»» بقلم ✍️ تسنيم عمار
(باحث ماجستير، نائب مدير الشئون العلمية والثقافية بالمنظمة العالمية لخريجي الأزهر)
»»
تُعَد المراجعة الداخلية واحدة من العناصر الأساسية التي تساهم في تعزيز استدامة الشركات، حيث تلعب دورا محورياً في تحسين الأداء المؤسسي وضمان الشفافية والمساءلة.
تركز المراجعة الداخلية على تقويم العمليات الداخلية وضمان التزامها بالمعايير والسياسات المحددة، مما يساعد الشركات على تحقيق أهدافها بشكل أكثر كفاءة، كما تُعتبر أداة فعالة للكشف عن المخاطر وتحليلها، مما يساهم في تعزيز القدرة على مواجهة التحديات المختلفة.
في هذا المقال، سنستعرض مفهوم المراجعة الداخلية وأهميتها، ونستكشف أدوارها في دعم استدامة الشركات.
المراجعة الداخلية هي عملية تقييم نظام الرقابة الداخلية والإجراءات المعمول بها في الشركة، تهدف هذه العملية إلى توفير ضمانات بأن الأنظمة المالية والإدارية تعمل بفعالية وكفاءة، كما تعتبر هذه المراجعة أداة استراتيجية لتحسين الأداء والكفاءة، حيث تساهم في تحديد النقاط القابلة للتحسين وتعزيز الإدارة الفعالة للموارد، من خلال إجراء المراجعات الدورية، يمكن للمؤسسات تقليل المخاطر وتحقيق أهدافها بشكل أفضل.
تلعب المراجعة الداخلية دورا حيويا في تعزيز استدامة الشركات من خلال ضمان الامتثال للقوانين واللوائح، توفر هذه المراجعة تقييما موضوعيا لممارسات العمل وتساعد في تحقيق التوازن بين العوامل الاقتصادية والاجتماعية والبيئية، من خلال تعزيز الشفافية وكشف المخاطر المحتملة، تعزز المراجعة الداخلية القدرة على التخطيط المستدام واتخاذ القرارات المدروسة، كما تسهم في بناء الثقة بين المساهمين والشركاء والمجتمع.
تتطلب كفاءة المراجعة الداخلية تقييم عدة معايير، تشمل الشفافية والموضوعية، يجب أن تكون عمليات المراجعة مستقلة وتنفذ بواسطة مهنيين مدربين، مما يعزز مصداقية النتائج، تشمل المعايير الأخرى فعالية نظام الرقابة الداخلية، وكفاءة استخدام الموارد، وقدرة نظام المراجعة على التكيف مع التغيرات البيئية، تُعتبر هذه المعايير أساسا لنجاح المراجعة الداخلية وضمان استمراريتها.
تؤثر المراجعة الداخلية بشكل كبير على الأداء المالي للشركات من خلال تعزيز الرقابة المالية وتقليل الأخطاء الاحصائية، تساهم هذه العملية في تحسين الكفاءة التشغيلية وتعزيز الأرباح، حيث يتمكن المدراء من اتخاذ قرارات مستنيرة بناءً على بيانات دقيقة، كما تساهم في تضييق الفجوات الممكنة في الأداء المالي وتوفير إطار عمل متين للتحكم في التكاليف، بموجب ذلك؛ تعزز المراجعة الداخلية من الاستدامة المالية على المدى الطويل.
لتعزيز فعالية نظام المراجعة الداخلية، ينبغي تبني استراتيجيات متنوعة تهدف إلى تحقيق الأقصى من الشفافية والكفاءة، تتضمن هذه الاستراتيجيات التدريب المستمر للموظفين المعنيين وتنفيذ تقنيات تكنولوجية حديثة، كما يمكن تعزيز التواصل الفعال بين فرق المراجعة والإدارة لضمان فهم دقيق للأهداف والشروط، علاوة على ذلك؛ يجب إجراء مراجعات دورية لتقييم فعالية النظام وتكييفه بما يتلاءم مع التغيرات البيئية والسوقية.
تواجه المراجعة الداخلية عدة تحديات تشمل نقص الموارد البشرية المؤهلة والتغيرات المستمرة في بيئة الأعمال، قد تتسبب الضغوط المالية في تقليل الاستثمارات في نظام المراجعة، مما يؤثر سلبا على كفاءتها، بالإضافة إلى ذلك؛ قد تواجه فرق المراجعة صعوبات في اكتشاف وتحليل المخاطر بصورة دقيقة، يجب على الشركات التعرف على هذه التحديات وإعداد استراتيجيات فعالة لمعالجتها لضمان نجاح عمليات المراجعة الداخلية.
ختاما وبشكل عام، يُعتبر دمج المراجعة الداخلية الجيدة عنصرا حيويا لاستدامة الشركات وتحسين أدائها العام، تسهم هذه العمليات في تعزيز الشفافية، وتقليل المخاطر، وزيادة الكفاءة، مما يؤدي إلى تحقيق النجاح المستدام.