احتفي مهرجان شرم الشيخ الدولي للمسرح الشبابي برئاسة المخرج مازن الغرباوي بالفائزين في مسابقة فاطمة المعدول للتأليف المسرحي في نسختها الثامنة، وهم ( محمد علي إبراهيم حسانين ) عن نص ( نزيل الجنة ) فئة النصوص الطويلة ، و( أحمد سمير قرني) عن نص ( الذباب)، أما فئة النصوص القصيرة، فحصل على الجائزة ( محمد عبد الوارث) عن نص (القطار)، و( الأمير حيدر عبد الله ) عن نص ( ألف ليله و….)، أما مسابقة المونودراما حصل عليها ( عبد المنعم بن السايح) عن نص ( المحرفة)، و ( نوال محمد العدل) عن نص ( تم التشويه بنجاح) ، بينما حصل على نصوص مسرح الطفل ( أمجد زاهر ) عن نص ( سر الغابة العجيبة)، و( رؤى عصام عبد الله ) عن نص ( مملكة الإيموجي)، كما احتفي المهرجان بالفائزة في مسابقة أبوالحسن سلام للبحث العلمي في نسخته الرابعة ( هبة رجب عمر ) من خلال بحث ( الخطاب الأخضر في مسرح الطفل المعاصر من منظور الموروفولوجيا البيئية الاصناعية)
أدار الندوة الكاتب إبراهيم الحسيني الذي استهلّ كلمته قائلاً: نشعر بسعادة حينما نجد أجيالا جديدة تقدم هذا الابداع، فالكاتب يتقمص عدة شخصيات ليقدم نصا افضل، ويحتاج المؤلف الثقافة والقراءة، والوعي، ومعظم الفائزين في المسابقتين لهم علاقة كبيرة بفن المسرح .
الكاتب محمد علي ابراهيم، الفائز بنص “نزيل الجنة”، أعرب عن سروره بالفرصة التي تتيح للكتاب الشباب التعرف على بعضهم البعض، وأشار إلى أن جيل الشباب الحالي هو القادر على تقديم الوعي والإبداع الجديد، وفيما يتعلق بنصه “نزيل الجنة”، أوضح أنه كان تحديًا كبيرًا بسبب تركيب الحبكة المعقدة. حيث قال: “أرهقني بسبب المعادلة المكتوب بها الحبكة، لأن المعروف أن الدراما تكون تصاعدية بطبيعتها”، ولكني لم انتهج هذا النهج، والنص يتناول قضية شائكة تتعلق بالقضية الفلسطينية ، ويقدم ثلاث وجهات نظر مختلفة حول القضية.
أما أحمد سمير، مؤلف نص “الذباب”، فقال : أنا ممتن لمهرجان شرم الشيخ المسرحي، حيث أعتبر نفسي أحد أبناء هذا المهرجان، حيث أن أول جائزة حصلت عليها كانت في عام 2019 من المهرجان، وكان ذلك بمثابة انطلاقة لاسمي في المجال المسرحي، وأعتبر أن أي نجاحات أحققها تعود بشكل كبير إلى هذا المهرجان.
وأكد سمير على أهمية الكتابة للإنسان بشكل عام، ووصفها بأنها رحلة ضرورية للنمو والتعبير الشخصي، فعندما أدرك أن لديه الأدوات اللازمة للكتابة المسرحية، بدأ رحلته في التأليف، ومسيرته هذه لم تقتصر فقط على الكتابة، بل شملت أيضًا الفوز بالعديد من الجوائز، مثل جائزة الهيئة العربية للمسرح.
ومن جانبه أكد محمد عبد الوارث، الفائز عن نص “القطار” أن أي نجاح يصل إليه يعود الفضل لاثنين من أساتذته الراحلين، الدكتور مصطفى سليم والدكتور علاء عبد العزيز، . حيث كانا من أكثر الداعمين الدائمين للشباب وحثهم على التفكير فيما يتوقعونه من الحياة، وتابع عبد الوارث أنه بالرغم من تخرجه في كلية دار العلوم وتوصيات المحيطين به بأن يعمل كمدرس للغة العربية، أصر على متابعة شغفه بالفن. هذه اللحظة الحاسمة جاءت أثناء مروره بجانب المعهد العالي للفنون المسرحية حيث اتخذ قراره بالاستمرار في مجال الفن.
الأمير حيدر من العراق الفائز بنص ” ألف ليله و….” تحدث بفخر عن مشاركته في مهرجان شرم الشيخ، وأشار إلى أن دافعه الأساسي للمشاركة كان اسم فاطمة المعدول، ويوضح أن المهرجان يفتح الأبواب دائمًا للشباب، مما يتيح لكل عرض أن يعبر عن رؤاه بروح شبابية ويمثل امتدادًا للأجيال.
اختار الأمير حيدر العمل على نص “ألف ليلة وليلة”، ويبين أنه أراد تقديم هذه القصة التقليدية بوجهة نظر جديدة. في نصه، عاد إلى تفاصيل الليلة الأولى، وقام بتقديم لعبة تبادل الأدوار، مما أعطى القصة طابعًا مختلفًا ومنظورًا غير تقليدي.
عبد المنعم السايح من الجزائر عبر عن رؤيته الخاصة في عالم المسرح، مؤكداً أنه لا يوجد حواجز بين كاتب شاب وكاتب كبير ، وأكد سعادته بالمهرجان لأنه يمنح فرصًا خاصة للشباب، وعرف نفسه أنه كاتب روائي ذو جوائز دولية، ولكنه اتجه إلى المسرح ليس فقط لإضافة تجربة جديدة إلى مسيرته، وإنما لإحداث “ثورة جديدة” في المسرح الذهني.
وعبرت نوال العدل الفائزة بنص ” تم التشويه بنجاح ” عن امتنانها الكبير لوالديها لدعمهما المستمر لمسيرتها الفنية، حيث أهدت جائزتها لهما، وأكدت أنها نشأت في بيئة مشجعة للفنون، حيث عملت بجد في العديد من المشاريع المسرحية، وكان والدها له الدور الكبير في توجيهها نحو الفن، حيث قدمها للمعهد العالي للفنون المسرحية، وتابعت أنها قبل أن تشارك في أي مسابقة، تلجأ إلى قدوتها، محمد العدل، الذي كان داعمًا دائمًا ويشكل مصدر إلهام كبير لها.
وقالت الباحثة هبة رجب عمر الفائزة بيحث ( الخطاب الأخضر في مسرح الطفل المعاصر من منظور الموروفولوجيا البيئية الاصناعية):أود أن أعبر عن خالص تقديري للجنة على اختيارهم لي وللجهود المبذولة في إطار مهرجان شرم الشيخ الدولي للمسرح الشبابي، الذي ظهر بشكل مبهج وملفت للأنظار، في دراستي، ركزت على كيفية الاستفادة من مميزات الذكاء الاصطناعي في تطوير المسرح، خاصة في مسرح الطفل، هذا الأمر كان اختياراً هاماً ومفيداً، حيث إننا لا زلنا نتعامل مع الذكاء الاصطناعي كأداة أحيانًا مسلية فقط، بينما يمكن أن يكون له تأثير أكبر وأعمق في المجالات التعليمية والترفيهية، وبحثي تضمن استراتيجيات لدمج الذكاء الاصطناعي في المسرح البيئي للأطفال، بهدف إشراكهم بشكل تفاعلي وتحفيز خيالهم الإبداعي. هذا يساهم في خلق تجربة تعليمية مبتكرة وممتعة، ويعزز التفكير النقدي والإبداعي لدى الأطفال.
ومن جانبه أكدت الكاتبة فاطمة المعدول أن المؤلف يعتمد في عمله على التعاون مع الآخرين، فالمسرح هو عمل جماعي يتطلب وجود نسق وإرادة قوية لإنجاح المشروع، كما عبرت عن تقديرها للكتاب الذين حصلوا على دعم من أسرهم، حيث تقول إنها لم تحظَ بالدعم ذاته عندما رغبت في البدء بالإخراج، إذ واجهتها عقبات تتعلق بالتمييز.
وفيما يتعلق بمسرح الطفل في مصر، أشارت المعدول إلى التحديات الكبيرة التي تواجهه، وذكرت أنها بدأت بورش عمل مع الأطفال، وهو ما أسعدها كثيرًا.وختمت حديثها مشيرة إلى أنها ستعود للمشاركة في عمل مسرحية للأطفال عندما تتحسن ظروفها الصحية.
وقالت الدكتورة رانيا يحيي رئيس أكاديمية الفنون بروما: أنا معجبة بالبحث التي قدمته الباحثة هبة، واللجنة بأكملها اتفقت على تميزه كما لا استطيع أن أخفي إعجبابي كذلك بباقي الأبحاث المقدمة والتي كانت جيدة جداً أيضًا، وأكدت على أهمية البحث العلمي ودوره الهام في تغذية النقد الفني، الذي بدوره يُكمِّل حركة الإبداع.
وجهت رانيا رسالة ملهمة للمهتمين بالبحث والإبداع، مشددة على أهمية الإيمان بالذات والعمل الذي يرغب الشخص في تحقيقه. فهي ترى أن الإيمان بالنفس يمكن أن يكون محفزًا للآخرين للإيمان بك ودعمك، مما يساعدك على الوصول إلى أهدافك وتحقيق النجاح.
ثامر العربيد عميد المعهد العالي للفنون المسرحية بسوريا سابقاً: عبّر عن شكره وامتنانه لإدارة المهرجان، مشيرًا إلى الأهمية الكبيرة للمهرجانات ليس فقط بوجودها، بل بما تقدمه من محتوى فني وثقافي، وقد أكد على أن مهرجان شرم الشيخ يقدم إضافة قيمة للشباب، من خلال أثره الكبير في مجال النص المسرحي والبحث العلمي.
يرى العربيد أن هذا النوع من المهرجانات يمكن أن يكون مستدامًا ومحفزًا للشباب، حيث يوفر لهم المنصة لعرض أفكارهم المبتكرة والإبداعية؛ كما أعرب عن سعادته بالأفكار المبدعة التي طرحها الشباب على المنصة، مما يعكس حيوية وإبداع الجيل الجديد.