✍️ محمود جاب الله (طهطا سوهاج)
الأطفال هم أحلام مستقبلنا المضيء نكافح ونعمل ليل نهار من أجل تربيتهم أحسن تربية ونجاهد لنوفر لهم أحسن معيشة، ونغرس فيهم كل القيم الأخلاقية والدينية التي تربينا عليها من الإيمان وفعل الخير والترابط والمحبة ومساعدة المحتاجين والفقراء ..
كانت هذه الأحلام المشروعة محل تحقيق عبر عقود طويلة، ولكنها في عصر وسائل التواصل الاجتماعي باتت من أصعب الأماني، ليس لقصور الأسرة في التنشئة فقط، ولكن بفعل متغيرات زمنية رهيبة صارت تتحكم بشكل أكبر في تنشئة الطفل وتغذية عقله ووجدانه أكثر من المنبع الرئيسي للأسرة، فصار الطفل تائهاً بين القيم التربوية والأخلاقية وبين قيم “الميديا” وتكنولوجيا العصر الرقمى.
اعتقد أن الأسرة المصرية صارت محتلة من وسائل الميديا المختلفة التي سرقت عقولنا ووجداننا وباتت توجهنا في شكل حياتنا اليومى وعلاقاتنا الاجتماعية وطرق تفكيرنا حتى صار تفكيراً عقيما يصل إلى تحقيق الهدف دون عناء!.
فإذا كان هذا حال الأسرة المصرية والتي أمضت سنوات طوال في التعلم واكتساب الخبرات والمهارات والروابط تمت سرقتها بمحض إراداتها، فما بال الأطفال الصغار يجدون متعاً سريعة وجاهزة دون أن يعلموا كيف يوضع السم بالعسل؟!!
فالطفل الضعيف الضاحك فجأة صار عنيفاً جداً إذا لم يتم إعطاؤه أغنية أو رقصة أو “تيك توك” او لعبة حركية على الموبايل ، أما أطفال المدارس فقد انشغلوا عن التعليم بالألعاب الالكترونية التي تعلم مهارات مذهلة في فنون القتال وفنون السطو على البنوك، والقتل تحت مزاعم الدفاع عن النفس.
والأهل هم أيضاً مشغولون بالعمل لتوفير متطلبات ذويهم .
تاهت القيم الأخلاقية وانسلخت الأسرة عن دورها التربوى والاخلاقى.
اعتقد أن المجتمع المصرى بحاجة إلى يقظة من حالة التوهان الفكرى والوجداني الذي صنعته التكنولوجيا بنا، وعلى الأبوين إعادة تلقين القيم والمبادئ فى ظل انتشار البيئة الرقمية.