»» من العراق الحبيب أرض الرافدين ،وبإطلالة مبدعة ارسل لمنصة المساء أون لاين الشاعر والقاص إشتياق موفق خليل قصيدة بعنوان داء الحزن، ننشرها عبر هذه السطور..
🍂
داء الحزن.. !!
إسمي إشتياق ..
عندما كنتُ صبيَا …
أعطتني أُمي أقلامَا و أوراقا
ألوانَا كثيرة وفرشاة بريئة
وقالت :
” ستكون رسامَا ماهرَا ” ،
و هكذا ..
بدأتُ أَرسم خبزاً لكل الجائعين
سماءً للطيور خلف القضبان
ألعاباً لــ “يوفا” و اليتامى ،
بيتا صغيرا على الشجرة .. لأحلامي .
حقّاً كنت أصنع عالماً أجمل ، لكن
لم يعجب الرَّبُّ ذلك ؛
فسلبَ أعصابي ،
وتركني بيدين رقيقتين مرتجفتين
أُعبئُ قلبي
بضحكات أصدقائي وسخرياتهم
بدلاً من أغاني “عمرو دياب “.
عندما رأيتُ أحلامي تهرّبُ مني ؛
و جدت نايَا خشبيا صغيرا بجانب الباب
ظننت بِأَنه تعويض من الله على أصابعي الجميلة
بقيت أنفخ فيه وأنفخ
والألعابُ والوسائدُ
حتىٰ النوافذ والأبواب كانت تُصَفِّقُ وتدوخ .. !
ظننتني لوهلةٍ هديرََا لـ ” زامفير ” ،
ولكني لم أَكنْ إِلَّا بقعة زيتٍ كبيرة
شوهَّت قصائدي ..
أوقفني “داء الحُزن” ،
” قتلني سرطان الحب” ،
خنقني الرب .
قبل أن أدخل سن المراهقة
كنتُ قاصاََ موهوباً
أثير شغف اصدقائي بحكايات من نسج خيالي .
و ذات ليلة متشحة بأضواء النجوم ..
أمسكتني صديقتي من يديّ وسحبتني إلى قبوٍ غامض ..
أرتني دواخل ركبتيها ، زواياها وحوافَّها وقالت :
” لأجلي ستصبح شاعراً” ؛
و منذ تلك الليلة ، حتى الأن
وأنا أكتبُ أجملَ القصائد
حتّى “نزار قباني” لم يكتب مثلها
و لن يبلغ ذروة براعتي !
كُنتُ أَظنني أطيرُ كسحابةٍ سماويةٍ للأبد ،
لَكِنَّنِي تحت ركبتيها سقطت !
الصديقةُ التي أحبَّتني وأحببتها ؛
أخذها الرَّب لتعطر حدائِقَهُ .
قريباً ..
سأضع حدَا لأشتياقي هذا ..
لن يُمسكني أحدٌ و لن يُحبّني ، و لن يتذكّرَ أحدٌ حزني
ولا قصائدي وقصصي ..
فقط سأكونُ وحيداً و فارغاً
كدميةٍ قطنية تصرخُ في مدينةٍ مهجورة .
سأجلبُ كُرسيا لتركلهُ أحلامي
لأجربُ لعبة الحبل لأول مرة
أتمنى بألا يتدخل الرب هذه المرة
– أتمنىٰ أَلَّا أفشل .
🍂