قوات السلطان المسلحة تحظى دوماً برعاية واهتمام السلطان هيثم بن طارق انطلاقاً من واجباتها الوطنية
خلال النهضة العُمانية الحديثة المتجددة في 54 عاماً التطوير والتحديث العسكري العُماني يشهد نقلة نوعية
تحتفل قوات السلطان المسلحة في الحادي عشر من ديسمبر كل عام بيوم قوات السلطان المسلحة، وهي ذكرى تحمل في طيّاتها معاني الفخر والاعتزاز، فمنذ عام 1975م وهذا اليوم يمثل نقلة نوعية تاريخية في سلطنة عُمان.
لقد حظيت قوات السلطان المسلحة على مدى (54) عاما من مسيرة النهضة بالعديد من أوجه التطوير والتحديث ومظاهر التقدم والازدهار في ظل الاهتمام السامي والرعاية الكريمة من لدن السلطان هيثم بن طارق، سلطان عُمان، انطلاقاً من واجباتها الوطنية الجسيمة، وصون منجزات مسيرة النهضة والمحافظة على مكتسباتها، وهي بكافة أسلحتها وألويتها وقواعدها، لتؤكد جاهزيتها التامة للقيام بأدوارها، وأداء رسالتها النبيلة في حماية الوطن، والذود عن حياضه.
أعظم شواهد منجزات النهضة الحديثة المتجددة
وتعد قوات السلطان المسلحة أحد الشواهد العظيمة لمنجزات النهضة الحديثة التي أرسى دعائمها المغفور له – بإذن الله تعالى- السلطان قابوس بن سعيد ـ طيب الله ثراه ـ وترسّم نهجها السلطان هيثم بن طارق الذي أكد رعايته واهتمامه بها في خطابه السامي في 23/2/2020م والذي جاء فيه: «نود أن نسجل بكل فخر واعتزاز كلمة ثناء وعرفان لجميع العاملين بقواتنا المسلحة الباسلة في القطاعات العسكرية والأمنية، القائمين على حماية هذا الوطن العزيز، والذود عن حياضه، والدفاع عن مكتسباته، مؤكدين على رعايتنا لهم، واهتمامنا بهم، لتبقى هذه القطاعات الحصن الحصين، والدرع المكين في الذود عن كل شبر من تراب الوطن العزيز من أقصاه إلى أقصاه».
يشكل العنصر البشري في قوات السلطان المسلحة دوما موضع التقدير ومحل الاهتمام ومحط الرعاية من قبل السلطان هيثم، باعتباره الثروة الحقيقية والمكوّن الأساسي الأهم في منظومة خطط التطوير والتدريب والتسليح في قوات السلطان المسلحة بأسلحتها الرئيسية، الجيش السلطاني العُماني، وسلاح الجو السلطاني العُماني، والبحرية السلطانية العُمانية، هذا إلى جانب الحرس السلطاني العُماني، والمبني على التدريب الهادف لتحقيق أقصى كفاءة في الأداء، لتكون المحصلة قوات حديثة التنظيم والتسليح تضم بين صفوفها كافة عناصر منظومة الأسلحة المشتركة، وأصبح منتسبوها قادرين وبكل كفاءة على استيعاب التعامل مع أحدث العلوم التقنية العسكرية من تقنيات حديثة في شتى المجالات.
تكامل المنظومة العسكرية العُمانية بشقيها البشري والمعنوي
لقد حرصت سلطنة عُمان على تكامل المنظومة العسكرية بما فيها من قوى بشرية تتمتع بكفاءة عالية وقدرات مادية ومعنوية، والتي يؤدي الارتقاء بها في العُدة والعتاد إلى ما يمكّنها من أداء دورها الوطني المقدس، ومن هذا المنطلق انتهجت سلطنة عُمان خططًا لتزويد قوات السلطان المسلحة بمعدات وأسلحة متطورة من دبابات، وناقلات جند مدرعة، ومنظومات صاروخية، ومدفعية وعربات مدرعة، وطائرات مقاتلة ونقل وعمودية، كما زودت هذه القوات بمختلف أنواع السفن خاصة سفن الإنزال والقرويطات والزوارق المتطورة دعمًا للدور الوطني الجسيم الذي تضطلع به قوات السلطان المسلحة.
بالإضافة إلى عمليات التطوير والتأهيل المستمرة لأسلحة الإسناد التي تمكنها من القيام بواجبها الوطني على الوجه الأكمل، هذا فضلاً عن خطط وبرامج تأهيل القوى البشرية بما يتواكب والمكانة العلمية والتدريبية التي وصل إليها الجندي العُماني، والذي أصبح قادرا على التعامل مع التقنية الحديثة بكل حرفية وإتقان.
الجيش السلطاني
حقق الجيش السلطاني العُماني على مدى أعوام مسيرة النهضة العديد من الإنجازات في التطوير والتحديث، وهو ما جعله محل اعتزاز وفخر، فقد زودت ألويته وتشكيلاته ووحداته بأسلحة ذات تقنية متطورة، وجرى انتهاج مخطط تدريبي يتواكب وتقنية تلك الأسلحة وفق منظور حديث، وتأهيل القوى البشرية علميا وفنيا.
حيث تُجرى تدريبات متواصلة لتعزيز الكفاءات القتالية لهذا السلاح العريق، ويتم باستمرار انتهاج تطوير شامل لهذه الألوية والتشكيلات والوحدات وإمدادها بمختلف الأسلحة اللازمة لتنفيذ مهامها الوطنية، مثل ناقلات الجند المدرعة وبرامج حديثة للمدفعية والدفاع الجوي، والمدرعات، وسلاح الإشارة، ووسائط النقل، وورش الصيانة، فأصبحت هذه الألوية والتشكيلات منظومة قتالية متكاملة وعالية الأداء بأسلحة النار والمناورة وخدماتها العملياتية والإدارية والفنية.
كما شهدت قوات الفرق تطورًا كبيرًا في التنظيم، وبما زودت به من منشآت ومرافق خدمية ووسائل الاتصالات المتطورة، ويجري باستمرار اقتناء الأسلحة وفق خطط الجيش السلطاني العُماني التي تمكنه من الوفاء بمتطلباته العمليّاتية وواجباته الوطنية، والتكيف مع إستراتيجية بناء المنظومة العسكرية العُمانية المتكاملة سواء من خلال إجراء التحديثات لنمط الوحدات وتطويرها أو من خلال استحداث تشكيلات متخصصة ومحترفة قادرة على الحفاظ على أمن الوطن وصون منجزات النهضة العُمانية الحديثة.
سلاح الجو السلطاني العُماني يحظى بنصيب وافر من التنمية
شهد سلاح الجو السلطاني العُماني نقلة نوعية على كافة الأصعدة التي يُعنى بها السلاح ما جعله قوة جوية حديثة التسليح والتنظيم بما زود به من طائرات ومقاتلات حديثة ومعدات متطورة وقوى بشرية مؤهلة قادرة على صون منجزات النهضة العُمانية الشاملة وفق منهج مخطط مدروس، وبالكفاءة والمقدرة العاليتين اللتين يتمتع بهما منتسبوه، فقد تم تعزيز قدرات هذا السلاح بالطائرات المتنوعة منها المقاتلة وطائرات النقل اللوجستية، والطائرات العمودية، ومنظومة الدفاع الجوي، مثل بطاريات الصواريخ المضادة للطائرات والرادارات، وطائرات التدريب والمشبهات التدريبية.
كما قام السلاح بإبرام عدة اتفاقيات لمواجهة تحديات ومتطلبات المستقبل ورفع قدراته التسليحية بإدخال أحدث التطورات التقنية العسكرية لنظمه، إلى جانب ما يملكه السلاح من القواعد الجوية المزودة بالتجهيزات اللازمة للقوة الجوية الفاعلة والقادرة على العمل في مختلف الظروف، كما يتم باستمرار تحديث مرفقات السلاح من الأجهزة والمعدات ووسائل النقل والقوى البشرية، بما يضمن تحقيق الكفاءة والجاهزية العالية لتنفيذ مهام سلاح الجو السلطاني العُماني وأدواره الوطنية في حفظ سماء عُمان مصونة عزيزة، وإسناد أسلحة قوات السلطان المسلحة الأخرى في مختلف المهام والواجبات.
إن هذا التحديث الذي شهده السلاح صاحبه تطوير في الموارد البشرية لتكون مؤهلة للتعامل مع هذه الطائرات والأجهزة والمعدات وتحقيقا لتوجهات النهضة المباركة التي جعلت من الإنسان هدفا للتنمية وركيزة أساسية من ركائزها، فقد عُني السلاح بتأهيل منتسبيه فكريا وبدنيا من خلال الدورات والتحفيز المستمر للارتقاء بقدراتهم وليكونوا قادرين على مواكبة الثورة المعلوماتية والتكنولوجية الحديثة.
وفي إطار التحديث والتطوير انضمت إلى السلاح مجموعة من الطائرات (الهوك التدريبية والتايفون المقاتلة) والتي تتميز باحتوائها على العديد من الأنظمة المتطورة التي تمنحها قدرات عالية، هذا بالإضافة إلى ما جُهزت به هذه الطائرات من أنظمة التسليح المتطورة التي تؤهلها للتعامل مع مختلف الظروف والأحوال، ومن المخطط له انضمام طائرات أخرى لاحقا إلى قواعد السلاح المنتشرة في ربوع الوطن، ولتعمل على أداء مهامها الوطنية إلى جانب الطائرات الحديثة الأخرى كطائرات (F16).
البحرية السلطانية تمتلك أسطولا بحرياً حديثاً مزوداً بالقطع البحرية المتطورة
تمتلك سلطنة عُمان قوة بحرية حديثة ممثلة بالبحرية السلطانية العمانية، ويزخر أسطولها البحري بالعديد من السفن المتطورة والمتنوعة بالمهام والواجبات، والتي تقوم بدور فاعل من أجل الحفاظ على المصالح الوطنية إستراتيجيا وأمنيا واقتصاديا من خلال وجودها الدائم والمستمر في البحار العمانية.
حيث تضم أسطولاً مزوداً بأجهزة ومعدات ذات قدرات تسليحية متطورة، إضافة إلى تشكيلة من زوارق السطح المعروفة بسفن المدفعية، والسفن الصاروخية السريعة، وسفن الإسناد والتدريب والشحن والمسح البحري (الهيدروغرافي)، التي تقوم بحماية الشواطئ العُمانية، وتأمين مياهها ومراقبة العبور البحري الآمن للسفن وناقلات النفط عبر مضيق (هرمز) الإستراتيجي، وتأمين النقل البحري لوحدات قوات السلطان المسلحة على امتداد سواحل سلطنة عُمان، وإسنادها للعمليات الدفاعية، وحماية مصائد الثروة السمكية، ومهام الإسناد للعمليات البرمائية المشتركة وعمليات النقل البحري.
واستمرارا لتحديث أسطول البحرية السلطانية العُمانية، فقد تم خلال السنوات القليلة الماضية تزويد البحرية السلطانية العُمانية بالعديد من السفن الحديثة المتنوعة ضمن مشاريع حديثة ومنها مشروع (خريف) ومشروع (الأفق)، ومشروع (بحر عُمان)، وتعد هذه المشاريع التي انضمت إلى السطح رافدا عمليّاتيا إضافيا لفعالية أسطول البحرية السلطانية العُمانية.
الحرس السلطاني قوة عسكرية متكاملة رفيعة الإعداد والجاهزية القتالية
الحرس السلطاني العُماني يعد أحد الأسلحة في المنظومة العسكرية العُمانية الحديثة، والذي يحظى كبقية أسلحة قوات السلطان المسلحة بالرعاية والاهتمام الساميين من لدن السلطان هيثم بن طارق، وقد أولى الحرس السلطاني العُماني أهمية كبيرة لعمليات التأهيل والتدريب، حيث تم وضع خطط التدريب اللازمة بما يتواكب مع متطلبات التعامل مع المعدات المتطورة التي زود بها.
وتسعى كلية الحرس التقنية إلى رفد الحرس السلطاني العُماني وأجهزة الدولة الأخرى بالكفاءات المؤهلة تأهيلا تقنيا يضاهي التعليم التقني الدولي، فيما تزخر الأوركسترا السيمفونية السلطانية العُمانية بالمواهب العُمانية الشابة المدربة، ويضم الحرس فرقا موسيقية عسكرية متكاملة أكدت حضورها في المناسبات العسكرية والوطنية والمشاركات الدولية، وتقدم خيالة الحرس السلطاني العُماني عروضا متنوعة في الفروسية وسباقات قفز الحواجز في مختلف المناسبات الوطنية والعسكرية ومراسم التخريج.
أكاديمية الدراسات الإستراتيجية والدفاعية وكلية الدفاع الوطني
أنشئت أكاديمية الدراسات الإستراتيجية والدفاعية بموجب المرسوم السلطاني السامي رقم (27/2022) الذي أصدره السلطان هيثم بن طارق في الخامس من مايو من عام 2022م ليضيف لبنة جديدة في بناء منظومة الدولة، وصرحا إستراتيجيا من صروح نهضة عُمان المتجددة، وينضوي تحت لواء هذا الصرح المهيب في ظل منظومة وزارة الدفاع كل من (كلية الدفاع الوطني) و(كلية القيادة والأركان المشتركة) و(مركز الدراسات الإستراتيجية والدفاعية).
وأنشئت كلية الدفاع الوطني بموجب المرسوم السلطاني السامي رقم (2/2013م)، وتم افتتاحها رسميا في الحادي عشر من ديسمبر 2013م، وتعد مثالا للمرتكزات التي يستند عليها فكر النهضة المباركة لتصوغ ملحمة وطنية في بناء الدولة والإنسان، وتعد الكلية أعلى صرح أكاديمي إستراتيجي يُعنى بإعداد الكوادر الوطنية القادرة على دراسة الفكر الإستراتيجي والتخطيط على المستوى الوطني والإقليمي والدولي في المجالات ذات العلاقة بالأمن والدفاع وصناعة القرارات الإستراتيجية، وكذلك تنمية القدرة على توحيد وتكامل وتنسيق الجهود الوطنية في كافة المجالات في إطار وطني شامل.
وتسهم الكلية إسهاما كبيرا وإيجابيا في تثبيت دعائم النجاحات والإنجازات التي حققتها قوات السلطان المسلحة ومختلف الأجهزة العسكرية والأمنية بشكل خاص وبقية قطاعات الدولة بشكل عام في النهضة الشاملة والمستمرة العطاء، كما أنها تعمل على إرساء قواعد فكرية عسكرية ومدنية عُمانية تعمل بنظام التوافق والتكامل، وذلك من أجل تحقيق المصلحة الوطنية العليا، وتوسيع دائرة المعرفة في المجال الإستراتيجي، وترسيخ الفهم العميق لمختلف القضايا المحلية والإقليمية والعالمية ذات العلاقة بالأمن والدفاع الوطني.
كلية القيادة والأركان المشتركة ومركز الدراسات الإستراتيجية والدفاعية
تعد كلية القيادة والأركان المشتركة بأكاديمية الدراسات الإستراتيجية والدفاعية إحدى ثمار مسيرة النهضة المباركة، حيث تمكنت من شقِّ طريقها بوصفها مؤسسة عسكرية أكاديمية وأصبح لديها سجل حافل بالكثير من الإنجازات، وتشهد الكلية تطورًا إيجابيًا ملحوظًا، وتتقدم بخطى واثقةٍ نحو تحقيق أهدافها المرجوة.
ويعد مركز الدراسات الاستراتيجية والدفاعية مركزا متخصصاً يُعنى بالدراسات الاستراتيجية والدفاعية والعسكرية ويساهم في استكشاف ملامح التحديات المستقبلية ويسهم بدعم مسيرة البحث العلمي في وزارة الدفاع وقوات السلطان المسلحة من خلال إعداد باحثين على مستوى عالٍ من المعرفة والخبرة، وقد افتتح المركز رسميا بتاريخ 9 ديسمبر 2003م.
المدينة الطبية للأجهزة العسكرية والأمنية والخدمات الهندسية
تُعَدُّ المدينة الطبية للأجهزة العسكرية والأمنية صرحًا طبيًا شامخًا ومنارةً مضيئة في مسيرة النهضة العُمانية المتجدّدة، في ظل القيادة الحكيمة للسلطان هيثم بن طارق الذي تفضل بإصدار المرسوم السلطاني رقم (95/2022) بإنشاء المدينة الطبية للأجهزة العسكرية والأمنية وإصدار نظامها؛ لتلبي احتياجات القطاعات العسكرية والأمنية، وتسهم بتعزيز مستوى جودة الرعاية الصحية المقدمة لمنتسبي الأجهزة العسكرية والأمنية وأسرهم.
وتقدم المدينة الطبية للأجهزة العسكرية والأمنية جميع الخدمات الطبية لمنتسبي كلٍّ من: المكتب السلطاني، ووزارة الدفاع، ورئاسة أركان قوات السلطان المسلحة، والجيش السلطاني العُماني، وسلاح الجو السلطاني العُماني، والبحرية السلطانية العُمانية، والحرس السلطاني العُماني، وقوة السلطان الخاصة، وشرطة عُمان السلطانية، وجهاز الأمن الداخلي، وشؤون البلاط السلطاني.
وتعد الخدمات الهندسية بوزارة الدفاع من أسلحة الإسناد الرئيسية لقوات السلطان المسلحة، حيث تقوم بدور حيوي كبير من خلال توفير الدعم الفني والهندسي في التمارين العسكرية، وتوفير وإدامة الخدمات الضرورية، مساهمة من وزارة الدفاع في جهود التنمية العُمانية الشاملة.