عندما تدعو مصر إلى قمة عربية طارئة، فهذا يعني أن القضية المطروحة تمس الأمن القومي العربي في جوهره. واليوم، تحت قيادة الرئيس عبد الفتاح السيسي، تجلت معاني المسؤولية الحقيقية تجاه الشعب الفلسطيني، بينما خذل البعض القضية بغيابهم غير المبرر.
منذ اللحظة الأولى، لم تكن مصر مجرد دولة مضيفة للقمة، بل كانت العمود الفقري لها. السيد الرئيس ألقى خطابًا تاريخيًا حمل فيه هموم الفلسطينيين بوضوح، وأعلن أن مصر لن تسمح بتهجير الفلسطينيين من أرضهم، ولن تشارك في أي شكل من أشكال الظلم الواقع عليهم. هذه ليست مجرد كلمات، بل موقف حازم ينبع من تاريخ مصر الطويل في الدفاع عن القضية الفلسطينية.
وهنا لا بد أن نقف تقديرًا لدور السيد الرئيس البطولي، حيث نزل إلى ساحة المعركة الدبلوماسية بكل قوة. قراره بأن مصر لن تكون جزءًا من أي مخطط يهدف إلى تفريغ غزة من أهلها، هو إعلان واضح للعالم بأن مصر لا تساوم على مبادئها، ولا تتاجر بالقضية الفلسطينية كما يفعل البعض.
الأمر لم يقتصر على الخطاب السياسي، بل قدم السيد الرئيس خطة متكاملة لإعادة إعمار غزة، ما يثبت أن مصر لا تكتفي بالشعارات، بل تعمل على الأرض لإنقاذ ما يمكن إنقاذه. هذه الخطة ليست مجرد مبادرة بروتوكولية، بل التزام عملي واضح لدعم صمود الفلسطينيين وإعادة الحياة إلى غزة، في وقت تخلى فيه كثيرون عن مسؤولياتهم.
القمة أثبتت مجددًا أن مصر لا تزال رمانة الميزان في القضايا العربية، حيث تقف مصر كحائط صد أخير في مواجهة التحديات.
إنها لحظة فارقة في تاريخ الأمة العربية، وقد كان السيد الرئيس على قدر المسؤولية، قائدًا يدافع عن حقوق العرب لا بالكلمات فقط، بل بالأفعال والمواقف الحاسمة، والتاريخ يسجل، والأمة لن تنسى من وقف مع فلسطين.
بقلم: د/ أحمد حفظي
رئيس لجنة الطاقة والبيئة والقوى العاملة بنموذج محاكاة مجلس الشيوخ