انعقدت الجلسة السادسة للمؤتمر السنوى الرابع والعشرين للمركز القومى للبحوث الاجتماعية فى تمام الساعة الثالثة والنصف مساءًا لمناقشة “السياسات الاقتصادية والاجتماعية وتكوين الشخصية المصرية”، برئاسة الأستاذ الدكتور حسن سلامة أستاذ العلوم السياسية ورئيس شعبة بحوث مؤسسات وقوى التنمية بالمركز، والذى أثنى على موضوعات الأوراق المقدمة بالجلسة والتى تأتى بمثابة تكملة لمنظومة فحص الشخصية المصرية التى بدأت منذ انطلاق فعاليات مؤتمر المركز من خلال الأوراق وورش العمل المقدمة، وأكد أن الشخصية المصرية تعد شخصية شديدة الثراء، وتزخر بأبعاد متنوعة، وأن السياسات الاجتماعية والاقتصادية تعد أهم مكوناتها، والتى تلعب دورًا كبيرًا فى التأثير على الشخصية المصرية، وهو ما يظهر جليًا خلال الأوراق البحثية المميزة المقدمة خلال هذه الجلسة.
تضمنت الجلسة ثلاث أوراق بحثية، الأولى قدمها كل من: أ.د. سعيد المصرى، و د. أسماء فؤاد بعنوان “الثقة الاجتماعية فى المجتمع المصرى: قراءة فى المسح العالمى للقيم”، والتى سعت إلى تحليل اتجاهات قيمة الثقة الاجتماعية فى مصر، بالتركيز على الثقة الشخصية والثقة العمومية استنادًا إلى نتائج المسح العالمى للقيم، وأظهرت نتائجها وجود مفارقة بين الارتفاع الكبير فى مستوى الثقة الشخصية من ناحية والانخفاض الحاد فى مستوى الثقة العمومية فى المجتمع، ووجود اتجاهات إيجابية فى المجتمع تنطوى على قدر لا بأس به من التسامح نحو الآخرين المختلفين، وبالأخص الجماعات التى تنتمى لديانات مختلفة وأعراق مختلفة.
فى حين قدمت د. أمانى فوزى الورقة الثانية بعنوان “الوظائف الخضراء فى سوق العمل المصرى: “مهارات وتوجهات جديدة فى ظل التحولات الاقتصادية المعاصرة -دراسة ميدانية”، والتى سعت إلى استطلاع آراء بعض المبحوثين حول الوظائف الخضراء فى سوق العمل المصرى، من حيث مدى وعيهم ومعرفتهم بمصطلح الوظائف الخضراء، ومجالات تلك الوظائف، ومدى اهتمامهم بالحصول على وظائف خضراء، والمهارات التى يتطلبها العمل بتلك الوظائف، والتحديات التى قد تواجههم فى الحصول على هذا النمط من الوظائف.
وقدمت الورقة الأخيرة د. إنجى إبراهيم بعنوان “الهوية المصرية فى عصر العولمة”، والتى تناول تأثير العولمة على الهوية المصرية انطلاقًا من أن العولمة- رغم فوائدها- تشكل تهديدًا للهوية الوطنية من خلال تعزيز القيم والممارسات الثقافية الغربية، وفى ذات السياق تتناول الدراسة التطور التاريخى للعولمة، وجوانبها الثقافية، وآثارها المحددة على الهوية المصرية، وكذلك تسليط الضوء على الجهود التى تبذلها الحكومة المصرية للحفاظ على الهوية الوطنية، بما فى ذلك تعزيز الوعى الثقافى والتعليم والتراث، فضلاً عن تنفيذ سياسات مثل رؤية مصر 2030 ومبادرة حياة كريمة.
قام بالتعقيب على الورشة نخبة متميزة من الخبراء والأكاديميين وصناع القرار والإعلاميين، والمهتمين بالقضية من مختلف المجالات.