بقلم ✍️ أ.د. عصام محمد عبد القادر
(أستاذ ورئيس قسم المناهج وطرق التدريسكلية التربية بنين بالقاهرة _ جامعة الأزهر)
الشباب عماد الأمة وسر نهضتها وذلك بما يمتلكونه من الطاقة والمقدرة على العطاء خاصةً فيما يرتبط بدوام المتابعة والتقييم لمجريات الأمور وما يتم من جهود على الأرض، كما يستطيعون تقديم التوعية اللازمة لجموع الشعب بما يعزز لديهم قضايا الرأي العام التي تحث الجميع دون استثناء للمساندة والاصطفاف خلف الدولة والقيادة السياسية الحكيمة، وهناك من يمتلك المهارة والمقدرة على تقديم المشورة ومزيد من الأفكار التي تثري الميدان السياسي وكثير من المجالات التنموية التي تعد مجال اهتمام الدولة ومسار نهضتها.
وأرى أن شبابنا الواعد صاحب الفكر المستنير يستطيع أن يخدم مجتمعه ويساهم في حل ما يواجهه من مشكلات وتحديات، ويشارك في حل الأزمات، وهذا يؤكد مدى وعيهم لماهية تحمل المسئولية المجتمعية وامتلاكهم لمقومات مواجهة المتغيرات خاصة المستجدة منها، وهذا يؤكد مدى تأهيل الشباب للمشاركة والانخراط في الحياة السياسية عبر الأحزاب، مما يسمح لهم أن يحققوا ما يتطلع إليه جمهور المواطنين وما يأملون ويرغبون في تحقيقه.
والتجربة الفريدة التي مرت بنا في ظل العديد من الاستحقاقات الانتخابية المنصرمة أكدت أن الشباب المصرية يعشق العمل العام ومن ثم رأيناه مندمجا بالحياة العامة. أما بالحياة السياسية فقد أدى أداءات مبهرة في تنظيم وإخراج سيناريو الانتخابات الحرة النزيهة، وهنا ندرك الخبرة التي اكتسبها شبابنا المخلص التي تساعده في التعبير عن رأيه بهدف التغيير والإصلاح والتنمية المستدامة لمقدرات وطننا الغالي، كما يمكنه أن يقدم النقد البناء الذي يؤدي إلى التحسين والتطوير.
وفي هذا الإطار أود الإشارة إلى أن انخراط شبابنا في العمل الحزبي يسهم في تشكيل الرأي العام الوطني؛ حيث إن العمل الحزبي يؤدي بشبابنا إلى اتباع المنهج التنظيمي والفكر الاستراتيجي في فتح قنوات التواصل الجماهيري؛ بغية المشاركة الفاعلة في كافة الأنشطة السياسية والمجتمعية، كما يتعرف الشباب على كافة الاحتياجات والمتطلبات والطموحات المتباينة للمجتمع.
وعبر المهام الحزبية التي يكلف بها شبابنا صاحب الهمة والعزيمة والإرادة يمكنهم الالتقاء بمن يقع على عاتقهم تحمل المسئولية التنفيذية في الدولة؛ كي يحدث الاندماج الكلي تجاه خطط الدولة الاستراتيجية في شتى المجالات التنموية والخدمية، وهنا نضمن أن يطلع شبابنا على كل ما يدور من أحداث أو إنجازات أو مشروعات قومية تخص الدولة أو القضايا التي يتم التعامل معها على كافة المستويات.
وفي خضم العمل الحزبي وما تمت الإشارة إليه نضمن أن يساعد شبابنا في التوعية المجتمعية؛ حيث إن هذا الأمر من المهام الرئيسة التي تقع على عاتق الأحزاب قاطبة وترتبط ارتباطًا وثيقًا بالبرامج الحزبية وخريطة عملها؛ بالإضافة إلى أن المنافسة نحو التمثيل البرلماني والحكومي من غايات تلك الأحزاب وبالطبع للشباب فرص سانحة حيال هذا الاستحقاق.
ونوقن أن الأحزاب التي تشمل في مكونها الفئة الشبابية تستطيع أن تكون قواعد شعبية كبيرة لا يستهان بها، ومن ثم تؤثر بشكل إيجابي في رسم السياسة العامة بالدولة؛ فشبابنا الواعد لديه من المهارات التواصلية الفعالة ولديه آليات مبتكرة تُسهم في إقناع الجموع الجماهيرية بأهداف الحزب السياسي ومنتسبيه، وإقناعهم بأن البرنامج الحزبي يلبي المطالب المشروعة.
ويؤكد حتمية المشاركة الشبابية في الأحزاب السياسية توجيهات القيادة السياسية الحكيمة التي حثت على ضرورة المشاركة الشبابية في بناء الدولة ومؤسساتها المختلفة؛ حيث إتاحة حرية التعبير عن الرأي من خلال الأحزاب، بما يضمن الديمقراطية المسئولة وبما لا يضير بمصلحة الدولة العليا، وبما يؤدي للإيجابية في البناء والتطوير.
وإيماننا بأن المشاركة الشبابية في العمل الحزبي يؤدي إلى التنمية السياسية المنشودة للشعب ومن ثم تقود إلى حكم ديمقراطي رشيد يعمل على نهضة وريادة الدولة، وفي ضوء ما تقدم يمكننا القول بأن العمل الحزبي للشباب أضحى ضرورة للمساهمة الفاعلة والحقيقية نحو بناء الدولة الحديثة في ضوء فكر تنموي وطني يراعي خريطة السياسة المصرية ومصالحها العليا..
ودي ومحبتي لوطني وللجميع.