نظم مجمع اعلام قنا بالتعاون مع قصر ثقافة قوص ندوة موسعة تحت عنوان “المبادرات الرئاسية ومواجهة الخصومات الثارية”، بديوان العمدة غلاب بقرية المقربية بمركز قوص، بحضور متخصصون في الدراسات الثارية والاجتماعية وعمد ومشايخ مركز قوص ولفيف من القيادات التنفيذية والشعبية ورجال الدين الإسلامي، ضمن فعاليات الحملة التي أطلقها قطاع الإعلام الداخلي بالهيئة العامة للاستعلامات ” أيد في أيد..هننجح أكيد”.
وأشار العمدة محمود غلاب، عمدة المقربية، إلى دور لجان المصالحات في وأد الكثير من الخصومات الثأرية، وتحملهم الكثير من الأعباء لإتمام المصالحات، ونشر الأمان بين الأهالى، بمساعدة الجهات الأمنية، التي تحاول القضاء على مسببات الثأر والحد من الخلافات، بالتعاون مع أعضاء لجان المصالحات، لافتاً على أن والده الراحل العمدة غلاب كان له دور رائد في إنشاء المدرسة الرابعة للمصالحات والقضاء على الخصومات الثأرية، والتي ساهمت في التخفيف من تعقيدات المصالحات الثأرية التي كانت تتم في الفترة الماضية.
وقال يوسف رجب، مدير مجمع اعلام قنا، إن الخصومات الثأرية كانت ومازالت من أكبر معوقات التنمية في الكثير من قرى قنا، لذا كان لابد أن من دق ناقوس الخطر للتحذير من تنامى وانتشار هذه الظاهرة، وحشد الجهود لمواجهة مثل هذه الظواهر السيئة، خاصة في ظل المبادرات الرئاسية التي تسعى لتغيير طبيعة الحياة بالقرى، مضيفاً بأن قطاع الاعلام الداخلى بالهيئة العامة للاستعلامات يسعى من خلال حملة “أيد في ايد..هننجح أكيد” للتعريف بالمبادرات الرئاسية والتأكيد على الجهود المبذولة من قبل الدولة لتغيير ثقافة المجتمع تجاه بعض القضايا بما يساهم في بناء الإنسان.
وقال الدكتور أحمد سعد جريو، عضو المجلس الأعلى للثقافة، إن الغضب هو المحرك الرئيس للقتل، لذا كان حديث الرسول صلى الله عليه وسلم، في وصيته لرجل” لا تغضب”، وأول ما فعل الرسول فور وصوله إلى المدينة المنورة المعايشة السلمية بين سكان المدينة، حتى لا يترك مجالاً للغضب والشحناء.
وأضاف جريو، بأن هناك فرق بين القصاص والثأر، فالأول حق” من قتل يقتل “ولكن وفقاً لمعايير قانونية وأن يكون من خلال ولى الأمر أو رجال القانون، أما الثأر فيعتمد على معتقد أنم من أنقص فرداً من جماعة لابد أن ينقص من جماعته، دون الالتزام بعدد او القصاص من الشخص القاتل، وهو يتنافى مع الآية القرآنية التي تنص” وإن عاقبتم فعاقبوا بمثل ما عوقبتم به ولئن صبرتم لهو خير للصابرين.
وأوضح عضو المجلس الأعلى للثقافة، بأن الثأر جاء من الجزيرة العربية واليمن، ولم يكن موجوداً في مصر، حيث انتشر واستوطن جنوب مصر، وتسبب في التأثير على منظومة التنمية وعزل البلاد عن التطور والحداثة وإحداث آثار سلبية” اقتصادية، اجتماعية، ونفسية”، وإنعاش التجارة المحرمة، كالسلاح والمخدرات، لافتاً إلى أن المناسبات السياسية، خاصة الانتخابات البرلمانية، لها دور كبير في انتشار ورواج الخصومات الثأرية، مثمناً دور الأجاود في حقن الدماء ونشر التسامح بين المتخاصمين، فضلاً عن تحملهم أعباء مالية وبدنية من أجل إتمام المصالحات.
وأشار ياسر حمادى، رئيس الوحدة المحلية لمركز ومدينة قنا، إلى أن الدولة لها دور كبير في التصدي للخصومات الثأرية، كونها تؤثر على منظومة التنمية التي تشهدها البلاد، لافتاً إلى أن حياة كريمة والمبادرات الرئاسية لها دور في مواجهة والحد من الخصومات الثأرية، ومبادرة بداية التي تسعى لتوعية المواطنين بالقضايا المختلفة، فضلاً عن حرص الدولة على تقوية دور اللجان العرفية لإنهاء النزاعات والخصومات بين المواطنين.
وقال الدكتور عمرو الهوارى، مدير إدارة أوقاف قوص، إن الوقاية خير من العلاج، لذا لابد أن يتكاتف الجميع لإنهاء الخلافات بين العائلات، قبل أن تتفاقم وتتحول إلى خصومات ثأرية يكون نتيجتها سفك الدماء دون وجه حق، والتي تنتج عن اختلافات وأمور لا تستحق أن تسفك من أجلها الدماء، متمنياً أن يكون هناك دور أكبر للعمد والقيادات الطبيعية في وأد الخلافات قبل تفاقمها.
وأشار أحمد جابر، مدير قصر ثقافة قوص، إلى أن الثقافة لها دور كبير في مواجهة الخصومات الثأرية والعادات السيئة بالمجتمع، وأن الهيئة العامة لقصور الثقافة نفذت العديد من الفعاليات التي تحارب ظاهرة الثأر في الصعيد.