بعيدا عن دهاليز وتوازنات السياسية القبيحة التي تحكم عالم اليوم، فإن سكان المعمورة شرقا وغربا ، كبار وصغارا ،البسطاء والنخب أصبحوا وأمسوا غير مقتنعين بروايات تفشي جائحة الكوفيد ، ويتداولون أنها من صنع البشر، لحاجة في نفس يعقوب ، وأنها أحد صور الحروب العصرية والتي لا تأبه ولا تكثرث كثيرا بالقيم ومباديء حقوق بني الإنسان.
كما يرون أنها حصاد طبيعي لإستمراء وإستمرار التنافس والصراع السياسي المحموم بين الكبارلمزيد من الهيمنة علي مقدرات العالم وتوجيه دفة سياساته لتحقيق مبتغيات وأهداف وإستراتيجيات دول المصالح!!
وبقراءة متأنية لجائحة كورونا منذ بداية ظهورها ،ثم اجتياحها مختلف دول وبقاع العالم، وتناثر شظايا قنبلة الصين التي أقلقت مضاجع العالم ، ثم الظهور المتزامن للقاح المحصن شرقا وغربا ، ثم التحورات المتتالية ، ثم إنحساره بعيدا عن دولة المنشأ الصين وتراجع معدل الإصابات لمستويات متدنية ،ثم انتشاره الواسع لدي جارتها الهند والولايات المتحدة منافسها العصري علي صدارة المشهد ، ثم غياب التوصل للمصل والعلاج الشافي ، كل هذا يثيرالعشرات من علامات الإستفهام ،ويقودنا لفحص وتأمل القضية والجائحة الأممية من أول السطر.
ولا ينفك الحديث والجدل والتوقعات عن مستقبل كورونا المجهول، مع تنامي أعداد الإصابات بعشرات الملايين بفيروس الكوفيد الجديد، بكافة صوره وتحوراته ، ومن وقت لآخر تقفز إلي الأذهان وتتداعي عشرات التساؤلات.. حول لعنة الصين العصرية البشرية، وهل نحن أمام قنبلة بيولوجية إنشطارية تتحور،وتتلون وفقا لدراسات معملية خبيثة ومغرضة؟! وهل يكشف غياب اكتشاف المصل الناجع،واستمرار تحورالكوفيد الجامح كلمة السر والبحث عن أصل الفيروس الغامض الذي حير العلماء شرقا وغربا؟!
وبعيدا عن الدراسات البحثية ، هناك وقائع رصدها التاريخ الإنساني لتوظيف الأسلحة البكتيرية والجرثومية لنشر وباء بعينه ، ولعل أبشع الجرائم البشرية ما أقدمت عليه أمريكا حين أبادت ملايين الهنود الحمر قبل ما يزيد عن 100عام ،وقدرت أعداد الضحايا بما يزيد عن 100 مليون شخص علي فترات متفاوتة.
وفي بداية الجائحة تبادلت أمريكا والصين الاتهامات حول الضلوع في تصنيع الفيروس ونشره للتربح باللقحات والأدوية المساعدة، واللعب بالخريطة الديمجرافية وتوازنات القوي في كما أشيع.
كما قد انتشرت عبر منصات التواصل عشرات التقاريرالمسربة عن عدة جهات علمية واستخباراتيه تؤكد ضلوع وتورط الصين بمساعدة فرنسا في تصنيع الفيروس معمليا ، وتم الإعداد للقنبلة الصينية البيولوجية منذ عام عام ٢٠٠٣ ، بعد ظهور فيروس سارس
.والجدل المحتدم الآن ويتكرر بقوةوفي كافة بقاع المعمورة.. هل تعمدت الصين حقاً نشر كورونا؟ وألقت بقنبلتها البيولوجية لتعيد تغييرالخريطة الديمجرافية والإقتصادية للعالم.. وبعد ما يقترب من ثلاث سنوات علي ظهوره، هناك تقارير تتهم الصين بالمساهمة في انتشارالفيروس، بل منها ما قال إن بكين سمحت بانتشاره حتى تُظهر قوتها للعالم دعما لفكرة مناطحة الكبار؟
ويتجدد الجدل بين الفينة والأخري حول الطريقة التي نشأ وانتشر من خلالها فيروس كورونا المستجد،وهناك مطالبات أممية وشعبية بضرورة إجراء تحقيق شامل ،وهو نفس ما أكدته تقاريراستخباراتيه أمريكية مطالبة بكين بالإفصاح عن كل ما تعرفه بخصوص انتشار كوفيد-19، ,ومدي مسئولية معهد علم الفيروسات في مدينة ووهان، حيث ظهر الفيروس أول مرة.
وظهرت عدة تقارير عادت إلى أصل الفيروس ، ومنها مقال رأي لجوش ريجان، نشر في “واشنطن بوست”، منذ عدة شهور جاء فيه أن مسئولين أمريكيين زاروا مختبراً في ووهان الصينية قبل سنتين من انتشار الفيروس، وأرسلوا تحذيرين رسميين لواشنطن حول عدم احترام معايير السلامة وغياب الموارد البشرية اللازمة للعمل في المختبر الذي يجري دراسات خطيرة حول انتقال كورونا من الخفافيش. ويقول التحذير الأول إن هذه الدراسات تمثل خطراً لانتشار وباء شبيه بالسارس الذي ظهر في عدة بلدان عام 2003.
ووفق لمقال ريجان ، فقد نشر فريق البحث بالمختبر الصيني عام 2017 دراسة بيّنت أن خفافيش حدوة الحصان التي جُمعت من كهف في الصين، غالباً ما كانت هي الخفافيش ذاتها التي أنتجت وباء السارس، وأن عدداً من الفيروسات التاجية الشبيهة بالسارس يمكنها أن تتفاعل مع المستقبل البشري ACE2 كما جرى مع السارس، ما جعل الدراسة تتوقع أن هذه الفيروسات يمكن أن تنتقل بين البشر.!
ويبدو أن الحقيقة الكاملة ستضيع معالمها لسنوات بين واشنطن وبكين ،فحرب الاتهامات والتلميحات الأمريكية لم تتوقف، والتي بدأها الرئيس السابق ترامب، وعلي الجانب الآخر تؤكد الصين رسميًّا وبالأدلّة على “نظريّة المُؤامرة” وتتّهم المُخابرات الأمريكيّة بنشر فيروس “كوفيد19” في ووهان ، ويميل البعض إلى ترجيحها بعد مُحاولة ترامب شِراء شركة أبحاث ألمانيّة بمبلغٍ خياليٍّ لاحتِكار الدّواء والأمصال؟
وعادت الحُكومة الصينيّة لتُؤكِّد، ومن خِلال حقائق جديدة مُتوفِّرة لديها، أنّ الولايات المتحدة الأمريكيّة هي المصدر الأساسيّ لفيروس “كورونا الجديد” وأنّها تعمّدت نشره في الصين من خِلال عُملاء وكالة المُخابرات الأمريكيّة المركزيّة “سي آي إيه”!!
وأعلن تشاو لي جيان، المتحدّث باسم وزارة الخارجيّة الصينيّة، تمسّك براويته الأولى وأعلن عن وجود إثباتات تؤكّد أنّ هذا الفيروس تمّ اختِراعه وتطويره من قبل عُلماء أمريكيين عام 2015، وأنّ مجلة Nature Medicine الأمريكيّة أكّدت في بحثٍ نشرته في أحد أعدادها في العام نفسه أيّ عام 2015، أنّ عُلماء في الولايات المتحدة تمكّنوا من الحُصول على نوعٍ جديدٍ من فيروس كورونا له تأثيرٌ خطيرٌ على الإنسان، وقال إنّ جُنودًا أمريكيين شاركوا في دورة الألعاب العسكريّة العالميّة التي جرت في مدينة ووهان التي تَنافس فيها 10 آلاف عسكري من مُختلف أنحاء العالم في تشرين أوّل (أكتوبر) الماضي، وهم الذين نقلوا الفيروس إلى هذه المدينة.
وأمام معارك التصريحات وبدء مرحلة جديدة من الحرب الباردة واستمرارالمناطحات بين واشنطن وبكين وصمت استخبارت روسيا ودول الغرب ، ستدفع البشرية ثمنا باهظا لصراع الأبطال الكبار وفاتورة التكلفة الباهظة لتدشين ملامح النظام العالمي الجديد،ولاعزاء كالعادة لصغار الكومبارس من دول العالم المتأخر!