بقلم: ✍️ آيه طارق (باحثة فى العلوم السياسية)
»»
في زمن تتجسد فيه القيم الإنسانية في أرقى صورها من خلال التعليم، فتصدمنا بعض المشاهد التي تنافي كل معاني الإنسانية ، كيف لمعلمة، حملت أمانة التربية والتعليم، أن تتخلى عن ضميرها وقلبها لترفع يدها على طفلة بريئة بحجة تعليمها؟.
في قلب أحد الفصول، التي ينبغي أن يكون العلم أداة نور، تحولت الطفلة إلى ضحية في مشهد مؤلم ومفجع ،تصرخ الطفلة ليس من ألم الجسد فقط، بل من جرح أعمق في روحها، جرح قد لا يندمل بسهولة…كيف يمكن لتلك اليد التي كان من المفترض أن ترشدها وتحنو عليها أن تتحول إلى سوط قاسٍ؟.
إن التعليم رسالة مقدسة، يحملها المعلمون على عاتقهم بأمانة وشرف ، ولكن عندما تُستغل هذه السلطة بأسوأ صورة، يصبح السؤال ملحاً: أين الرقابة؟ وأين التربية قبل التعليم؟.
لا يمكننا أن نبرر العنف بأي شكل من الأشكال، ولا يمكن أن تُعتبر القسوة وسيلة للتعليم ،فالطفلة التي تعيش هذا النوع من التجارب قد تفقد الثقة بنفسها، بالمجتمع، وبكل منظومة التعليم ،والأسوأ من ذلك، قد تنشأ وهي تحمل في قلبها ألم الظلم وعدم الشعور بالأمان.
فلو رأينا الحلول، فتبدأ من إعادة تقييم دور المعلم والتأكد من أهليته ليس فقط من حيث الكفاءة العلمية، بل من حيث القدرة الأخلاقية والإنسانية ، يجب أن تكون هناك عقوبات رادعة لكل من يسيء استخدام سلطته، وأن تُخصص برامج لتدريب المعلمين على التعامل مع الأطفال بحب ورفق.
إن هذه الطفلة التي بكت اليوم ستقف يوماً ما أمام العالم لتروي قصتها. فإما أن تكون قصة نجاح ملهمة صنعتها القوة والتحدي، أو قصة ألم قادها للإحباط ، الخيار بين أيدينا: هل سنكون مجتمعاً يزرع الرحمة أم يغض الطرف عن القسوة؟.