شاركت د. مايا مرسي وزيرة التضامن الاجتماعي في فعاليات افتتاح مؤتمر وزارة الأوقاف الدولي الخامس والثلاثين، والمؤتمر الدولي الأول للواعظات الذي يقام تحت رعاية رئيس الجمهورية، تحت عنوان.. “دور المرأة في بناء الوعي”، بمشاركة 60 دولة، وذلك بحضور د. أسامة الأزهري وزير الأوقاف ورئيس المجلس الأعلى للشئون الإسلامية ونائبا عن رئيس الوزراء، ود. محمد عزت محمد، أمين عام المجلس الأعلى للشئون الإسلامية ومقرر المؤتمر، والسيدة سنتا نوريا عبد الرحمن حرم الرئيس الإندونيسي السابق ضيفة شرف المؤتمر، ولفيف من الشخصيات العربية والإسلامية رفيعة المستوي.
أعربت وزيرة التضامن الاجتماعي عن تشرفها بالتواجد في المؤتمر الدولي الأول للواعظات، مشيرة إلى أن الله سبحانه وتعالي وهب للمرأة دوراً مهماً في كافة مناحي الحياة، وحمل القرآن الكريم تقديراً للمرأة وقوتها وتمكينها، وحدثها الله في كتابه العزيز، وأبرز دورها مع الرسل والأنبياء؛ ودعا سيدنا آدم أن يدخل هو وزوجته الجنة، وأوحى لأم موسى أن ترضع ابنها وتضعه في اليم، وأرسل لمريم ابنة عمران هبة من السماء ومعجزة إلى الأرض، وتحدث عن أمهات المؤمنين.
أوضحت “مايا مرسي” أنه من مصر الغالية كانت المرأة قدوة في السعي بين الصفا والمروة ، حيث يسعى الحجاج الذين جاءوا من كل فج عميق بين الصفا والمروة اقتداءً بأمنا السيدة “هاجر المصرية”، في بحثها عن الماء، وساوى في كتابه العزيز الرجل والمرأة في تكليفهم ومسئوليتهم، وقال في كتابه العزيز؛ (يَا أَيُّهَا النَّاسُ اتَّقُواْ رَبَّكُمُ الَّذِي خَلَقَكُم مِّن نَّفْسٍ وَاحِدَةٍ وَخَلَقَ مِنْهَا زَوْجَهَا وَبَثَّ مِنْهُمَا رِجَالاً كَثِيرًا وَنِسَاء).
أضافت وزيرة التضامن الاجتماعي أنه في العصر الحديث؛ كتبت المرأة بحروف من نور تاريخا وطنيا يعكس وعي عميق بقضايا الوطن وهمومه ، وخرجت نساء مصر يداً بيد مع رجالها في ثورة ١٩١٩، وكان لها دور في تنمية وتطوير الثقافة والفنون والعلم والأدب على مدار عقود عدة، حتى جاء عام ٢٠١٣، خرجت نساء مصر متسلحات بالوعي الديني الصحيح لمواجهة طيور الظلام وتجار الدين ؛ ودافعن عن بلادهن في كل ربوع مصر، والآن وعلى مدى عقد كامل؛ شهدنا إرادة سياسية أرست أسسا قوية للمساواة وتفعيل دور المرآة ودعم بناء وعي حقيقي بالدور الذي يجب أن تلعبه النساء في تشكيل الوعي، ففعلت حق المرأة الدستوري، وضمنت لها تشريعات منصفة، ووصلت المرأة لجميع المناصب دون تمييز، وعززت قدرات المرأة القيادية، ومشاركتها في سوق العمل، وعززت الشراكات مع القطاع الخاص، واستحدثت آليات لحمايتهن من العنف، وشهد هذا العقد على خمسين تكليفا رئاسيا لتمكين المرأة وستة وعشرين قانونا وتعديلا تشريعيًا، وإدماج المرأة في جميع السياسات والبرامج، وأثنى عشر قرارا دوليا لتمكين المرأة، كما بدأنا نجني ثمار الإطار الوطني للاستثمار في فتيات مصر، لنؤكد بما لا ريب فيه؛ أن تمكين المرأة جزء لا يتجزأ من عقيدة الدولة المصرية في الجمهورية الجديدة.
أشارت د. مايا مرسي إلى أن الدولة المصرية أدركت أن السيدات هن شريان الوعي والمعرفة في أقصى بقاع الجسد المصري ؛ يحملن رسائلها، ويخضن طرقا وعرة لتصحيح المفاهيم المغلوطة، وتنمية القيم الإيجابية، والسعي لخلق بيئة معرفية آمنة، تعزز مفاهيم المواطنة والمساواة، وتشارك في صنع القرار؛ فأولت اهتمامًا كبيرًا بالتوعيةِ باعتبارِها إحدَى أهم وسائلِ التغييرِ في المجتمع، باستخدامِ كافَّةِ الأساليبِ (الفنِّ والدراما ومواقعِ التواصلِ الاجتماعي ووسائلِ التكنولوجيا الحديثةِ) .. جنبًا إلى جنبٍ مع العمل الميداني لِطَرْقِ الأبوابِ في كلِّ القُرَى والكفورِ والنجوع، من خلال المبادرة الرئاسية حياة كريمة والبرنامج القومي لتنمية الأسرة المصرية، وبتكاملَ وتنسيقَ من الحكومةِ عَلَى كافةِ الأصعدةِ، والتخطيطِ القوي الـمُـرَاعِي لاحتياجاتِ المرأةِ وتنميتِها الاقتصاديةِ؛ إعمالًا لمنهجِ الحقِّ في التنمية.
كما أصدر الرئيس قراره بزيادة عدد الرائدات المجتمعيات من ٢٥٠٠ رائدة إلى ١٥ ألف رائدة ولدينا أكثر من ٧٠٠ واعظة وراهبة ومكرسة ومدرسة مدارس الأحد، هن بالنسبة لنا واعظات الوطن حاملات راية الوعي بقضايا التنمية، نفذن حملات بالتعاون مع المجلس القومي للمرأة والمجلس القومي للطفولة والأمومة لمجابهة زواج الأطفال والعنف ضد المرأة وختان الإناث، وزيادة معارف السيدات بأهمية تعليم الفتيات، وفرص الشمول المالي وبرامج التمويل متناهي الصغر وأسس التربية الأسرية الإيجابية، ووسائل الكشف المبكر عن الإعاقات، فضلا عن وسائل تنظيم الأسرة، وتشجيع الأسر على إلحاق الأطفال بالحضانات في سن مبكرة.
كما أن “واعظات مصر” برنامج بدأ بفكرة من السفيرة فايزة أبو النجا مستشار رئيس الجمهورية للأمن القومي عام ٢٠١٧، واليوم نرى المؤتمر الدولي الأول للواعظات ، حيث عملت واعظات مصر جنبا إلى جنب مع مكرسات وراهبات وخادمات الكنائس المصرية الثلاث.
أشارت إلى أنه نحو تأهيل المقبلين على الزواج؛ حتى ننتج أسرة متفاهمة؛ بلغ عدد المترددين على منصة “مودة” للحفاظ على كيان الأسرة المصرية ٤ ملايين و٦٠٠ ألف متردد.
أوضحت وزيرة التضامن الاجتماعي أن برنامج الدعم النقدي تكافل وكرامة كان كاشفا لكافة ظروف الأسر ومكامن الخطورة والمفاهيم الخاطئة لديهم، فأضافت قواعد بيانات تكافل وكرامة، التي تشمل ٧٤٪ منها سيدات، برامج لتوعية السيدات الحوامل في الألف يوم الأولى من حياة الطفل، ومدها بنقاط إضافية بمواد غذائية مُختارة لتحسين تغذية الأم والطفل والتوعية الصحية شهريا، وبرنامج الطفولة المبكرة “الحضانات” وبرامج لتوعية الأسر، وتصحيح مفاهيمها المغلوطة، وتغطية نفقة المطلقات وأطفالهم من خلال بنك ناصر الاجتماعي، وتحسين الأوضاع الاجتماعية والاقتصادية للمرأة من خلال التدريب على أنشطة ومهارات إنتاجية تدر دخل يساعد في رفع المستوى الاقتصادي للمرأة وأسرتها.
على مستوى المجلس القومي الذي شرفت برئاسته في هذا العقد الذهبي؛ وصلت مصر إلى ٢٤٤ ٪ معدل نمو الشمول المالي للمرأة، واستفادت أكثر من مليوني سيدة من التثقيف المالي وريادة الأعمال، والإدخار والإقراض الرقمي في المشروع القومي لتنمية الأسرة المصرية، من خلال تطبيق تحويشة أول تطبيقٍ رقمىٍّ فى مصرَ لمنظومةِ الادخارِ والإقراضِ، وطرقنا ما يزيد على ثمانية ملايين طرقة باب في قرى مصر، ووصلت مراكز تنمية المهارات لأكثر من نصف مليون منتج وأكثر من الأسرة، ونهدف الوصول إلى مليون نورة في كل محافظات مصر في الإطار الوطني للاستثمار في فتيات مصر تحت رعاية السيدة الفاضلة انتصار السيسي حرم السيد رئيس الجمهورية.
أكدت وزيرة التضامن الاجتماعي أن ما تحقق للمرأة المصرية في السنوات العشر الماضية لم يتحقق في قرن سابق وأن مصر ، اختصرت في العقد الأخير المسافات، ووصلت لمرحلة متقدمة على خريطة التنمية والتوعية للأسر المصرية، موضحة أن المشوار مازال طويلا من العمل والجهد متسلحين بالوعي والفهم العميق لصحيح الدين ولدينا القدرة علي العمل في العقد القادم بصبر وأمل، ورؤية ثاقبة على الهدف؛ فمصر اليوم عامرة بسيداتٍ ناجحاتٍ متمكناتٍ حالماتٍ تحت مظلة قانونٍ يحميها وفوق أرض تؤمن بقدراتها وفي ظهورهن قيادة سياسية تؤمن بقدراتهن وتثق في قدرتهن علي بناء وعي المجتمع .
توجهت وزيرة التضامن الاجتماعي بالشكر لوزارة الأوقاف المصرية والمجلس الأعلى للشئون الإسلامية على اختيار موضوع المؤتمر، متمنية له النجاح والتوفيق وأن تكون مخرجات هذا المؤتمر رسالة لمجتمعاتنا والعالم بأننا سننفذ وصية رسولنا الكريم “استوصوا بالنساء خيراً “.