وكان بيتنا دور واحد
تضمٌه الارض من لربع جهات ..
جنينه
جوافايه فى الشرق …
وتلات توتات …
وياسمينه
وبحرى بطول السور شجر زينه
والغرب عملاق الكافور
واتنين زتون قِبلى …
ولارنجايه فى وِسط اللمون
ولما الغرب بيريّح على كتف الجنوب
فرن وكانون
وباب يفتح على جنينة الجيران ..
اللى فاتحه بدورها ع الجار اللى بعديهم
واحنا العيال ..
رايحين جايين نعديهم
بتصحَى الشمس تستأذن …
و من بابنا الخشب لاخضر ..
تصبح ع الزهور بالنور
ابويا اصله كان عايق وعاشق زهرة البانسيه
وكان يروى الشجر بايديه
ويروى الشعر والأزجال
ويومى يطالع الجرنال
وكان بيجوّد القران
وتشجيه فى المسا الألحان
وكان يسأل على صحابه
ويتزاور مع احبابه
وكان الكل بيهابه
من الآلف وحتى الييه
وتعلى الشمس تتسلطن
وتتوسطن
ويركب كل شئ ضِلّه
وتِشغى الدار بمين بدّر من الجِيره
وبالأهل اللى بيهلّوا
وكله ينادى يا أَمّهْ
تقولش مخلّفه وناسيه
تلم ف حجرها همومهم
وتسمع فضفضة يومهم
بطيبه حنيّنه وراسيه
ولا تعرف تكون قاسيه
*****
تميل الشمس مشتاقه لموج البحر وغروبها
ويطْرَى الجو بهروبها
هوا العصريه له لسعه
وكنا اخوات
على عين العدو تسعه
تلات صبيان وسته بنات
شقايق …
وأربعة اموات
منين ماتخطى عتبتنا وقبل السير
على شمالك
أوضة الأخ الكبير
مكتب ، والمكتبه ، وسرير
سِفٓرى لكنه وثير
و ع الحيطه تلات تصاوير
وأيقونه
وشباك – زى باقى البيت –
يفتح على جنينه
وكان بابها الوحيد فى البيت
بمفتاحه ….
تملًى يبلغك تحذير
*****
وخطوه واحده والا اتنين
تلاقى ف وشك الفسحه ( او الصاله )
ودٍى يفتح عليها بابين
على يمينك
( بابين اوضتين )
وكنا نقول عن الاولى
أوضة أم سافرين …
ومين سافرين ؟
غُلُب جحشى عشان اعرف
اتارى الذنب على سمعى
وكان القول
أوضة المسافرين
وبرضه سواعى كنّا نقول
أوضة الجلوس
وفيها صالون بخشبُه الزان
وتنجيده قطيفه مقلّمه بالطول
كنبه ..
واربعه فوتيه ..
وست كراسى ..
وترابيزه وطقطوقتين
رجولها من خشب مخروط
ويتصدّر اعالى الحيط
صورة سعد باش زغلول
*****
فى نُص الطُرْقه باب مطبخ
وشبّاكُه على الناحيه اللى قِبليّه
وفيه حوض صيني ، حنفيّه ،
ترابيزه ، وتلات بوابير
بريموس ( والعِدٓد ساكته )
ونٓمْليّه
وكرسى المطبخ المشهور ،
وطبليّه ،
تلاته قدور ( خزين السمن والليّه ) ،
وتحت الحوض صفيحة جاز
وكنا نصرف الكوبونات …
– مع التموين –
بطاقه و حصّه شهريّه
وكان كافِّةْ حِلَلنا نحاس
يوماتى طبيخ يكفِّينا …
ويكْفِى الوافدين من ناس