انعقدت الجلسة الخامسة للمؤتمر السنوى الرابع والعشرين للمركز القومى للبحوث الاجتماعية برئاسة الكاتب والمفكر حلمى النمنم وزير الثقافة الأسبق، والذى أكد على أن الهوية الثقافية هي مجموعة من العوامل التي تشكل الإنسان وتحدد انتماءاته، وتتجسد في العديد من المظاهر الحياتية اليومية. من بين هذه المظاهر، لا يمكن إغفال دور الزي والموسيقى لأنهما جزء أساسي من بناء الشخصية المصرية على مر العصور. فالزى المصرى على سبيل المثال يعكس تاريخًا طويلًا من التفاعلات الثقافية ويعبر عن قيم المجتمع وتوجهاته، بينما تعكس التفضيلات الموسيقية انتماء الأفراد إلى ثقافة معينة، فضلاً عن دورها فى تعزيز الهوية الوطنية.
أشار إلي أن الجلسة تأتي لطرح تساؤلات مهمة حول كيفية تأثير التغيرات في الزي والموسيقى على الشخصية المصرية، وكيف يمكن أن تؤثر هذه العوامل على الهوية الثقافية في ظل التحديات العالمية والمحلية. كما أنها تفتح المجال لفهم العلاقة المتبادلة بين البيئة الثقافية، والاجتماعية، والسياسية في تشكيل هذه الهوية.
تضمنت ورشة العمل ورقتين علميتين، الأولى قدمتها أ.د هبة جمالة الدين بعنوان ” الشخصية المصرية وميول وتفضيلات الاستماع الموسيقى” حيث استهدفت الورقة دراسة دور الموسيقى والغناء كعناصر فاعلة في تشكيل الهوية الثقافية المصرية. وقد اعتبرت العلاقة المتبادلة بين الموسيقى والغناء من جهة، وبين قيم المجتمع وعاداته وتقاليده من جهة أخرى، تأثيرًا وتأثرًا متبادلًا يسهم في نقل التراث الثقافي عبر الأجيال، مما جعلهما مفتاحين لفهم الشخصية المصرية.
تناولت الورقة أيضًا العلاقة بين ميول المصريين وتفضيلاتهم الموسيقية والغنائية من جهة، وبين الشخصية المصرية أو الحالة الثقافية المصرية من جهة أخرى، كجزء من البناء الثقافي والاجتماعي الذي يعكس التفاعل المستمر بين الفرد والمجتمع.
كما قدمت أ.د مروة نظير الورقة الثانية بعنوان “ملابس المرأة والشخصية المصرية: دلالات ومؤشرات ثقافية” سعت الورقة إلى التعرف على اتجاهات الرأى العام المصرى حول ملابس المرأة المصرية، والتعرف على مدلولات ملابس المرأة والصور النمطية المرتبطة بها، ومعرفة رأى الجمهور حول أبرز القضايا المجتمعية المرتبطة بملابس المرأة بشكل مباشر. واستكشاف الخبرات الشخصية لعدد من النساء فيما يتعلق بتأثير رؤية المجتمع لملابسهن على حياتهن بشكل عام.
قام بالتعقيب على الورشة نخبة متميزة من الخبراء والأكاديميين وصناع القرار والإعلاميين، والمهتمين بالقضية من مختلف المجالات.