تحقيق – عبدالرحمن أبوزكير :
حالة من الاستياء تسيطر على المزارعين بمحافظة قنا، من مركز أبوتشت شمالًا وحتى قوص جنوبًا، نتيجة النقص الحاد في الأسمدة الزراعية واختفائها من الجمعيات الزراعية، رغم توافرها في السوق السوداء بأسعار فلكية .. وأكدوا أن غياب الرقابة على الجمعيات أدى إلى زيادة حجم الأزمة حيث أن مسئولى الزراعة بقنا يكتفون بموقف المتفرج بينما المزارع يصرخ .. دون أن يجد صدى لصرخاته !
المزارعون في قنا طالبوا بتدخل الأجهزة الرقابية لمتابعة عملية صرف الأسمدة داخل الجمعيات والتى توزع فى بعض المناطق بالمحسوبية، وكذا مراقبة المصانع التى تتعمد عدم تلبية احتياجات المزارعين .. مطالبين أيضًا بإنشاء مصانع للأسمدة في الصعيد، بإعتبار أن الزراعة هى مصدر الرزق الوحيد لغالبية السكان هناك.
قال العمدة مهدي جابر، أمين حزب حماة الوطن بمركز نقادة – من قرية دنفيق – إن هناك نقص حاد في الأسمدة ونسبة توفيرها في الجمعيات الزراعية بمركز نقادة لا تتجاوز 3 %، مشيرًا إلى أن المزارعين في جميع قرى مركز نقادة قاموا بتوريد ثمن الأسمدة للجمعيات منذ أكثر من ثلاثة أشهر ولم يتم الصرف حتى الآن، ما يعرض الزراعات إلى الهلاك، رغم أن المزارع عنصر أساسي فى عملية الانتاج ويحتاج إلى مساندة الدولة بدلا من تركه فريسة للجمعيات الزراعية.
وطالب العمدة مهدي جابر، بسرعة تدخل السيد – علاء فاروق وزير الزراعة، والدكتور خالد عبدالحليم محافظ قنا، لإنهاء الأزمة قبل انتهاء الموسم وهلاك الزراعات، كما طالب بأن يكون هناك مندوب من مديرية الزراعة والتموين وكذلك ممثلي الأجهزة الرقابية أثناء عملية توزيع الأسمدة لضمان صرفها للمزارعين بشكل كامل، ووقف الممارسات غير المشروعة التى ترتكبها بعض الجمعيات، حيث أن هناك بعض الجمعيات تبيع حصة المواطنين فى السوق السوداء لتحقيق أرباح غير مشروعة، ودون ان يعلم المواطن، الذب يعاني الأمرين يوميا للحصول على شيكارة أسمدة، دون جدوى.
وقال محمد حسين خلف الله، من مركز أبوتشت، إن غياب دور وزارة الزراعة أدى إلى ضياع الفلاح الذى أصبح مجبرًا على شراء الأسمدة من السوق السوداء وقد وصل سعر الشيكارة إلى ١٢٠٠ جنيه، مؤكدًا أن الجمعيات الزراعية في مركزى أبوتشت ونجع حمادى تخدم كل جمعية أكثر من 1000 فدان وعددها ما يقرب من 34 جمعية جميعها تخلو من الأسمدة، مشيرًا إلى أن محصول القصب الذى يعتبر عنصر هام في الاقتصاد القومى لأهميته في انتاج السكر والصناعات الأخرى يحتاج الفدان إلى 20 جوال نترات أو 13 يوريا مدعم ولكن للأسف لا نجد هذا ولا ذاك ومن المستحيل أن نشترى من السوق السوداء خاصة أن سعر الطن لا يتناسب مع تكلفة الزراعة ولن نتحمل خسائر على حساب أسرنا .
وأشار محمد سعيد، من قرية حجازة بمركز قوص، إلى عدم استلامه لأى كمية من مستحقات الأسمدة لزراعات القصب، وكذلك باقى المحاصيل الصيفية، مؤكدًا أن عدم توافر الأسمدة المدعمة يجبر المزارعين على الاستدانة من أجل توفير الأسمدة من السوق السوداء وهذا سيكون له مردود سيئ للغاية حيث سنفاجئ بارتفاع المحاصيل في الأسواق لأن المزارع لن يبيع بخسارة.
وأضاف مصطفى عبدالعال، من مركز دشنا، قائلًا أن المزارعين أصبحوا يعيشون في معاناة مستمرة نتيجة زيادة الديون عليهم، مؤكدًا أن فدان القصب يحتاج لأكثر من 20 جوال نترات، ومع ذلك لم نصرف جوال واحد، ولا نقوى على الشراء من السوق السوداء لأن ثمن الشيكارة تخجى ال 1200 جنيه، وفى المقابل نجد المسئولين يرفضون زيادة سعر طن القصب لتعويض الفلاح وفى نفس الوقت تعجز وزارة الزراعة عن توفير الأسمدة أو حتى احكام رقابتها على الجمعيات الزراعية.
وقال قاعود أحمد، إن أزمة الأسمدة ليست وليدة اليوم، وإنما هى مشكلة قديمة بسبب رفض وزارة الزراعة الاستجابة لمطلبهم بزيادة الكميات المقررة لكل فدان من المحاصيل الزراعية مما يجعلهم مضطرين للشراء من السوق السوداء بأسعار مضاعفة فى الوقت الذى يلتزم البعض بتسميد الزراعات بالكميات التى تصرف لهم ولكن بعد استخدام السماد الناتج عن مخلفات الحيوانات وتسويتها على الأرض قبل زراعتها.
وأضاف أحمد منصور، من مركز نجع حمادي قائلًا: أن الموسم الحالى من أسوأ المواسم التى مرت على الفلاح، حيث يعانى جميع المزارعين من عدم استلام ربع كمية الأسمدة المخصصة، وناشدنا جميع المسئولين عن قطاع الزراعة بمحافظة قنا ولكن لا نجد أدنى استجابة، حتى أصبحت المحاصيل مهددة بالتلف وبيوتنا معرضة للخراب!
وأكد على عبدالرافع، من مركز أبوتشت، أن المزارعين يواجهون ارتفاع أسعار الأسمدة بالبحث عن البدائل من خلال القيام بتسميد الأرض بمخلفات الحيوانات ورشها قبل الحرث حتى تعمل على تخصيب التربة ولا نقوى على الشراء من السوق السوداء بسبب ضيق ذات اليد، خاصة مع ضعف إنتاجية المحاصيل الزراعية وأسعار السوق السوداء تلتهم جيوبنا، مطالبا بتدخل وزير الزراعة لوضع سياسة زراعية عادلة تضمن وصول الأسمدة لكافة المزارعين حتى لا نترك أراضينا تتعرض للبوار بعد تدمير ما بها من زراعات.
وطالب عبدالحميد حاكم حسن، من مركز نقادة، بالتوسع في إنشاء مصانع الأسمدة في الصعيد بإعتبار أن الزراعة هى مصدر الرزق الوحيد بالنسبة لغالبية الأسر، خاصة أن بعض المصانع تتعمد إذلال الفلاح في ظل غياب دور وزارة الزراعة، كما شدد على ضرورة تدخل الأجهزة الرقابية للتصدى للأزمة ومحاسبة المقصرين بدءا من الجمعيات الزراعية وصولًا إلى أصحاب المصانع.
يذكر أن عدد الجمعيات الزراعية بمحافظة قنا تصل إلى 162 جمعية زراعية، بواقع 21 جمعية بمدينة دشنا، و 26 جمعية زراعية بمركز قنا، و 5 جمعيات زراعية بمركز الوقف، و 8 جمعيات بمركز قفط، و 7 جمعيات بمركز نقادة، و 34 جمعية بمركز أبوتشت، و 10 جمعيات زراعية بمركز فرشوط، و 27 جمعية بمركز نجع حمادي، و 24 جمعية بمركز قوص.