مشاهداتى الحياتية تكشف أن الصحة والدين مجالات خصبة للاجتهاد والإفتاء، لعل ما نطالعه على وسائل التواصل الإجتماعي يؤكد صدق ما أقوله، عدد ليس قليل من البلوجرز يقدمون وصفات لعلاج مشاكل البشرة والجلد والشعر،وبعضهم يفتون بأن من يقرأ السور القرأنية بعدد معين من المرات سيحدث له المعجزات، بالطبع أمر غير مقبول أن يتحدث الإنسان فى أمور يجهلها أويفتى دونما علم، ذات مرة كنت فى زيارة لمركز السموم بطب قصر العينى وقتها سألت دكتورة نيرمين مديرة المركز عن أكثر الحالات المعقدةالتى يستقبلونها فى الطوارىء قالت لي اجتهاد الجيران فى التعامل مع حالات تسمم الأطفال خاصة في حالة تناول الأطفال البوتاس “الصودا الكاوية” المادة التى لازالت تستخدمها العديد من ربات البيوت فى تنظيف الملابس ،فينصح الجيران أن يتناول الطفل ماء وملح حتى يضطر الطفل لقىء ما تناوله وهو أمر فى غاية الخطورة حيث تتسبب المادة الكاوية ذهابا وإيابا فى إحراق المرىء والبلعوم وحدوث مضاعفات صعبة فى الجهاز الهضمي، والأهالي لديهم يقين بهذه الوصفات المميتة تفوق استعداداهم للتوجه لأقرب مستشفى لإنقاذ الطفل، وهوسلوك يقاس عليه الكثير من التصرفات التى نعايشها يوميا،فنرى الترويج لأدوية للتخسيس وأخرى لعلاج السكر والضغط وحتى الأورام السرطانية، حقيقى حالة من الفوضى كل من يريد أن يفتى اويروج لدواء من أجل تحقيق المكسب، والأمر لا يختلف عما تقدمه بعض الفضائيات التى يطل علينا منها المدعون وغير المتخصصين،لعل القرار الذى اتخذه المهندس خالد عبدالعزيز رئيس المجلس الأعلى لتنظيم الإعلام خلال استقباله د.على الغمراوى رئيس هيئة الدواء ،بعدم نشر وسائل الإعلام اوإذاعة أى إعلان عن أدوية أو مستحضرات صيدلية إلا بعد الحصول على موافقة من كلا الجهتين وإتخاذ الإجراءات القانونية ضد المخالفين للقرار وضد صفحات التواصل الإجتماعي التى تقوم ببيع الأدوية، فى خطوة مهمة لمواجهة ظاهرة إعلانات الأدوية المضللة والمهربة وغير الصالحةالتى لم تحصل على موافقة هيئة الدواء المصرية بهدف تحقيق الانضباط فى سوق الدواءوالحفاظ على سلامة المواطنين، وهى مبادرة مهمة لمنع الترويج لأدوية تضر أكثر مماتنفع، أتمنى تنتهج دار الإفتاء والأزهر الشريف نفس النهج لتتبع المدعين الذين يفتون فى الأمور الدينية دون علم ويضللون المواطنين بمعلومات خاطئة بعيدة عن صحيح الدين مستغلين جهل البعض وعدم درايتهم بتعاليم الدين، ونحن في الإنتظار .
[email protected]