بقلم ✍️ أ.د مها عبد القادر
(أستاذ أصول التربية
كلية التربية للبنات بالقاهرة – جامعة الأزهر)
تهتم الهيئة العامة لقصور الثقافة المصرية عبر فروعها ووفقا لمخططها الاستراتيجي أن تعقد شراكات مع كافة الجامعات المصرية حتى يمكنها استثمار الطاقات الشبابية في شتى المجالات المعنية بها تلك القصور في فروع المحافظات بكافة ربوع الوطن، ومن ثم تكتشف المواهب والإبداعات في مجالات السينما، والمسرح، والموسيقى، والفنون الشعبية، والفنون التشكيلية، وخدمات المكتبات.
وإذا ما كانت طبيعة مجال المسرح الاهتمام بنشر الثقافة المسرحية بين الجماهير والإشراف الفني على النشاط المسرحي بالمحافظات، وتطوير المحتوى الثقافي والفني في قصور الثقافة والمسرح بما يتماشى مع احتياجات المجتمع وتطلعاته؛ فإن شباب الجامعات المصرية قادرين على المساهمة بصورة فاعلة حيال نشر الثقافة المسرحية بين الجماهير؛ فيشاركون في الدعاية والإعلان والتسويق الرقمي لها عبر المواقع الرسمية، ويستطيعون تقديم أفكارا بناءة تقدمها وسائل الإعلام المصرية بمختلف تنوعاتها.
وهناك فئة من الشباب الجامعي تمتلك المقدرة على صياغة سيناريوهات مبهرة في الفن المسرحي، وهذا يؤكد ضرورة أن تقوم الهيئة العامة لقصور الثقافة المصرية عبر فروعها بالإشراف الفني على النشاط المسرحي من خلال المتخصصين في هذا الشأن بما يضمن فعالية الأنشطة ومسارات الاكتشاف الممنهجة التي تعمل عليها لجان متخصصة، وهذا ما يتمخض عنه اكتشاف مواهب يمكن من خلالها إحداث نقلات نوعية في عمل هذه القصور المتعددة.
ومن بين شباب الجامعات سوف نجد أن هناك موهوبين محبين للعمل المسرحي؛ حيث يستطيعون تقديم متنوعا من العروض التي تسهم قطعا في تنمية الوعي بصوره المختلفة لدى الجمهور المشاهد، كما يؤدي ذلك إلى إيجاد حالة من الوعي المسرحي داخل المواقع الثقافية التابعة للهيئة العامة لقصور الثقافة المصرية، ومن ثم يمكن تدشين العديد من مهرجانات المسرح التي يمكنها أن تدر دخول متباينة وفقًا لما يقدم من إبداعات على خشبة تلك المسارح.
إن أهمية تعاون الهيئة العامة لقصور الثقافة المصرية مع الجامعات المصرية يتوجب أن يكون وفق مخططات جاهزة تعمل على التدريب الممنهج؛ حيث العمل الجاد والمخطط بشأن إقامة ورش تدريبية لهواة المسرح في مجالات التأليف المسرحي، والإخراج، والتمثيل، والديكور؛ بالإضافة إلى العناصر المساعدة من فنيي الإضاءة والصوت وغيرها لجذب أكبر نسبة من الموهوبين ومحبي المسرح من شبابنا الجامعي الواعد.
وأصحاب الأفكار البناءة والمبدعة من شباب الجامعة ليس بالقليل، وهذا يمكن توظيفه في تعظيم سائر الأنشطة المسرحية والتي منها العمل على إصدار نشرات دورية رقمية في صورة مطويات جاذبة تشمل كافة الأنشطة المتعلقة بنوادي المسرح بالأفرع بما يشجع المزيد من الشباب على المشاركة وتقديم أفضل ما لديهم من أداء وأفكار تصب في مصلحة تحسين وتجويد العمل المسرحي لقصور الثقافة المصرية.
وعبر الشباب الجامعي الواعد يمكن تشكيل فرق مسرحية رائعة تضاف لسجل الهيئة العامة لقصور الثقافة المصرية والتي يتم اعتمادها بعد المرور بالعديد من التدريب والاختبار، وهذا يعمل على أن تكون هناك قاعدة بيانات رئيسة للنشاط المسرحي، يمكن الرجوع إليها والاستعانة بها في المناسبات والمهرجانات التي باتت تدشن من فترة لأخرى.
وفي ضوء ما ذكرنا نجد أن عقد شراكات بين الهيئة العامة لقصور الثقافة المصرية مع الجامعات المصرية قاطبة وتدشين المزيد من البروتكولات فيما يخص النشاط المسرحي والترويج له، سوف يحقق ثمارا لا حصرها لها على كافة المستويات المادية والمهارية والمعنوية؛ فتصبح قصور الثقافة مصنعًا لكوادر فنية في هذا المجال الخصب، والذي يستهدف برسالته فئات الشعب كله، ويستطيع أن يوصل رسالة الفن المسرحي لخارج القطر المصري عبر المهرجانات الدولية التي تشارك فيها وزارة الثقافة المصرية، وبالطبع تحمل رسالة المسرح قضايا المجتمع التنموية وغير التنموية، ومن ثم نتطلع أن يعضد الوعي المجتمعي عبر هذا الفن الراقي.