»»
تحت عنوان “تأثير التحول الرقمي في تحقيق أهداف التنمية المستدامة في مؤسسات المعلومات” شاركت الدكتورة رحاب جاد “دكتوراة فلسفة العلم والتكنولوجيا -كلية الآداب جامعة المنصورة” بورقة بحثية مؤخرا في المؤتمر الدولي ” التحول الرقمي وتطبيقات الذكاء الإصطناعي في تحقيق أهداف التنمية المستدامة في المنطقة العربية ” (MENA) ،والذي نظمته مكتبة الأسكندرية برئاسة الدكتور أحمد زايد مدير مكتبة الإسكندرية، بالتعاون مع المؤسسة العربية لإدارة المعرفة برئاسة د.خالد الحلبي رئيس مجلس أمناء المؤسسة العربية لإدارة المعرفة ” ، ” ولجنة الإفلا الإقليمية للشرق الأوسط وشمال إفريقيا” ، برئاسة د.سيف الجابري رئيس لجنة الإفلا الإقليمية للشرق الأوسط وشمال أفريقيا.
وقد عرضت د.رحاب لبحثها خلال الجلسة العلمية الخامسة ” يوم الثلاثاء الموافق 3 سبتمبر 2024 برئاسة د.حسين أحمد الأنصاري “عضو هيئة التدريس بقسم دراسات المعلومات جامعة الكويت”.
استهدف البحث دراسة تأثير التحول الرقمي ودوره المهم والفعال في مؤسسات المعلومات وتطوير التقنيات المُستخدمة لتحقيق أهداف التنمية المُستدامة في مؤسسات المعلومات ومواكبة تطوير آليات التحول الرقمي.
تقول د.رحاب : في ظل التغيير السريع في التكنولوجيا الرقمية ، اصبح التحول الرقمي ضرورة حتمية لمؤسسات المعلومات . كما يتضمن هذا التحول إعتماد تقنيات مثل الذكاء الإصطناعي والحوسبة السحابية والبيانات الضخمة لتحسين الكفاءة والوصول إلى المعلومات ،حيث تؤدي المكتبات ومراكز المعلومات دورا في دعم التنمية المُستدامة من خلال تحويل الموارد التقليدية إلى صيغ رقمية ، مما يُسهم في تعزيز التعليم والثقافة وتقليل الفجوة الرقمية .
وتابعت: كما يوفر التحول الرقمي للمكتبات فرص لتحقيق تأثير إيجابي واسع في المُجتمع من خلال تلبية إحتياجات المُستخدمين وتعزيز التنمية المُستدامة .
وأضافت : من أهداف البحث أيضًا ، كيفية تحليل تأثير التحول الرقمي على تحقيق أهداف التنمية المُستدامة في مؤسسات المعلومات ، ويُعد فهم هذا التأثير ضروريًا لتحديد الطرق التي يُمكن من خلالها تحسين الآداء والوصول إلى الأهداف المرجوه من خلال التحول الرقمي .
وأيضًا ، دراسة المزايا والتحديات التي تواجه المكتبات ومراكز المعلومات في المنطقة العربية .
وتابعت : يعد التحول الرقمي عملية شاملة وشاسعة تتضمن تغيير وتعديل الأنظمة والعمليات التقليدية المُعتادة في الشركات والمؤسسات حيث يهدف هذا التحول إلى إستخدام التكنولوجيا الرقمية والحلول المُبتكرة ، مثل تطبيقات الذكاء الإصطناعي .
كما يُمكن للتحول الرقمي أن يؤدي إلى تحويل العديد من المجالات الأخرى في الحياة اليومية ، مثل التجارة الإلكترونية والصحة الرقمية والتعليم الإلكتروني وتكنولوجيا المدن الذكية والنقل الذكي . فيُمكن الشركات من إنشاء متاجر إلكترونية تجارية عبر الإنترنت للوصول إلى عملاء جُدد وتوسيع قاعدة عملائها .
كما أشارت د.رحاب في بحثها إلي أن التحول الرقمي يشمل عدة عناصر مختلفة واسعة ومتنوعة من التقنيات المُبتكرة المُستخدمة في مجالات مُختلفة منها الحوسبة السحابية ، الذكاء الإصطناعي ، وبالقطع أهمها الإنترنت الذي يوفر ربط الأجهزة ببعضها البعض لتبادل المعلومات وتنفيذ المهام بشكل فعال وجيد .
كما تُعد أهداف التنمية المُستدامة لمؤسسات المعلومات موضوعًا مُهماً وحيوياً في الوقت الحالي . وهي مجموعة شاملة تتألف من 17 هدفاً تم وضعها بهدف العمل على نحو تحقيق التغير الإيجابي في جميع جوانب الحياة البشرية .
وتهدف هذه الأهداف للحد من الفقر المُدقع وتعزيز الإزدهار والسلام في جميع أنحاء العالم ، بالإضافة إلى الحفاظ على الكوكب وموارد الطبيعة .
ومن خلال تحقيق أهداف التنمية المُستدامة ، يُمكن للتحول الرقمي أن يُساهم الرقمي أن يُساهم في بناء مُستقبل أفضل للبشرية وتحقيق التقدم الإقتصادي والإجتماعي .
»» أهم توصيات البحث:
— تحديث البنية التحتية التكنولوجية ، وتشجيع الإبتكار والبحث
— تعزيز التعاون بين مؤسسات المعلومات وتوفير التمويل اللازم .
— تطوير خطط إستراتيجية للتحول الرقمي ،وتعزيز حماية الخصوصية والآمان السيبراني .
ولقد تم تسليط الضوء في هذا البحث على الأهداف الهامة والمُفيدة في جميع جوانب الحياة الجانب الخاص بمؤسسات المعلومات .
وأهداف التنمية المُستدامة المُتعلقة بمؤسسات المعلومات كالآتي :
1/ تعزيز الإبتكار والإبداع في مجال المعلومات : تلعب دوراً حيوياً وحاسماً في تطوير حلول مُستدامة وفعالة لتحديات المعلومات المتنوعة والمُتزايدة بشكل مستمر ، من خلال توفير الدعم اللازم للأبحاث وتعزيز تبني الثقافات المُبتكرة والمُتطورة فالإبتكار والإبداع ليسا مُجرد كلمات ، بل هما ركيزة أساسية لتحقيق نمو مُستدام وإزدهار لمجتماعاتنا وإقتصادنا .
2/ تعزيز الوصول إلى المعلومات والتكنولوجيا : يهدف الوصول إلى المعلومات والتكنولوجيا بشكل أساسي إلى تقديم فرص متساوية للأفراد والمؤسسات للحصول على المعلومات وإستخدام التكنولوجيا بشكل مٌستدام وفعال .
3/ تعزيز التعليم والتدريب في مجال المعلومات : يسعى إلى تطوير قُدرات الأفراد والمؤسسات في إستخدام وإدارة المعلومات بشكل فعال ومُستدام .
4/ تعزيز الوعي والتثقيف بأهمية المعلومات لتحقيق التنمية المُستدامة : يهدف إلى تبني سلوكياته وممارسات مُستدامة في إستخدام وتبادل المعلومات وتعزيز التثقيف حول دورها الحيوي في تحقيق أهداف التنمية المُستدامة .
وبعدما ذكرت أهداف التنمية المُستدامة المُتعلقة بمؤسسات المعلومات.
كما استعرض الباحثة سؤالاً مُهماً !
ما هو دور مؤسسات المعلومات في المجتمع ؟
وقالت : قبل أن نُجيب على هذا السؤال المُهم ، يجب أن نعرف مؤسسات المعلومات: فهي مؤسسات تُقدم خدمات الوصول إلى المعلومات والمعرفة للأفراد . فتشمل هذه المؤسسات : المكتبات العامة ، المكتبات الأكاديمية ، مكتبة مصر العامة ، المكتبة الرقمية بــ “دبي” ، مكتبة الإسكندرية . أي مؤسسة بتقدم إلينا خدمة الوصول لأي معلومة بيحتاجها المُستخدم .
مؤسسات المعلومات : تلعب دوراً حيوياً في المجتمع من خلال دعم التعليم ، تعزيز الثقافة وتوفير الوصول إلى المعلومات .
كما تلعب دوراً مُهما في توفير الوصول إلى المعلومات من خلال توفير الأدوات والمصادر الضرورية للأفراد والمُجتمعات للوصول إلى المعرفة والمعلومات المهنية .
إذن : فإن المؤسسات المعلوماتية تلعب دوراً حيوياً وأساسياً في المجتمع .
ومثلما ذكرت في بداية البحث أننا مع التطور السريع للتكنولوجيا أصبح للتحول الرقمي ضرورة حتمية في مجال حياتنا اليومية ، أصبح للتحول الرقمي والذكاء الإصطناعي دور مهم في مؤسسات المعلومات : أن التحول الرقمي يشمل الأدوات مثل : قواعد البيانات الإلكترونية ،الأنظمة المُتكاملة لإدارة المكتبات التي تُساعد في تحسين الكفاءة وجودة الخدمات المُقدمة مما يُسهم في تحسين تجربة المُستخدم وتوفير الوقت والجُهد في الوصول إلى المعلومات .
أيضاً ، تشمل تطبيقات الذكاء الإصطناعي في مؤسسات المعلومات تقنيات كثيرة مثل التعلم الآلي ، الروبوتات الذكية والتي تُساعد في تحسين عمليات البحث ، فهرسة المعلومات وتوفير توصيات مُخصصة للمُستخدمين ، مما يسمح للمؤسسات بالإستفادة الكاملة من تكنولوجيا الذكاء الإصطناعي وتعزيز قُدراتها التنافسية في عصر الرقمنة . كما ذكرت أيضاً عن المزايا وتحديات التحول الرقمي .
وتابعت : فمن مُميزات التحول الرقمي :
1/ إنه حسن من الكفاءة التشغيلية وتبسيط إدلرة الموارد وتمكين المكتبات ومراكز المعلومات من تقديم خدماتها من أي مكان وفي أي وقت ، ممت يُلغي الحواجز الجغرافية والزمنية .
2/ كما ساعدت تقنيات الذكاء الإصطناعي وتحليل البيانات في تحسين إسترجاع المعلومات . مما ساعد في تحقيق أهداف التنمية المُستدامة المُرتبطة بالإبتكار والبنية التحيتة .
3/ وأيضاً ، التقنيات الرقمية مثل : ” البلوك تشين ” ، بتلعب دور كبير في تعزيز الشفافية والمُساءلة في إدارة السجلات والمعاملات داخل مؤسسات المعلومات ، من حيث أنها بتوفر نظام غير قابل للتلاعب لإدارة السجلات.
أما بالنسبة للتحديات التي واجهها التحول الرقمي :
1/ نقص التمويل اللازم لتبني التقنيات الرقمية الحديثة ،كما أن هناك نقصفي الموارد البشرية المدربةعلى إستخدام هذه التقنيات بكفاءة .
2/ الحاجة للتدريب المكثف للموظفين ، لكي يتمكنزا من إستخدام التقنيات بفعالية .
3/ قضايا الأمن السيبراني والخصوصية : فإن المعلومات الرقمية تكون عرض للتهديدات الأمنية مثل :الإختراقات الإلكترونية وسرقة البيانات .
وأخيراً 4/ فإن التغير التنظيمي والثقافي يُعد من أكبر العوائق أمام التحول الرقمي خاصة في المنطقة العربية . فبعض الموظفين بيكون عندهم مُقاومة للتغير وبيفضلوا العمل بالطرق التقليدية لأنها بالنسبة ليهم سهلة التعامل .
وأيضاً ، للتحول الرقمي تأثير على أهداف التنمية المُستدامة وكان هذا التأثير كالأتي :
1/ تعزيز التعليم : من خلال توفير الوصول إلى الموارد التعليمية الإلكترونية التي يُمكن للوصول إليها من أي مكان ومن أي وقت .
2/ دعم المكتبات الرقمية التي تستخدم الذكاء الإصطناعي لتحليل البيانات الكبيرة وتحسين عمليات البحث وإسترجاع المعلومات .
3/ كما أن التحول الرقمي يُسهم في تمكين النساء والفتيات من التعليم ، وذلك من خلال توفير الطُرق للوصول إلى التعليم والموارد الإقتصادية عبر الإنترنت .
واخيراً 4/ الحد من الفقر من خلال التعليم عبر المواقع الإلكترونية وتعزيز الإستهلاك والإنتاج في صالح الموارد البشرية من خلال نشر المعلومات والتوعية بأهمية التنمية المُستدامة .
كما قدمت الباحثة نماذج ناجحة في إستخدامها للتحول الرقمي منها :
1/ مكتبة “نيويورك” : تبنت التحول الرقمي بشكل كامل وأنشأت منصة خاصة بها تحتوي على مجموعة واسعة من الكتب الإلكترونية والموارد الرقمية التي يُمكن الوصول إليها عبر الإنترنت .
2/ مكتبة “بريتش” : نفذت إستراتيجية تحول رقمي شاملة تضمنت رقمنة مجموعاتها وتطوير منصة إلكترونية مُبتكرة للوصول إلى مواردها بشكل سهل ، وكمان قدمت برامج تعليمية وتدريبية عبر الإنترنت لدعم التعليم والبحث العلمي .
3/ مكتبة “دبي العامة” : إعتمدت على التحو الرقمي من خلال توفير مجموعة واسعة من الكتب وتطبيقات الهواتف الذكية والخدمات الرقمية مثل : البرامج التعليمية عبر الإنترنت .
وقد إنتهت المُناقشة للبحث بعدة توصيات أهمها :
1/ تحديث البنية التحتية التكنولوجية .
2/ تعزيز التعاون بين مؤسسات المعلومات .
3/ توفير التمويل اللازم .
4/ تطوير خطط إستراتيجية للتحول الرقمي .
5/ تعزيز حماية الخصوصية والآمان السيبراني .
6/ تشجيع الإبتكار والبحث.