# ما قل ودل
بقلم ✍️ د.خالد محسن
وتمضي بنا الحياة إلى القدر المحتوم واليقين الذي لا فرار منه وسبحانه وهو القائل في محكم كتابه العزيز:
( تَبَارَكَ الَّذِي بِيَدِهِ الْمُلْكُ وَهُوَ عَلَى كُلِّ شَيْءٍ قَدِيرٌ * الَّذِي خَلَقَ الْمَوْتَ وَالْحَيَاةَ لِيَبْلُوَكُمْ أَيُّكُمْ أَحْسَنُ عَمَلا وَهُوَ الْعَزِيزُ الْغَفُورُ). صدق الله العظيم.
وبعد صراع مرير مع المرض اللعين غادرنا اليوم الزميل الأستاذ محمد منير الكاتب الصحفي بجريدة المساء.. “ابن محافظة الفيوم” رحل إلي جوار ربه وإلي عظيم عفوه ورحمته التي وسعت كل شئ ولا راد لقضائه.
وقد كان منير “رحمه الله” مثالا لنبل الأخلاق ، والمهنية والتميز وكان له مساحة خاصة في قلوب أبناء المساء وفي قلوب الجماعة الصحفية بأسرها، لما عرف عنه من “جدعنة أولاد البلد”،والشهامة وطيبة القلب والنقاء والتسامي عن الأحقاد، والسعي طوال الوقت لإصلاح ذات البين بالحكمة والكلمة الطيبة والنصيحة الصادقة..
وتمضي الأيام ،وتتابع الساعات وتتساقط أوراق المساء تباعا.. حين يصل قطار العمر إلي محطته الأخيرة بحلوه ومره وأفراحه وأتراحه وتصعد الأرواح إلي بارئها..
وقد شاءت اقدار الله عز وجل أن نودع خلال الأيام القليلة الماضية علمين من أعلام المساء ومؤسسة دار التحرير هما: الاستاذ الاديب الكبير محمد جبريل عميد أدباء الصحفيين والمؤرخ والناقد الفني وعمنا الغالي الأستاذ زكي مصطفي.. واليوم نودع محمد منير فقيد شباب “المساء”..
وبين لحظة وأخري قد تختفي الابتسامة ..وتبقي
الذكرى في القلوب التي لن تغيب أبدا..
كان “منير” فقيد شباب الصحفيين حليما رقيق القلب بسيطا يحمل بين جناحيه أحلاما كبيرة لم تسعفه ايامه المعدودة وحصار المرض أن يحققها..
وخلال مرافقته برحلة نقابة الصحفيين لشرم الشيخ منذ سنوات ،تحت رعاية وزارة الشباب ،كثيرا ما كان يتحدث معي عن طموحاته اللامحدودة ورؤيته لتحويل مؤسستنا العريقة لصرح يليق بها في عالم الإعلام الرقمي ،وتطلعاته لتطوير الخدمات المقدمة للعاملين في المؤسسة.
كما كان يحمل أفكارا عديدة وأطروحات حول مستقبل الصحف القومية والتحديات التي تواجهها خلال فترة ترشيحه كعضو للجمعية العمومية عن الصحفيين بمؤسسة دار التحرير..
وإن القلب ليحزن وإن العين لتدمع ولا نقول إلا ما يرضي الله رضاء بقدره وتسليما بمشيئته.. نسأل الله أن يتغمده بواسع رحمته وعظيم فضله.. وأن يسكنه الفردوس الاعلى مع الصالحين والشهداء وأن يجعل مرضه ومعاناته وصبره في ميزان حسناته..
وأن يجمعنا به وكل أحبائنا من الزملاء الراحلين والأهل والأصدقاء في مستقر رحمته ففي الجنة وكنف الرحمن وحرزه وستره يلتقي الأحبه وتذهب الغربة وتطيب الجراح الي غير عودة.. خالص العزاء لأسرته الكريمة ونسأل الله أن يلهمهم الصبر والسلوان..وانا إليه راجعون وسبحان من له الدوام.
#.