تحتل مصر المركز الأول على مستوى أفريقيا فى إنتاج الأسماك بإجمالي إنتاج ٢ مليون طن سنوياً بقيمة ٦٦.٤ مليار جنية مصري ويبلغ نصيب الفرد حوالي ٢٠ كجم سنوياً وتساهم محافظات الدلتا بما يقرب من ٩٤.٣٪ من الإنتاج المحلي، وفي ظل التوجهات الحديثة للحكومة المصرية نحو تحقيق الأمن الغذائي يصبح من الضروري التركيز على ترشيد استهلاك المياه في مجالات متعددة من بينها الاستزراع السمكي خاصةً فيما يتعلق بالحفاظ على جودة المياه وإعادة تدوير الموارد المتاحة لترشيد الاستهلاك وضمان جودة المنتج السمكي.
وفي هذا الصدد اختتم المركز الدولي للأسماك بمقره بالشرقية فعاليات البرنامج التدريبي الخاص بجودة المياه وإدارة أحواض المزارع السمكية بتسليم شهادات إتمام التدريب للمشاركين، والتدريب هو أحد برامج مركز تميز فول الصويا بدعم من مجلس تصدير فول الصويا الأمريكي.
صرح د. أحمد نصر الله مدير الدولي للأسماك في مصر بأن المركز في تعاون مستمر ومثمر مع عدد من الجهات الحكومية المختصة والمعنية على رأسها وزارة الزراعة ومركز البحوث الزراعية بهدف إتاحة مجموعة متنوعة من البرامج التدريبية التي تستهدف تدريب وبناء قدرات صغار المزارعين وأصحاب المزارع والمفرخات طبقاً لدور المركز الإقليمي والريادي في مجال البحث والتطوير ورؤية وخطة المركز لدعم الجهود المشتركة لتطوير قطاع الاستزراع السمكي المصري، هذا فضلاً عن التعاون مع المعمل المركزي لبحوث الثروة السمكية وجهاز حماية وتنمية البحيرات والثروة السمكية لتبادل الخبرات بين الخبراء والأكاديميين والباحثين في مجال البحث العلمي.
وقد شارك في البرنامج التدريبي عدد ٥٠ متدرب ومتدربة من مختلف محافظات مصر على مدار ثلاث أيام متواصلة بالتركيز على محافظات الدلتا ومنها كفر الشيخ والشرقية وغيرهم، من المحافظات حيث أماكن تواجد المزارع السمكية، وقد صرحت د. دعاء فوزي مدير الموارد البشرية والتدريب بالمركز بأن البرنامج التدريبي تم إعداده بشكل علمي ومهني لتلبية احتياجات العاملين بالقطاع، وتتنوع جلسات التدريب ما بين نظرية وعملية تزويد المتدربين بالمهارات التقنية الحديثة لقياس جودة المياه بالإضافة إلي إعداد وتجهيز الأحواض وتعريف المتدربين بتقنيات الاستزراع السمكي المتطورة.
هذا وخلال التدريب تعرف المتدربين على عدد من النماذج المتنوعة والتي تم إنشائها بمقر المركز مثل نظام الاستزراع المائي داخل الأحواض الترابية أحد الأنظمة الحديثة الصديقة للبيئة والذي يمكن من خلاله مضاعفة الإنتاجية وترشيد استهلاك المياه وتقليل انبعاث غازات الاحتباس الحراري، بالإضافة إلى نظام الأكوابونيك أحد الأنظمة المغلقة للاستزراع السمكي – النباتي التكاملي وهو نموذج مستدام يُعزز من جودة المحاصيل ويُحسن إنتاجية مياه الري وإنتاج الورقيات والأسماك مع الحفاظ على الموارد البيئية وتحقيق زيادة ملحوظة في إنتاجية وحدة المساحة، هذا إلي جانب التعرف على عدد من التجارب والنتائج الحالية لبرنامج الانتخاب الوراثي لسمكة البلطي النيلي والمعروفة بسلالة العباسة أحد أهم برامج المركز الأكثر تطوراً على مستوى العالم حيث يتم الانتخاب على أساس مستوى النمو ومعدل الإعاشة بعكس البرامج التقليدية من هذا النوع والتي تعمل على السلالات المحسنة جينياً.
جدير بالذكر، أن المركز الدولي للأسماك يعمل منذ إنشائه على تطوير قطاع الثروة السمكية في مصر وأفريقيا وغرب آسيا وذلك بموجب اتفاقية بين وزارة الزراعة المصرية ومركز البحوث الزراعية والمجموعة الاستشارية للبحوث الزراعية الدولية والمركز يسعى جاهداً لتمكين الفئات الأقل دخلاً في قطاع الثروة السمكية من بينهم صغار المزارعين والسيدات بائعات الأسماك من خلال برامج بناء القدرات والمشروعات التنموية والاقتصادية المختلفة التي نفذها المركز على مستوى ١١٥ دولة في أفريقيا.