شهدت محافظة بورسعيد انطلاق فعاليات القافلة الثقافية الأولى للطفل والأسرة وبناء الوعي، ضمن المشروع الثقافي للمناطق الجديدة الآمنة “بديل العشوائيات”، الذي تنظمه الهيئة العامة لقصور الثقافة برئاسة اللواء خالد اللبان، بالتعاون مع عدد من الجهات الثقافية والتنموية.
تأتي هذه القافلة في إطار جهود وزارة الثقافة لتعزيز الوعي المجتمعي، ورفع مستوى الثقافة لدى سكان المناطق الجديدة، حيث امتدت الفعاليات على مدار ثلاثة أيام، من 18 إلى 20 فبراير، في منطقة الضواحي بمشروعات الإسكان البديل.
بدأت الفعاليات بكلمة ترحيبية من د. جيهان حسن، المشرف العام على المشروع الثقافي للمناطق الإسكان البديل، التي أكدت خلالها أهمية التوعية في مواجهة التحديات المجتمعية، مشيرة إلى أن المشروع يهدف إلى ترسيخ قيم المواطنة وتعزيز الهوية الوطنية من خلال التكنولوجيا الإيجابية، فضلاً عن توعية الأسر حول كيفية الاستخدام الصحيح لوسائل التواصل الاجتماعي، وتجنب مخاطر الشائعات والابتزاز الإلكتروني.
كما شددت على أهمية التعاون مع طلبة الخدمة الاجتماعية لرصد احتياجات أطفال المناطق الجديدة، مما يساهم في تحسين جودة الحياة في هذه المجتمعات.
وفي إطار برنامج الفعاليات، ألقى د. عبد العزيز حسين، عميد المعهد العالي للخدمة الاجتماعية، محاضرة عن القيم المجتمعية ودور الأبناء تجاه الآباء، موضحًا أن الأسرة تمثل الركيزة الأساسية لبناء شخصية الأفراد، حيث يلعب الأب دور القائد، بينما تمثل الأم مصدر الحب والطاقة داخل الأسرة.
وتطرق إلى التحديات التي تواجه الترابط الأسري، مؤكدًا ضرورة تعزيز القيم الإيجابية بين الأجيال.
كما قدم د. وائل كامل محاضرة حول تحسين الصحة النفسية، مشددًا على أهمية تبني عادات صحية مثل ممارسة الرياضة، والتغذية السليمة، والحصول على قسط كافٍ من النوم، إضافة إلى التحكم في الانفعالات والتفكير الإيجابي.
كما تناول في محاضرته الثانية موضوع الحفاظ على البيئة، موضحًا ضرورة الحد من استخدام البلاستيك، وتشجيع إعادة التدوير، وترشيد استهلاك المياه والطاقة، لحماية البيئة من التلوث وضمان استدامتها للأجيال القادمة.
وفي السياق الديني، تحدث الشيخ محمد علي حبيب عن الأخلاق وأثر الدين في حياتنا، موضحًا أهمية التمسك بالقيم الدينية في بناء مجتمع متماسك. كما تناول في حديثه الاستعداد الروحاني لاستقبال شهر رمضان المبارك، مؤكدًا أن الدين معاملة، وأن الالتزام بالأخلاق الحميدة هو جوهر التعاليم الدينية.
وعلى الجانب الفني، نُظمت مجموعة من الورش الإبداعية التي شهدت تفاعلًا كبيرًا من الأطفال والسيدات، حيث تضمنت ورشًا لصناعة فانوس رمضان من الخرز، وأخرى لتصميم الفوانيس والهلال باستخدام خيوط المكرمية، بالإضافة إلى ورشة لتصنيع العرائس، وورشة ثقافية عن أهمية الحفاظ على البيئة.
وقد أظهرت هذه الأنشطة مدى اهتمام الحضور بالموروثات الثقافية، وحرصهم على المشاركة في الفعاليات الإبداعية التي تعزز الهوية الثقافية.
أُقيمت الفعاليات بتنظيم الإدارة العامة لثقافة الطفل، تحت إشراف د. جيهان حسن، ضمن برامج الإدارة المركزية للدراسات والبحوث، برئاسة د. حنان موسى، وبالتعاون مع إقليم القناة وسيناء الثقافي، تحت إشراف د. شعيب خلف، وفرع ثقافة بورسعيد بإدارة وسام العزوني. يهدف هذا المشروع إلى تحقيق التنمية الثقافية، ودمج سكان المناطق الجديدة في المجتمع من خلال برامج ثقافية وتوعوية تهدف إلى تحسين جودة الحياة وتعزيز الهوية الوطنية.














