احتياج من دول الجوار لخدمة الكهرباء.
وفي 7 اكتوبر 2021 اتفق وزراء الطاقة والكهرباء في الأردن ولبنان وسوريا امس الأربعاء على خطة عمل وجدول زمني لإعادة تشغيل خطوط الربط الكهربائي بين شبكات الدول الثلاث وتم الاتفاق على تزويد لبنان بجزء من احتياجاته من الطاقة الكهربائية من الأردن عبر الشبكة الكهربائية السورية. وتم اعداد خطة عمل وجدولًا زمنيًا لإعادة تشغيل خط الربط الكهربائي بين الأردن وسوريا وإجراء كل الدراسات الفنية وإعداد الاتفاقيات اللازمة لتنفيذ عملية تزويد لبنان بالكهرباء الأردنية عبر الشبكة الكهربائية السورية وإعادة تشغيل خطوط الربط الكهربائي القائمة بين الشبكات في الأردن وسوريا ولبنان لمساعدة اللبنانيين لسدّ جزء من احتياجاتهم من الطاقة الكهربائية.
وكان قد عُقد اجتماع وزاري أردني سوري لبناني مصري في عمان الشهر الماضي، واتُّفِق خلاله على نقل الغاز المصري والكهرباء الأردنية إلى لبنان عبر الأراضي السورية.
مركز إقليمي للطاقة
وعن الإنجازات التي تحققت في هذا السياق يضيف د. اليماني:
تستهدف الحكومة المصرية تنفيذ مشاريع الربط الكهربائى بهدف التحول إلى مركز إقليمى لتبادل الطاقة الكهربائية بين الدول العربية وبين القارة الإفريقية وكلا من القارة الآسيوية والأوروبية ، وإنشاء بنية أساسية لتجارة الكهرباء بين الدول العربية تمهيدًا لإنشاء سوق عربية مشتركة للكهرباء، والتى من المقرر الانتهاء من هذه المشاريع عام 2035 ، ومن بين الإنجازات التى تمت خال السنوات الأخيرة فى هذا الاتجاه ما يلى:
• توقيع مذكرة تفاهم لإنشاء سوق عربية مشتركة للكهرباء متكاملة وتنافسية في أبريل 2017 بتوقيع ستة عشر دولة.
• الانتهاء من المرحلة الأولى من الربط الكهربائى بين مصر والسودان، ويتيح هذا المشروع الربط بين مصر وإثيوبيا ومنها لبقية دول قارة أفريقيا.
• توقيع اتفاق تعاون بشأن الربط الكهربائي بين مصر وقبرص واليونان فى مايو 2019 ، عبر جزيرة كريت لتبادل الطاقة الكهربائية، وقد تم تنفيذ المرحلة الأولى لمشروع خط الربط بسعة 1000 ميجاوات مروراً بجزيرة كريت، لتبادل الطاقة الكهربائية على الجهد العالي ذى التيار المستمر.
• توقيع شركتا المصرية لنقل الكهرباء والسعودية للكهرباء اتفاقيات الكابلات والخط الهوائي ومحطات المحولات
• التخطيط لتصدير الطاقة الكهربائية إلى العراق ولبنان، ضمن استراتيجية للتحول إلى مركز إقليمي لتبادل الطاقة عبر خط الربط مع الأردن، بقدرات تصل إلى نحو 2000 ميجاوات.
فوائد إستراتيجية
وعن الأهمية الإستراتيجية يري د.اليماني أن مشاريع الربط الكهربي الدولي تحقق العديد من الفوائد الإستراتيجية أهمها :
• تخفيض حجم الاستثمارات في قطاع توليد الطاقة الكهربائية والتغطية المتبادلة بين الدول في حالة حدوث انقطاع كهربائي مفاجئ.
• الاستفادة من اختلاف أوقات الذروة نتيجة لفارق التوقيت المحلي بين الدول
• هناك فوائد بيئية نتيجة التقليل من كمية الانبعاثات الغازية والمحافظة على مصادر الوقود الأحفوري.
• مساهمتها في تعزيز استعداد الدول لمواجهة التحديات المستقبلية في قطاع الكهرباء.
• يحقق الحفاظ على التوازن بين الطلب على الكهرباء والإمداد بها ، وسيكون بمثابة قوة دافعة للصناعات الناشئة في مجال الطاقة المتجددة والشبكات الذكية وشبكات الجهود الفائقة ذات االتيار المستمر، والسيارات الكهربائية وتكنولوجيا المعلومات ، مما سيؤدى الى خلق مناح إيجابي تعاوني بين الدول .
رؤية مستقبلية
وعن الرؤية المستقبلية للمشروع يقول د.اليماني :
تهتم معظم الدول بالربط الكهربي الدولي لتوفير تكلفة انشاء محطات جديدة لتوليد الكهرباء وتقليل الإنبعاثات ، وخاصة مع اختلاف وقت الذروة بين الدول .
أن الرؤية المستقبلية ترتكز على التحول التدريجى من الشبكة النمطية إلى شبكة ذكية SG تتميز بإستخدام تكنولوجيا الإتصالات والمعلومات ICT ، وانترنت الأشياء IoT و المدن الذكية والتعامل مع كافة مصادر توليد الكهرباء ومن بينها مصادر التوليد الموزعة ووحدات تخزين الطاقة .
ومن أجل أن تتمكن الدول العربية من تعظيم الاستفادة من مشاريع الربط الحالية والمستقبلية، قد يكون عليها ما يلي:
١- استكمال منظومة الآلياف الضوئية للشبكات الداخلية وعلى خطوط الربط ، وذلك لسهولة وسرعة نقل البيانات بين مراكز التحكم المختلفة في الدول العربية.
٢- الإسراع في تنفيذ مشروع مركز التحكم التنسيقي الذي يشمل تسع دول عربية وتركيا، وذلك لمراقبة الشبكة المرتبطة وتنشيط حركة التبادل التجاري بين تلك الدول.
٣- التركيز على إنشاء مشاريع لبيع الطاقة الكهربائية للدول الأوروبية. وعليه فمن المتوقع أن يرتفع تحميل مشاريع الكوابل البحرية (تونس – ايطاليا) و(الجزائر – أسبانيا) و(المغرب – أسبانيا) ( و) مصر – قبرص ) لتصدير الكهرباء لأوروبا، وأن يرتفع الحمل على خطوط الربط (مصر – ليبيا – تونس) و(الجزائر – المغرب) بالتبعية.
كما تضع وزارة الكهرباء والطاقة المتجددة المصرية مشروعات الربط الكهربائى بين مصر وجميع دول العالم على رأس أولوياتها لتنفيذ استراتيجية الدولة لتحويل مصر لمحور عالمى للطاقة ، حيث ان هذه المشروعات ستجلب لمصر مكاسب اقتصادية بالعملية الصعبة، ويجري دراسة التوسع في الربط الكهربائى جنوباً فى اتجاه القارة الإفريقية للاستفادة من الإمكانيات الهائلة للطاقة المائية فى أفريقيا، مما سيساعد على استيعاب الطاقات الضخمة التى سيتم توليدها من الطاقة المتجددة النظيفة ، خاصة وان مصر قادرة على إنشاء خطوط للربط الكهربائى مع دول أفريقيا وأوروبا ودول الخليج حتى 15 ألف ميجا وات.