الجهاز يسمع دبة النملة.. الاول من نوعه في مصر
“المساء ” تكشف اسرار أول جهاز انذار مزود بالاستشعار وقناة اتصال ..
محمود: التجربة اثبتت نجاح التقنية وبراءة الاختراع خطوة قادمة
الابن البار بوالديه.. من عامل باليومية الى مدير شركة امارتيه
ابتكر عازل للصوت ونظام للتعرف على نخر السوس ..
اعلن الحرب على الآفة وسخر وقته وماله للحد من الاصابة
مستشار المحافظ للمكافحة: نرحب بالافكار ونتبنى الابتكارات لحماية المحصول الأول بالوادى الجديد
د. نبيل حنفي: توعية المزراعين من مخاطر سوسة النخيل نقطة تحول للوقاية والتحصين ..
مدير المكافحة بالزراعة : استمرار حملات التصدى لايدز النخيل والمحافظة مصدر التمويل..
وكيل الزراعة: نظافة النخيل والمتابعة مع الارشاد خير علاج للكشف المبكر وتجنب الاصابة..
الوادى الجديد _ عماد الجبالى
جرت العادة عند الشدائد أن يتقلد أصحاب الفراسة سيف طروادة ويظهر المعدن النفيس فى مقدمة الصفوف ، وهو الأمر الذى تأخر كثيراً بعد مرور مايقرب من عقدين وتحديدا مع نهاية عام 2005 بمركز الفرافرة ، ذلك التاريخ الذي لاينساه قرابة ال ١٩٠ ألف مواطن وشاب وفتاة وكل من له صلة بالتعامل مع الصناعات القائمة على أشجار النخيل في واحدة من أكبر محافظات مصر إنتاجا وتصدير للتمور.
(السفاحة الحمراء كابوس يهدد ملايين اشجار النخيل)
ورغم مرور ١٩ سنة يبقي هذا التاريخ نقطة تحول فارقة لكونه يرتبط بذكرى دق ناقوس الخطر معلنا عن قدوم سفاحة النخيل الشهيرة بالسوسة الحمراء للمرة الأولى قاطعة آلاف الكيلومترات قبل أن تصل إلى صحراء الوادى الجديد ، والتى باتت تهدد مصدر رزق آلاف الأسر والمنتجين لملايين اشجار النخيل ، وقد وضعت الدولة واجهزتها المعنية اجندة عمل من الدرجة القصوى للحد من انتشارها ومكافحتها على وجه السرعة .
(بين الواقع والمأمول لحماية المحصول )
” المساء ” في رحلة البحث بواحة العاصمة الأجمل بين مدن المحافظة ، وبعد سنوات من المكافحة ، تبين لها أنه لم ينتهى الكابوس بعد ، ولم تتراجع السفاحة عن نواياها الشرهة لالتهام قلوب أشجار النخيل المباركة ، وفى المقابل تعددت التجارب وبذلت الجهود على أمل الوصول إلى أبعد الحلول بين الواقع والمأمول فى سبيل إقصاء تلك الحشرة ، وبمضي الأيام تكشفت الساعات الأخيرة عن فكرة أحد ضحاياها ممن تذوقوا مرارة لدغاتها القاسية ، والذى أخذ على عاتقه مهمة البحث عن مسكن لمعاناة المزارعين ، فكان المهندس محمود طليب إبن مدينة الخارجة على موعد مع السعادة وقد واتته الفرصة ومنحته قبلة الفراسة ليبتكر أول مستشعر قادر على تحليل صوت سوسة النخيل والاتصال لانذار صاحب المزرعة كأحد الحلول الملائمة لحماية المحصول.
(معاناة الفلاح واحتضار الأشجار اكبر دافع للانتقام)
بدأت قصة الاختراع عندما لاحظ المهندس محمود طليب من أبناء مدينة الخارجة بمحافظة الوادى الجديد الأضرار الهائلة التي تسببها سوسة النخيل الحمراء، تلك الآفة الزراعية التي تهدد واحدة من أهم المحاصيل الاستراتيجية لسائر سكان المحافظة ، ورغم الجهود المبذولة والدعم الذى توفره الدولة ، إلا أن معدل الإصابة فى تباين مستمر فضلا عن حالة القلق الشديد والذعر الذى يصيب المزارعين منذ مطلع العام وعلى مدار الموسم حتى موعد جنى ثمار البلح والتقليم ، الأمر الذى يدفعه إلى استخدام الرش الغائر لتجنب العدوى مما اكسب الآفة المناعة والقدرة علي التعايش مع أهل الواحة.
(من الفكرة إلى الواقع تجددت الامال فى رحلة البحث عن علاج فعال)
ورغم وجود أفكار متطورة مثل الحقن وبعض الأجهزة الحديثة التي تعمل بالذبذبات أو المجال الكهرومغناطيسي ، إلا أن التحدي ما زال قائماً فى ظل تمتع سوسة النخيل الحمراء بمناعة متجددة وقدرة على التكيف والتعايش مع وسائل المكافحة والرش الوقائى ، فلم يكن طريق الاختراع سهلاً أو وليد الصدفة ، حيث تطلب تطوير الجهاز مبالغ طائلة وتفرغ شبه دائم يوميا ، فضلا عن تحمل صاحب الابتكار تكاليف الأبحاث والتجارب لتحقيق حلمه في تطوير أجهزة فعالة وآمنة بيئيًا.
(صاعق النخيل أول تجربة والنتائج مبشرى)
يقول المهندس محمود ابراهيم طليب 41 سنة ، مبتكر جهاز المستشعر وصاعق كهرباء سوسة النخيل الحمراء محلي الصنع فى تصريحات خاصة ل “المساء” ، أن رحلته مع الابتكار بدأت على نموذج الصاعق مطلع عام 2021، عندما أثبتت التجارب أن الجهاز آمن تمامًا على أنسجة النخيل ولحائها وقوامها , موضحا أهمية الصاعق كابتكار تقني يعتمد على استخدام الكهرباء من خلال توجيه تيار كهربائي عبر جذع النخلة المصابة، مما يؤدي إلى القضاء على سوسة النخيل الحمراء داخل أنفاق الجذع بدون اضرار جانبية وفاعلية بنسبة عالية جدا.
(مميزات جهاز صاعق سوسة النخيل الحمراء)
أضاف طليب ، أن جهاز الصاعق يعتمد على تقنيات حديثة تتيح ضبط فترات التشغيل والفصل بدقة عالية حيث يتم التحكم في الجهاز عن بُعد باستخدام تطبيق مخصص على الهاتف المحمول، مما يوفر مرونة وسهولة في الاستخدام لمسافة تصل إلى 30 مترًا حول النخلة ، لافتا إلى أنه جرى تطوير الجهاز ليشمل أعلى درجات الأمان، مع إضافة تقنيات متقدمة لتجنب أي مخاطر قد تؤثر على الأشخاص الذين يقومون بعملية المكافحة تشمل تحليل الفولتية لضمان تشغيل آمن وفعال ، مؤكدا نجاح التيار فى القضاء على جميع أطوار سوسة النخيل الحمراء داخل أنفاق الشجرة على عكس الطرق التقليدية التي تعتمد على المبيدات الكيميائية واثر ذلك على البيئة وسلامة الثمار.
(ابتكار جهاز انذار مزود بتقنية اتصال للكشف عن سوسة النخيل وابادتها فى الحال)
وحول تصميم أول نموذج لجهاز الكشف المبكر عن سوسة النخيل فى مصر على حد قوله ، أكد محمود طليب أن فكرة عمل الجهاز تستند على مراقبة أى نشاطات حشرية داخل النخلة باستخدام مستشعرات دقيقة تقوم بتحليل الأصوات والترددات الناتجة عن حركة السوسة إذا وجدت ، مضيفا بأنه يعمل حالياً على تطويع الجهاز وتزويده بخواص وعوامل مساعدة على مراقبة 20 نخلة أو أكثر في نفس الوقت ، مشيرا إلى أهمية هذه الخاصية كمعزز في تغطية مساحات واسعة من المناطق وتقليل التكلفة على المزارع ، موضحا بأن الجهاز الذي تمكن من اختراعه حاليًا تحت تسجيل براءة الاختراع وجاري الإعلان عنه بشكل نهائي خلال الفترة المقبلة وذلك بعد نجاح التجربة بنتائج مبشري للغاية.
(قادر على عزل الأصوات والتعرف على سوسة النخيل الحمراء)
تطرق صاحب الابتكار فى حديثه عن مزايا مشروعه ، قائلا بأن الجهاز المطور يتميز بإمكانية تثبيته في مكان آمن ومخصص داخل المزرعة بغرض حمايته من العوامل الجوية مثل الشمس والرياح، مما يعزز من عمره الافتراضي وأداءه ، لافتا إلى امكانية غرس مستشعرات الجهاز داخل جذع النخلة أو خارجها حيث تقوم بجمع البيانات المتعلقة بحركة السوسة بموضع الإصابة وإرسالها إلى الوحدة الرئيسية للجهاز لتحليلها والتعرف على نوع الآفة.
وكشف المهندس محمود عن تطلعاته المستقبلية لإضافة مزايا جديدة تحقق المستهدف وتدعم النتائج والكفاءة العملية للجهاز مثل تزويده بدائرة شحن تعمل بالطاقة الشمسية بهدف تعزيز استدامة الجهاز وتقليل الحاجة إلى صيانة مستمرة ، مضيفا بأن الجهاز يمتلك نظام اتصال يعمل في نطاق لا يقل عن 30 مترًا حول النخلة ، فيما يجرى العمل على تطوير الجهاز ليشمل دائرة اتصال إضافية باستخدام شريحة الهاتف، الأمر الذي يمنح الجهاز القدرة على الاتصال بصاحب المزرعة عن بعد مما يزيد من مرونته وكفاءته في إرسال التحذيرات بشكل سريع وفعال.
وصرح المبتكر بانه يقبع حاليًا على إضافة مميزات من شأنها تحسين أداء المستشعر وزيادة كفاءته في الكشف عن السوسة الحمراء وحماية النخيل ، موضحا بأن هذه المزايا تتطلب دقة المستشعرات وزيادة مدى الاتصال لتحسين تجربة المستخدم وضمان أقصى درجات الحماية للأشجار ، معربا عن شكره العميق للواء دكتور محمد سلمان الزملوط، محافظ الاقليم أحد أبرز الداعمين لمشروعات الشباب وتطلعاتهم وأي أفكار تسهم في خدمة المحافظة بشكل عام ، مناشدا المحافظ دعم تجربته من خلال تشكيل لجنة فنية مختصة للوقوف على مستوى الاداء والفاعلية ، مشيدا بجهود الدكتور مجد المرسي، وكيل وزارة الزراعة، الذي يولي اهتمامًا كبيرًا فى مكافحة سوسة النخيل الحمراء، وما يقدمه من دعم غير مباشر في تطوير هذه الابتكارات.
وتابع ، اتوجه بالشكر إلى الدكتور صلاح جميل بمركز البحوث على نصائحه القيمة، والمهندس عماد بحر مدير المكافحة بالمديرية وهو أحد الداعمين له منذ بداية مشروعه يشاركه فى ذلك الدكتور عبد الرحيم، كبير خبراء سوسة النخيل الحمراء بالخارجة ، لمساندته في التغلب على التحديات التقنية ، مضيفا بأن الفضل لابد أن ينسب إلى مستحقيه وبخاصة عندما يكون أحد اصدقائه المقربين وهو المهندس محمود الشريف، المختص بالبرمجة، على دعمه الفني الكبير في تطوير هذه الأجهزة.
وقال الدكتور نبيل حنفي ، مستشار محافظ الوادى الجديد لمكافحة سوسة النخيل الحمراء ، أن التوعية بخطورة هذه الآفة الجسيمة لدى المزراعين عن طريق الندوات والارشاد وعقد لقاءات مع المزراعين داخل الحقول أو المساجد هو أكثر الأسلحة تأثيرا وفاعلية لتجنب الإصابة والمكافحة بالكشف المبكر للوقاية من اثارها الضارة ، مشيرا إلى خطورة سوسة النخيل الحمراء لكونها أكثر الحشرات تدميراً لشتّى أشجار النخيل في جميع أنحاء العالم، بما في ذلك نخيل جوز الهند ونخيل التمر ونخيل الزيت ، وأن الضرورة تقتضي التعاون وتضافر الجهود بين المزارع والجهات المعنية بالمكافحة من أجل السيطرة على انتشارها ، خصوصاً وأن زراعة التمور ومثلها من المحاصيل تمثل نشاطاً ومورداً اقتصادياً هاماً لسائر أبناء الوادى الجديد.
وكشف مستشار المحافظ فى تصريحات خاصة عن استعداده الكامل لتبنى أى افكار رائدة أو ابتكارات من شأنها دفع مسيرة التنمية وحماية الاقتصاد الزراعي الناتج عن محصول التمور من مخاطر الإصابة بسوسة النخيل ، مؤكدا أن مثل هذه التقنيات تعد بمثابة إضافة قوية وخطوة مضيئة نحو الأمان الاقتصادى ودعم الصناعة المصرية بما تمتلك من مزايا وقدرات هى الأفضل بين دول العالم المتقدم ، مضيفا بأن الفترة الماضية شهدت إجراء تجارب عديدة بواسطة اجهزة وقائية تصدر موجات كهرومغناطيسية للقضاء على سوسة النخيل واخرى لأغراض الحقن وابادة الحشرة ، مؤكدا حرص المحافظة على توفير كافة الإمكانات اللازمة لربط المخرجات البحثية بالجهات الصناعية، وتحويل الأبحاث العلمية القابلة للتطبيق لمنتجات خدمية؛ لتوفير بدائل محلية لمستلزمات الصناعة القومية في كافة القطاعات.
وبدوره أكد المهندس عماد بحر مدير المكافحة الوقائية بمديرية الزراعة على أهمية دعم الأفكار الشبابية من ابتكارات وانظمة حديثة مزودة بتقنيات ذات فاعلية ودقة للكشف المبكر عن أماكن تواجد الآفة وفى نفس الوقت تخدم جهود فرق المكافحة للحد من انتشارها ، مضيفا بأن المحافظة نجحت خلال الفترة الماضية بتمويل مباشر من صناديق الخدمة في علاج آلاف الأشجار واعلان القطاع الأول بقري الخارجة خالى من الإصابة ، لافتا إلى حرص المديرية على ايجاد الحلول البديلة بالاعتماد على التكنولوجيا الحديثة المتطورة والتى تقلل من استخدام المبيدات الوقائية حفاظا على البيئة.
يرى بحر أن سوسة النخيل تكتسب مناعة وشراهة عندما تجد البيئة الخصبة لتكاثرها مثل وجود جروح وتشققات داخل النخلة والتى تتحول بمرور الوقت إلى مدخل للإصابة بسوسة النخيل وخطورة هذا الأمر تتمثل في أن الإصابة في منطقة القمة النامية أو الجمارة من أخطر الإصابات حيث يصعب اكتشافها إلا عند صعود العامل النخلة ، ولحماية النخلة من الإصابة القمية لابد من الحفاظ على الجريد من التهدل بتغيير عاداتنا المتبعة في عملية التقليم وعمل تاج للنخلة لحماية الجريد وبالتالي تقليل فرصة الإصابة بسوسة النخيل الحمراء.
وذكر أحد الباحثين فى مجال مكافحة سوسة النخيل أن ابتكار أجهزة الاستشعار الصوتية أصبحت ضرورة حية لكونها تعمل بشكل مشابه لكيفية استخدام الطبيب سماعته لسماع دقات القلب، فهي تكتشف ضجيج سوسة النخيل الحمراء الذي يأكل جذع الشجرة من الداخل ، حيث يتم لصق شيء يشبه الإبرة داخل الشجرة، ويفضل تطوير أجهزة استشعار سمعية يمكن وضعها خارج الشجرة من دون الحاجة إلى ثقبها وإغلاق الفتحة بعد ذلك ، كما يمكن الاستعانة باستخدام الألياف البصرية شديدة الحساسية للضجيج بحيث يتم لفّ كبلات ألياف بصرية حول كل شجرة على حقل كامل، وكشف تباينات الضجيج.
من جانبه ، أكد وكيل وزارة الزراعة بالوادي الجديد، الدكتور مجد المرسي، أن عدم وعي الفلاح في توقيت تقليم النخلة هو أحد أهم أسباب انتشار حشرة السوسة الحمراء، حيث إن أفضل توقيت للتقليم هو فترة الشتاء التي يقل فيها نشاط الحشرة، وتبدأ من نهاية ديسمبر وحتى نهاية فبراير من كل عام، إضافة الي أن التقليم الجائر للنخلة وفصل الفسائل يتسبب في زيادة معدلات الإصابة بحشرة السوسة
، مشيرا إلى أهمية الاكتشاف المبكر لسوسة النخيل الحمراء في الأشجار المصابة لتجنب الخسائر وسعة الانتشار وهو الأمر الذى يتطلب أكثر من طريقة وآلية متطورة يجري البحث عنها حالياً بالتعاون مع الباحثين على تقييم مستويات الدقة والحساسية والوصول الآمن لمثل هذه الاجهزة.
“الزملوط” والدولى للتمور يشهدان المرحلة الثانية لمكافحة سوسة النخيل
تجدر الاشارة إلى تبنى اللواء دكتور محمد سالمان الزملوط محافظ الوادي الجديد، والسيدة حنان مجدي نائب المحافظ، توفير الدعم الفنى والتمويل ضمن مبادرة مكافحة سوسة النخيل على مدار الاعوام الماضية كان اخرها بحضور الدكتور عبد الرحمن الحبيب المدير التنفيذي للمجلس الدولي للتمور، والدكتور حسام متولي رئيس مركز البحوث الزراعية المعدلة المركزي لأبحاث النخيل، لمتابعة إحدى تجارب مكافحة سوسة النخيل الحمراء بأحد الحقول الزراعية شمال مدينة الخارجة، يرافقهم عددٌ من القيادات التنفيذية المعنية.
خلال كلمته على هامش تنفيذ المبادرة والانتهاء من عرض التجربة ، أوضح المحافظ أنه يتم العمل حاليًا ضمن المرحلة الثانية من المبادرة بالتعاون مع مديرية الزراعة ومركز البحوث الزراعية، بهدف الحد من انتشار بؤر الإصابة والقضاء على الآفة مرحليًا؛ وذلك للحفاظ على المحصول الاستراتيجي للتمور، والتوسع في المبادرة الرئاسية لزراعة النخيل بمختلف الأصناف التقليدية والمستحدثة، وزيادة الفرص التصديرية للمنتج.
جدير بالذكر اعلان مديرية الزراعة بالمحافظة عن استخدام جهاز حقن هيدروليكي مميكن بالكامل لمكافحة سوسة النخيل مصنوع بأيدي مصرية والذي ابتكره خبير زراعي متخصص في مكافحة حشرة سوسة النخيل الحمراء وهو عبارة عن اختراع يشمل مضخة متصلة بماسورة مجوفة أو بونطة بها 4 فتحات تضخ المبيد في جذع النخلة الداخلي، بحيث يصل المبيد أو العلاج في أسرع وقت لموقع الإصابة وعلاجها بشكل فعال يغطي جميع مواقع الإصابة وفي أقل وقت ممكن، وعلى جانب آخر يوفر استهلاك كميات أكبر من المبيد، وتعتمد فكرة عمل الجهاز على حقن المبيد لعلاج الإصابة في الوقت المناسب وبكمية المبيد المناسبة، بدون التأثير على أنسجة النخلة، حيث تستغرق علاج النخلة الواحدة من دقيقة ونصف الي دقيقتين، من خلال الحقن بالداخل ورش محيط الإصابة من الخارج، بينما كان وقت علاج النخلة يستغرق ساعات طويلة، بينما نجح الجهاز ووصلت كفاءته في العلاج إلى نسبة 98% و يجب عند استخدام الجهاز في علاج الحشرة أو المرض يجب مراعاة تغيير المبيد كل فترة حتى لا تكتسب الحشرة صفة المقاومة والتكيف مع المبيد، ما يكسبها مناعة ضد المادة الفعالة بالمبيد في حال تكراره.
يذكر أن المهندس محمود إبراهيم طليب هو أحد أبناء مدينة الخارجة والذى ولد فى 8 مايو 1983 حيث نشأ في بيئة بسيطة مليئة بالتحديات التي شكلت شخصيته منذ صغره ، وفى نهاية التسعينيات، بدأ رحلة العمل في مصلحة تحسين البيئة بعقد يوميّة قيمته 90 جنيهًا في الشهر ، حيث كان يذهب إلى المدرسة في الصباح، وبعد انتهاء اليوم الدراسي ، لم يكن لديه سوى ساعة واحدة للعودة إلى البيت وتغيير ملابسه قبل التوجه للعمل كمعاون خلف الجرار الزراعي الذي يروي الأشجار في شوارع مدينته بالخارجة.
التعليم العالي والمراحل الانتقالية..
ورغم ظروف العمل الصعبة، واصل طليب دراسته والتحق بالثانوية الزراعية، ثم تابع تعليمه العالي بمعهد التعاون الزراعي لمدة أربع سنوات ، وخلال هذه الفترة ، لم يتوقف عن العمل كمساعد لوالده في استصلاح وزارعة الأرض وكعامل باليومية في مجال البناء والمعمار لمزيد من الدخل والمساعدة لأسرته ، وبعد مرور سنوات بدأت مرحلة جديدة في حياته ، عندما التحق بحرفة لفترة قصيرة كتَبّاع على شاحنات النقل الثقيل، ثم كسائق جرار زراعي، وبعدها كسائق تاكسي لمدة ثلاثة أشهر ، إلى ان واتته الفرصة وحصل على عقد مؤقت في مديرية الزراعة.
وبمرور الوقت وفور حصوله على الشهادة الجامعية ونيله لقب مهندسًا زراعيًا، تحقق حلمه وعاد مرة ثانية بعقد مؤقت بمديرية الزراعة استمر لاكثر من عامين ، حيث كانت هذه الفترة مليئة بالتعلم والخبرة ، واكتساب مهارات قيمة في مجال الصوب الزراعية ومكافحة الآفات ، حتى نصحه أحد المقربين بالسفر إلى الخارج لتأمين مستقبله وزيادة الخبرات ونقلها الى الوادى ، ليقرر بعدها السفر إلى المملكة العربية السعودية بحثا عن فرص جديدة حيث بدأ العمل كمشرف في شركة دعاية وإعلان، حتى تمت ترقيته إلى مدير للوكالة في غضون سنوات قليلة.