»» لم تحدث منذ مئات السنين ،والسبب حركة الفاصل المدارى (ITCZ) وامتداد حزام الأمطار نحو شمال أفريقيا صيفا
حول استمرار ظاهرة التقلبات المناخية وهطول كميات كبيرة من الأمطار الغزيرة علي السودان وجنوب مصر،وعلي غير المعتاد ،تحدث الخبير الدكتور عباس شراقي أستاذ الچيولوچيا والموارد المائية بجامعة القاهرة لبوابة الجمهورية والمساء قائلا:
خلال الأيام الماضية، هطلت أمطار غزيرة في أنحاء كثيرة من غرب ووسط وشرق أفريقيا وهذا طبيعى فى مثل هذا الوقت من العام للظروف الجوية نتيجة حركة الفاصل المدارى (ITCZ) نحو شمال أفريقيا صيفا، ولكن غير الطبيعى أن يمتد حزام الأمطار أكثر نحو الشمال ليشمل أماكن بعضها لم تصلها الأمطار منذ مئات السنين فى شمال السودان – جنوب مصر (من حلايب حتى العوينات مرورا بأسوان)، وشمال كل من تشاد والنيجر ومالى وموريتانيا، وامتدت أيضا الى جنوب السعودية، وفى المقابل هطول أمطار قليلة وأقل من المتوسط على طول خليج غينيا المعروف بأمطاره الغزيرة.

واضاف د. شراقي: الأمطار بصفة عامة على سطح الكرة الأرضية مرتبطة بعدة عوامل أهمها تأثير الشمس على مياه البحار والمحيطات وتكوين الظواهر الجوية مثل النينو (El Niño) بارتفاع درجة حرارة مياه سطح المحيط الهادى وتأثيرها على الكتل الهوائية والبخر وتكوين السحب وحركتها لتسقط أمطار فى بعض المناطق مثل شرق أفريقيا وتكون جفاف فى مناطق أخرى.
كما أشار د.شراقي إلي أن معظم الولايات السودانية قد شهدت أمطارا أعلى من المتوسط خاصة فى بعض المناطق الشمالية التى لم تعتاد الأمطار الغزيرة، وامتدت هذه الأمطار شمالًا نحو جنوب مصر خاصة حوض وادى العلاقى وبحيرة السد العالى وأبو سمبل ومدينة أسوان، ومن المتوقع أن تستمر الأمطار أعلى من المتوسط خلال شهر أغسطس الجارى على شرق أفريقيا.
وأضاف: إن كثيرا من المناطق تعرضت يومي 5، 6 أغسطس 2024 لأمطار بعضها كانت غزيرة استمرت لأكثر من عشرة ساعات متواصلة، مما أدى إلى سيول فى مدينة أبو حمد بولاية نهر النيل على بعد 500 كم جنوب أسوان، وأدت إلى إنهيار آلاف المنازل وقتل وإصابة العشرات.
وأوضح أن منطقة أبوحمد من أكبر المناطق التعدينية فى السودان لاستخراج الذهب، وتأتى هذه السيول لتجرف كثير من مخلفات المناجم بما فيها العناصر الثقيلة مثل الرصاص والزنك والكبريت المكونة للمعادن المصاحبة لخام الذهب والسيانيد المستخدم فى فصل الذهب مما يزيد من تلوث المنطقة خاصة المياه الجوفية القريبة من السطح.
ودعا د.شراقي حكومات وشعوب الدول العربية لتقديم يد العون للشعب السودان الذى يعانى الأمرين من ويلات الحرب الأهلية المدمرة التى اقتربت من شهرها السابع عشر، والظروف المناخية القاسية.
كما أوضح أن شدة حرارة الشمس بالنسبة للأرض لها علاقة بدورة النشاط الشمسى (انفجارات البقع الشمسية) التى مدتها 11 عاما، وحاليا 2024 -2025 يشكلان منتصف الدورة، وبالتالى ذروة نشاطها وهى تتسم بانها دورة نشيطة عن غيرها منذ ان بدأت 2018، ولذلك شاهدنا الشهرين الأخيرين ارتفاعا كبيرا فى درجات الحرارة فى أيام كثيرة غير معتادة، وسوف يظل ذلك حتى العام القادم، وهذا النشاط مسئول أيضا عن سنوات الفيضانات والجفاف فى جميع الأنهار منها نهر النيل منذ آلاف السنين.
كما أشار د.عباس شراقي إلى أن الذى يحدث حاليا يرجع إلى التقلبات المناخية وليس للتغيرات المناخية، وإذا استمرت هذه الأمطار في التكرار لمدة 30 عاما متصلة حينئذ تصبح تغيرا مناخيا دائما.














