فى الوقت الذى يحاول الاقتصادي العالمي التعافي من تداعيات وباء كورونا تطل أزمة طاقة ليست هي نقصانها بل تضخم أسعارها ، نتيجة جشع المتاجرين بها يدفعها خفض الانتاج كلما زاد الطلب ، وادعاء زيادة استثمارات الطاقة البديلة من ألواح ومراوح وسيارات في ظروف الاقتصاد والنقل غير المتكاملة
ومع انفتاح الدول الصناعية الكبرى وخروجها من أزمة الجائحة وعودة المزيد من السكان الذين تلقوا اللقاح للحياة الطبيعية وتحرك النشاط الاقتصادي، ارتفع الخام الأمريكي إلى 80.65 دولار للبرميل، لاعلى مستوى منذ 7 سنوات وأنهت عقود خام برنت القياسي العالمي لأقرب استحقاق جلسة التداول مرتفعة 1.26 دولار، أو 1.5 %، لتسجل عند التسوية 83.65 دولار للبرميل لاعلى مستوى منذ أكتوبر 2018 مما يؤدى الى زيادة التضخم وابطاء التعافي العالمي من جائحة كوفيد- 19، وتوقعت وكالة الطاقة الدولية زيادة الطلب على النفط نصف مليون برميل يوميا التى قابلها خفض اوبك اوبك للانتاج حتى مارس 2022
وبينما يستغل تجار الطاقة بدء التعافى الاقتصادى لتحقيق المكاسب تحاول الدول النامية حماية مواطنيها من موجات غلاء ونقصان فى السلع الاستراتيجية جراء زيادة اسعار النفط والغاز بتامين احتياجتها ، لجانا الى الخبراء الذين استمعنا لهم وهذا نص الحوار
اعداد: عبده زعلوك
………………………..
نائب رئيس الهيئة العامة للبترول الأسبق:
ازمة مصطنعة.. يحركها اصحاب المصالح
رد فعل الدول الصناعية الكبرى على خفض الانتاج ليس على مستوى الحدث.. تحقق مكاسب ضخمة وتعوض ركود كوفيد
مزيد من الارتفاعات في أسعار النفط قريبا
توقف استثمارات البحث والاستكشاف يفاقم الازمة
اكد المهندس مدحت يوسف نائب رئيس الهيئة العامة للبترول الأسبق إن ازمة الطاقة العالمية التى تواجهها الدول مصطنعة مشيرا الى ان ما تقوم به منظمة اوبك من خفض الانتاج فى الوقت الذى يتزايد فيه الطلب على النفط مقصود به تحقيق مكاسب
اشار يوسف الى تعدد الاطراف التى تقف وراء الازمة مشيرا الى ان رد فعل الدول الصناعية الكبرى على قرارات اوبك بخفض الانتاج لم يكن على مستوى الحدث الذى تصدت له امريكا فى السابق حيث اجبر ترامب اوبك على رفع سقف الانتاج ، متسائلا لماذا غيرت الولايات المتحدة موقفها ، مشيرا الى ان الدول الصناعية الكبرى ستحقق مكاسب كبيرة جراء هذا الارتفاع الذى سيؤدى بدوره الى ارتفاع اسعار منتجاتها لتعوض ركود احداث كوفيد 19 وتحقيق مكاسب طائلة
اختلف نائب رئيس الهيئة العامة للبترول الأسبق، مع توقعات وكالة الطاقة العالمية بان نهاية مارس القادم ستبدا اسعار النفط فى الانخفاض مشيرا الى ان الفترة المقبلة ستشهد المزيد من الارتفاعات في أسعار النفط والغاز الطبيعي عالميا، ومن المنتظر ان تتخطى الاسعار 100 دولار للبرميل
لفت الى أن سوق النفط اصبح سوق احتكاري تتحكم فيه دول أوبك يتضح ذلك من قرارها بتخفيض سقف الانتاج حتى ديسمبر 2022 الذى ادى الى ارتفاع الاسعار الى 82 دولار فى قلة الطلب وقلة المعرض سيصاحب ذلك ازمات كبيرة للعديد من دول العالم التى استنزفت جزء كبير من احتياطاتها فى ظل الاسعار المتصاعدة مشيرا الى وجود فائض فى الطاقة يزيد كثيرا عن الطلب العالمى
اشار الى ان توقف معظم الاستثمارات العالمية فى مجال البحث والاستكشاف والانتاج وتنمية الحقول المكتشفة توقفت الفترة الاخيرة بعد انخفاض اسعار النفط سيؤدى الى تفاقم الازمة التى طالت اسعار الغاز الطبيعى ووصلت اسعار الغاز المسال الفورى فى السوق العالمى الى 50 دولار
نوه الى التاثير المباشر لارتفاع النفط على مصر سيبدا من فصل الصيف الذى يصاحبه ارتفاع فى الكهرباء مشيرا الى قلة احتاجنا فى الشتاء لقلة الاستهلاك مشيرا الى توقف مصر عن استيراد المواد البترولية 2023 وتحقيق الاكتفاء الذاتى
اكد ان الازمة التى تواجهها مصر بالعجز فى الميزان التجارى مشيرا الى اهمية تحسين ميزان المدفوعات لمصر من خلال وقف استيراد السلع الاستفزازية وقت الازمة بالاضافة الى عمليات مقاصة فى الاستيراد والتصدير ودعم الصناعات المحلية وفتح افاق جديدة للتصدير وزيادة المنتجات السلعية ذات القيمة المضافة
………………………………………………………….
رئيس الهيئة القومية لسلامة الغذاء : ازمة الطاقة تقودنا الى ازمة غذاء
زيادة سعر البرميل عن 55 دولار يعزز لاتجاه لانتاج الوقود الحيوى
نجاتنا بتحقيق الاكتفاء الذاتى بنسبة 66% من المحاصيل الاستراتيجية
اتجاه المستهلكين لعمليات شراء احترازية وتخزين المواد الغذائية يزيد المشكلة
اكد حسين منصور رئيس الهيئة القومية لسلامة الغذاء ان ازمة الطاقة تقودنا الى ازمة غذاء هى الاكبر مشيرا الى انه فى حالة زيادة سعر البرميل عن 55 دولار تتجة الدول المنتجة للحبوب والمحاصيل الزيتية الى انتاج الوقود الحيوى ويصبح المعروض من المواد الغذائية للاستهلاك الادمى اقل بكثير وبالتالى سيزيد السعر
اضاف ان الوقد الحيوى سيصبح اقتصادى جدا فى ظل هذه الاسعار مشيرا الى ان الدول التى تنتج الحبوب ستتجه لاستخدامها فى الوقود الحيوى بعدما وصل السعر الى 83 دولار ومرشح لتخطى ال 100 فان العائد سيصبح كبير
اوضح ان تلك الازمات تتحكم فيها عوامل سياسية كبيرة لسنا طرف فيها مشيرا الى ان زيادة سعر البترول ستجلب خلفها زيادات فى اسعار المنتجات والمحاصيل المرتبطة بتصنيع الوقود الحيوى والتى تتمثل فى المحاصيل الزيتية حبوب القمح والذرة وفول الصويا والفول العدس وبالتالى علينا تشجيع المزارعين على زراعتها
اشار الى اهمية اعتمادنا على انفسنا بالاكتفاء الذاتى بنسبة 66% من المحاصيل الاستراتيجية من خلال سياسيات حاسمة لمواجهة الارتفاع الجنونى للاسعار الذى سيحدث الفترة المقبلة من خلال اعادة الدورة الزراعية بالزام الفلاح بزراعات محددة مع توفير مدخلات الانتاج ذات انتاجية جيدة تقلل من تلوث الغذاء
اشار الى اهمية الحفاظ على الامن الغذائى باجراءات حاسمة فى ظل اتجاه المستهلكين لعمليات شراء احترازية و تخزين المواد الغذائية خوفا من نقصان المعروض مما يضع ضغطًا استثنائيًا على سلع معينة خاصة القوة الشرائية المحلية للشرائح الأشد فقرًا.
اكد على ان الازمة ستصل الى انخفاض المخزونات العالمية للأغذية الأساسية وعدم استقرار الأسعار العالمية الفترة القادمة مشيرا الى اهمية تقديم مميزات للمزارعين لتشجيعهم على تحقيق الفائدة الاستراتجية للدولة والمادية له فى ذات الوقت
………………………………
رئيس لجنة التموين بالشعبة العامة للمستوردين: مقبلون على موجة غلاء كبيرة
فرصة ذهبية للسوق المصرى واعادة المصانع والمشروعات فى ظل ارتفاع اسعار المستورد وقلته
تكتاتف المواطن والدولة يقلل من تبعيات الازمة
التاجر مضطر لرفع الثمن لتعويض السلعة
اكد متى بشاي، رئيس لجنة التموين والتجارة الداخلية بالشعبة العامة للمستوردين اننا مقبلون على موجة غلاء كبيرة نتجة ازمة الطاقة التى تواجة العالم وخاصة الصين التى نعتمد عليها فى استيراد العديد من المنتجات
اضاف ان تاثير ازمة الطاقة دفع الصين لتخفيض عمالة المصانع لمدة تتراوح بين يومين إلى 5 أيام في الأسبوع وتوقف خطوط الإنتاج خلال الأيام الباقية مما سيؤثر على الانتاج بشكل كبير حيث بدات فى تخفيض الاستجابة لعمليات البيع الى 20 % من الكميات المطلوبة وتاجيل التسليم الى اكثر من ضعف المدة وبالتالى يحرص التجار المصريين على البضائع بتقليل البيع
اوضح ان امام رجال الاعمال واصحاب المصانع والمشروعات المصرية الغير منافسة فرصة ذهبية الفترة القادمة فى ظل ارتفاع اسعار البضائع المستوردة وقلة المعروض منها وكذلك تاخر الشحن مؤكدا ان فرصة ذهبية داعيا لاستغلالها
اضاف اننا فى انتظار موجة غلاء رهبية تحتاج تكتاتف المواطن والدولة حتى نعبر بسلام ونقلل من وطاتها مشيرا الى ان اثرها على السوق المصرى لم يبدء بعد وسيظهر من بداية العام القادم مع بدء قلة الموجود
نوه الى اهمية عدم استجابة المستهلك للمغالاه فى الاسعار وكذلك الشراء على قدر احتياجاته حتى لا تختفى السلع من الاسواق
اشار الى تخوف التاجر من عمليات البيع فى ظل اضطراب الاسواق لاحتماليه ارتفاع الاسعار وعدم امكانية اعادة نفس البضائع بذات السعر وفى هذه الحالة اما يضخ اموال فى تجارته مرة اخرى او يقلل البضائع
……………………….
يشير دكتور إسماعيل شلبي ,الخبير الاقتصادي ,وأستاذ الاقتصاد بجامعة الزقازيق إلي احتمالية حدوث ارتفاع في أسعار السلع التي لم تنتجها الدولة محليا كنتيجة لزيادة أسعار الوقود عالميا , وبالتالي زيادة نسبة الاستيراد من الخارج ؛مؤكدا في هذا الصدد أن الحل هو الاكتفاء الذاتي وأن مصر تمتلك من الامكانيات التي تؤهلها للوصول إلي هذه المرحلة حيث لدينا توسع في مساحة الأراضي الزراعية من خلال استصلاح آلاف الأفدنة ,ولدينا ايضا من الموارد المائية القابلة للري التي لا تحصي ولا تعد لتنتج مصر بنفسها العديد من السلع ؛ولولا ارتفاع أثمان الماكينات لكننا أنتجنا كل ما نريد بمنتهي السهولة ؛مناشدا الدولة إلي ضرورة عقد اجتماع عاجل مكونا من نخبة من الخبراء والمختصين في عدة مجالات كالنقل والزراعة والتموين وغيرها فالجامعات مليئة بالأساتذة والكفاءات لمعالجة أزمة السلع المقبلة , المطلوب فقط هو إحسان أداء العمل والبدء من الآن .
ويقترح د.اسماعيل التوسع في مساحة الأراضي المنزرعة من خلال عقد صفقة مع جنوب السودان التي لم تعتمد علي الزراعة بشكل كبير لعدم وجود شبكة طرق جيدة فإذا وفرت مصر لها هذه الشبكة من خلال شركاتها مقابل إعطائها جزءا من أراضيها وليكن 20 ألف فدان .
من جهة آخري , يوضح أستاذ الاقتصاد أن بعض المصانع تعمل بطاقة الغاز مما سوف يؤثر علي السلع الاستراتيجية كالأسمنت والحديد وبالتالي ارتفاع أسعاره وقلة الانتاج ,إذن فالحل هو أن تنتج محليا بكميات كبيرة علي مدار سنوات وليس شهور .
ويحذر د.اسماعيل شلبي في نهاية حديثه من مسألة غش الوقود التي تتدخل مع أزمة ارتفاع سعره ؛داعيا إلي ضرورة غلق أي محطة بترول يثبت غشها أو تلاعبها في الغاز مع فرض غرامة كبيرة تصل إلي ملايين الجنيهات.
يؤكد دكتور رمضان أبو العلا ,الخبير البترولي ,وأستاذ هندسة البترول أن أسعار الوقود دائما يحدث بها نوع من التذبذب ارتفاعا وانخفاضا لكن مع قدوم فصل الشتاء نعتاد علي ارتفاع أسعار الغاز الطبيعي ,وبالتالي يرتفع ثمن الوقود السائل بأنواعه المختلفة .
ويضيف إن الدول الأوروبية بحاجة دائما إلي الغاز في الشتاء من أجل التدفئة ,مما يزيد من الطلب عليه ,ومع ثبات العرض فمن الطبيعي أن نشهد قفزة في الأسعار وهذا فيما يتعلق بتوقيت ارتفاع أسعار الوقود .
وفيما يتعلق باستعدادات مصر ,يكشف دكتور رمضان عن أن مصر تحدث نوعا من التأمين علي مدي ارتفاع أسعار البترول حيث أن الفارق تتحمله شركات تأمين معينة والدولة تتحمل مبلغا كبيرا تنفقه سنويا لمواجهة أزمة الارتفاع الدرامي في السعر خصوصا اذا زاد برميل البترول عن حد معين في الثمن ما بين 67 أو 68 دولارا ,وهذا التأمين يتم تجديده سنويا ,فنحن لدينا اكتفاء ذاتي من الغاز ويتبقي الوقود السائل ونحن نحاول أن نشتري نصيب الشريك الأجنبي .
ويوضح أن التداعيات التي يمكن أن تتعرض لها مصر أقل بكثير في خطورتها مما تتحدث عنه الصحف ووكالات الأنباء ,ومن المعروف عند ارتفاع أسعار المشتقات البترولية ترتفع أسعار السلع وهذه قضية تكسير العظام بين الدول المنتجة للبترول والشركات الأوروبية حتي تستطيع أن تعوض الفارق الذي تدفعه في شراء البترول فتغلي في ثمن المنتجات وهذه استراتيجية مطبقة منذ عام 1973 وبالتالي عند الاستيراد من هذه الدول من المتوقع أن تكون أسعار السلع باهظة الثمن .
يقول المهندس حسين فتحي ,الرئيس الأسبق لشركة مصر للبترول إن مصر بدأت بالفعل فيما سبق في استعدادتها لمواجهة أزمة الوقود وارتفاع سعره ؛وذلك عندما وصل سعر البترول إلي 20 و25 دولارا ؛وعندما انخفض سعر برميل البترول إلي دولار واحد فقط في بداية ظهور أزمة كورونا انتبهت مصر ووقفت علي قدم وساق من وقتها لكي تحمي نفسها واتخذت وزارة البترول كافة التعليمات فتم إقامة مجموعة من الخزانات الكبيرة ما زال العمل جاري عليها حاليا ,والمخزون الموجود لدينا بالفعل هو الذي يساعد حاليا علي تخطي الأزمة لأن الميزانية الموضوعة لبرميل البترول الآن 60 دولارا ,وقد يصل إلي 82 دولارا وقد يرتفع إلي أكثر من ذلك ,ومن ثم صارت الدولة في اتخاذ خطوات جيدة لمواجهة هذه القفزة في السعر.
من ناحية آخري ,يشير المهندس حسين إلي أن البترول سلعة استراتيجية سياسية تستخدمها الولايات المتحدة والدول الأوروبية إذا أرادت رفع أسعار المنتجات ,واستخدام فزاعة الأمن العام الدولي ,وبالتبعية ترتفع أسعار الوقود في العالم كله.