دور الرعاية كانت فى أمس الحاجة للرقابة والتقييم عن تجربة شخصية كنت حريصة سنويا على مشاركة دور رعاية الأيتام والمسنين فرحة العيد وتقديم الهدايا والعدايا لهم وقضاء العيد معهم واستمع عن قرب إلى مآسيهم التى ينفطر لها القلب ،المفارقات التي وجدتها ان معظم نزلاء دور الأيتام هم ضحايا للتفكك الأسرى وسوء الأحوال الاقتصادية، سيناريو متكرر إنفصال الأبوين وزواج كليهما وايداع الأطفال دور الرعاية دون حتى زيارتهم اوالسؤال عنهم كأنهم نسوا الأطفال مع تجربة الزواج الفاشلة التى عاشوها، الملفت أن هؤلاء الأطفال يكونوا أكثر تمردا خلال إقامتهم في دور الرعاية بخلاف الأيتام اومجهولى النسب الذين سلموا بفقد ذويهم، أما هؤلاء ضحايا التفكك الأسري فهم يعلمون أن أبويهم على قيد الحياة لكنهم تخلو عنهم واستبعدوهم بإرادتهم وعن طيب خاطر ،مآساة يعيشها أطفال دور الرعاية فنظرا لزيادة أعداد نزلاء بعض الدور يصبح من العسير تلبية رغباتهم فى الطعام الذى يتناولونه والبديل يكون وجبة موحدة لكل الأطفال وهو ماجعل أحد الأطفال أن تكون أعظم امانيه ان يكون بين أحضان أسرة ولديه ثلاجة يفتحها وقتما يشاء ويتناول منها الطعام الذى يشتهيه،مشكلة أخرى وجدتها فى بعض الدور أنهم يطفئون الأنوار ليلا وهو ما يشعر صغار السن بالخوف والقلق ويحول دون ذهابهم لقضاء الحاجة يضطرون إلى قضائها على الأسرة التى تفوح منها رائحة كريهة ويتجاهل المسئولون ذلك الأمر، أيضا كثير من المسئولين بدور الرعاية يتعاملون بقسوة وعنف ويصل الأمر إلى الضرب المبرح الذى يؤدى إلى عاهات وكلنا نتذكرواقعة دور إحدى الرعاية بالجيزة التى نكل مديرها بالأطفال الأبرياء وكيل لهم بالضرب المبرح لانهم تجرأوا وفتحوا تلاجة الدار دون استئذانه، نعم دور الرعاية كانت فى أمس الحاجة ليد أمينة وقد كان لأنها أصبحت تحت رعاية الدكتورة مايامرسى وزيرة التضامن الإجتماعى بإنسانيتها المعهودة نستطيع أن نطمئن ان دور الرعاية الآن فى إيديها وتحت رعايتها الشخصية ولعل ما يثبت ثقتى في أن ملف الأيتام يحظى برعاية غير مسبوقة فى جميع محافظات الجمهورية، فى الجيزة تابعت مشاكل فتيات دور الرعاية واستمعت شخصيا لمشاكل الفتيات ومايؤرقهم وبناء على ذلك أصدرت قرارا بغلق الدار بناء على ماشاهدته، ونفس الامر تكرر فى أسوان أحالت المسئولين عن دارى رعاية للتحقيق لسوء الأوضاع وقررت اغلاق الدارين لسوء أحوالهما والمتابعة مستمرة ،وتتواصل المساعى لإصلاح هذا القطاع الهام الذى يخدم شريحة كبيرة من النزلاء الضعفاء الذين لاعائل لهم .