خصص مهرجان شرم الشيخ الدولي للمسرح الشبابي ضمن فعالياته برنامج الورش والندوات بدورته التاسعة برئاسة المخرج مازن الغرباوي ماستر كلاس بعنوان ” الممثل المحترف ما بين السينما والمسرح” قدمه الفنان أحمد وفيق وأدار اللقاء الكاتب الصحفي والإعلامي جمال عبد الناصر .
في بداية الماستر كلاس رحب الفنان والإعلامي جمال عبد الناصر بالفنان أحمد وفيق موضحا أنه تربطه به علاقة صداقة كبيرة، واثنى على تجربته، ووصفها بأنها تجربة ثرية وملهمة لجيل الشباب فهو فنان مخلص ومحب لمهنة التمثيل، وعرف عبد الناصر الحضور ببدايات الفنان أحمد وفيق التى انطلقت من مسرح كلية التجارة بجامعة المنصورة موضحا عمله لفترة قصيرة كصحفي بجريدة “الوفد” مشيرا إلى أنه تتلمذ في مسرح محمد صبحي، فقد قدم معه في بداياته مسرحية ” بالعربي القصيح “، وكانت هذه المسرحية سببا في اكتشاف عدد كبير من النجوم على الساحة الفنية ، ثم دخوله إلى مدرسة مختلفة في المسرح، وذلك بتقديمه عروضا مسرحية مع المخرج الراحل جلال الشرقاوي وكذلك دخوله إلى عالم السينما مع المخرج الكبير الراحل يوسف شاهين وجميعها مدارس مختلفة.
تحدث الفنان أحمد وفيق عن بداياته والتي كانت بمسرح الطفل بقطر موضحا رغبته الكبيرة في دراسة الفنون الجميلة حتى التحق بكلية التجارة جامعة المنصورة، وبدأ في إخراج عروض مسرحية، وتصميم العديد من ديكورات العروض، ولكن استهواه التمثيل بشكل كبير موضحا رفض والده الذهاب للقاهرة .
ثم تحدث عن بداياته مع الفنان محمد صبحي في مسرحية ” بالعربي الفصيح ” التي كانت سببا في اكتشاف عدد كبير من النجوم على الساحة الفنية، والتى قدم خلالها شخصية الجزائري والتونسي موضحا أن الفنان محمد صبحي لديه خبرة وقدرات متميزة في توظيف الممثل بحسب قدراته التمثيلية علاوة على أنه يعلم الممثل كيفية الوقوف على خشبة المسرح والرقص فأحد أسباب اختيار الفنان محمد صبحي له في المسرحية هو توافق صوته مع خطواته .
وعن تجربته مع المخرج الراحل يوسف شاهين ، قال إن سبب اختيار شاهين له هو الفنان أحمد فؤاد سليم الذي شاهده في احد العروض المسرحية ورشحه للمخرج يوسف شاهين فأرسل مساعده خالد يوسف ليشاهده وكانوا في ذلك التوقيت يقومون بالتحضير لفيلم ” المصير ” وبالفعل نال إعجاب خالد يوسف الذي شاهده ككوميديان، ولكن الفنان أحمد فؤاد سليم اقنع شاهين بضرورة أن يشاهده على خشبة المسرح، وبالفعل نال إعجاب يوسف شاهين رغم ان الدور الذي كان يجسده دور كوميدي، ولكن شاهين رأى أن يقدمه بشكل جاد للغاية وبالفعل رشحه لأداء أحد الأدوار ولكنه لم يقدم الدور في فيلم المصير .
وأكد الفنان أحمد وفيق أن البساطة مهمة للفنان، وتجعله أكثر استيعابا، مؤكدا انه ليس هناك فرق بين التمثيل في المسرح والسينما فهناك مجموعة كبيرة من الممثلين يكتشفون بأنهم قادرون على التنقل بين السينما والمسرح، فالفروق بينهما بسطية وإن كانت بيئة المسرح مختلفة عن التمثيل السينمائي، وذلك نظرا للتفاعل مع الجمهور في المسرح، على عكس السينما التي تتيح للممثل الإعادة والتحكم في الأخطاء والمشاهد.
وتابع:” الفن أكثر تحررا ولايلتزم بقواعد بعينها، والسينما انقذت ممثلين كثر رغم كونهم ممثلين محدودين في المسرح، كما أن الممثلين الذي قدموا المسرح والسينما ليسوا كثر في الجيل الحالي، والمسرح دائما به نسبة من المبالغة في الصوت عن السينما.
ووجه الإعلامي والفنان جمال عبد الناصر سؤالا للفنان أحمد وفيق وهو عن دوره في مسلسل ” تحت السيطرة”و تحدث عن دور المدمن الذي قدمه في مسلسل تحت السيطرة وقال:” الفرق بين ماقدمته في المسلسل وما قدمه ممثلون قبلي في أدوار شبيهه، هو أن المعطيات والمعلومات التي قدمت لنا عن الشخصية أكثر مما قدمت على سبيل المثال للفنان أحمد زكي من قبل، والفكرة أن الإدمان قديما لم يكن منتشرا، اما الأن فهو منتشر بشكل كبير، وخلال التحضيرات بالمسلسل جلسنا مع مرضى، ومتعافين لتجميع أكبر حصيلة عن الإدمان، والمدمن لن يتعالج حتى يأخذ قرارا داخليا، مشيرا إلى أن المخرج تامر محسن مخرج مهم، ومتمنيا أن يقدم اعمالا كثيرة. كما قدم لكل المبتدئين في عالم التمثيل وهي أن يكونوا مهمومين بالأدوار التي يقدموها لكى تخرج منهم بأفضل صورة.
وتحدث وفيق عن فيلم بنتين من مصر قائلا:” شخصيتي هنا تشبهني ولكن أود أن اوضح انه ليس من السهل تجسيد شخصيتك في اى عمل، وكنت محظوظ ان الشخصية على الورق تشبهني كما أنه على الممثل أن يكون طوال حياته مدهشا حتى يكمل في مشواره بشكل صحيح.
وتحدث وفيق عن فكرة التشخيص والتقمص موضحا أن التقمص الكامل للشخصية يعني أن الممثل ليس واعيا أنه يمثل، وعلى الممثل أن يندمج في الشخصية ولكن يترك مساحة لتوجيه الشخصية التي يلعبها فالتقمص يفقد الممثل السيطرة على نفسه كما أن الاندماج أقرب للطبيعية التى شاهدناها في أفلام المخرج صلاح أبو سيف واختتم الماستر كلاس بمجموعة من المداخلات من قبل الجمهور .