ماذا لو أصبحنا بدون إنترنت؟ هل ستعود الحياة كما لو كانت من قبل ظهوره دون أن يتأثر العالم بذلك؟ أم أن قطاعات العالم ستتوقف عن عملها ونعود للعصر الورقي مرة أخرى؟!
تساؤلات كثيرة دارت بأذهاننا بعد انقطاع الانترنت لساعات قبل أيام في حادثة غير مسبوقة، أدت إلى حدوث شلل في حركة الطيران العالمية والبنوك وأنظمة الرعاية الصحية؛ رغم السيطرة على الخلل التقني المفاجئ من قبل شركة( crowd strike) في وقت قياسي، والتي أشارت إلى أن إنقطاع الإنترنت نتج عن حدوث ثغرة في تحديث المحتوى لمستخدمي ويندوز، وأنه لم يكن حادثًا أمنيًا أو هجومًا إلكترونيًا.
إلا أن هذه الواقعة كانت بمثابة الصاعقة التي ضربت العالم.. ليس فقط بسبب ما نتج عن هذا الخلل من ارتباك وفوضى في مختلف قطاعات العالم.. فالمل يطرح تساؤل: ماذا لو تكرر ذلك مرة أخرى واستمر لفترات طويلة؟!
واقعنا بالعصر الرقمي
لم تشهد الإنسانية عبر العصور تطورًا في التكنولوجيا بالشكل أو السرعة التي ظهرت به اليوم، فقد أسهم هذا التطور الهائل في إلغاء الحواجز سواء في الوقت أو المسافة بين البلاد؛ فالعالم اليوم يعيش عولمة تكنولوجية شرسة، وعلى الرغم من أهميتها في تحقيق التقدم في مختلف مجالات الحياة، إلا أنه من الممكن أن تنقلب هذه التكنولوجيا إلى نقمة عندما تتوقف يوما ما عن العمل حتى ولو لبضع ساعات كما حدث من قبل… فماذا لو حدث ذلك؟ وماهي البدائل المستقبلية المناسبة لتفادي تلك المخاطر في حالة فقدان الانترنت؟
الأمر بات يتطلب الاستمرار في التطور في مجال التكنولوجيا لضمان استمرارية خدمات الانترنت، وأن يصبح العالم أكثر شمولا، واستدامة، وقدرة على الصمود لمواجهة تلك المخاطر… فمثلا لابد من الاهتمام بإيجاد بدائل جاهزة وخطط تكنولوجية بديلة للطوارئ مرنة وفاعلة وقابلة للتكيف والتغلب على مثل هذه الأعطال المفاجئة.
أيضا تحسين البنية التكنولوجية التحتية من خلال التحديثات والصيانة الدورية لشبكات الإنترنت والاتصالات، ومن الممكن أيضا إستخدام التكنولوجيا المستقبلية، مثل شبكات الاتصالات 5G والأقمار الصناعية.
ومع الإجراءات المتبعة لمنع تكرار تلواقعة، إلا أن المخاوف لازالت مستمرة من تكرار ماحدث، ونأمل عن قريب إيجاد أفضل البدائل لمواجهة مثل هذه الأزمات مستقبليا.
بقلم: د/ أحمد حفظى
عضو نموذج محاكاة مجلس الشيوخ