# من أول السطر
عبر “ڤيديو” تداولته منصات التواصل ،وبحرقة ووجع بكي طفل من أشبال النادي الإسماعيلي وقال والدموع تنهمر من عينيه:
“الحاجة الوحيدة اللي كانت بتفرحنا ..خلصت..! وهكذا لخص الحكاية وعبر الصغير عن حال دراويش مصر وبرازيل العرب وهو يبكي بحرقة، وحسرة لا يفقه معناها إلا من أدرك أدق معان الانتماء والولاء لكيان ارتبط اسمه بالإبداع الكروي والبطولات والمواهب والأبطال في مختلف الألعاب وفي رحاب الإسماعيلية الجميلة عروس القناة إحدي مدن الصمود والنضال والتنمية والأمل.
وبمرارة العقلم في الحلق، وبمشاعر موجعة ترقب جماهير الإسماعيلي الحالة المتردية للنادي، والتي تتجه من سيء إلي أسوأ، وقد أصبح مهددا بالهبوط رسميا بعد احتلاله المركز السادس عشر ضمن ثلاثة أندية مهددة بالسقوط في هاوية النسيان ..
وبعد انتهاء الدور الأول من مسابقة الدوري العام في قالبها الجديد، يمكننا القول أن الإسماعيلي أصبح في “دوامة” و”كابوس” مفزع وفي انتظار معجزة للنجاة مع هذا الأداء المتذبذب وغياب الروح القتالية وقلة الخبرة الفنية للاعبيه بعد وقف باب القيد وحتي إشعار آخر.. وسيدخل حتما في منافسة شرسة غير محمودة العواقب مع فرق قوية لتحقيق “حلم البقاء” في الممتاز بعد أن ظل لعشرات السنين منافسا لقطبي الكرة الأهلي والزمالك، بينما تنافس وبقوة فرق استثمارية أخري عادت مؤخرا للدوري علي اللقب والمربع الذهبي ضمن التسعة الأوائل !
وماذا بعد.. هل ننتظر لحدوث كارثة؟ ومن المسؤول عن هذه التردي وهذا الحصاد المر، والذي جاء نتيجة طبيعية ومردودا متوقعا بعد إهمال الفريق خلال السنوات الماضية والتفريط في نجومه والإصرار علي بيعهم أولا بأول، إما عمدا أو بقصد لحاجة ما في نفس يعقوب !.
ووسط هذه الأحزان المتراكمة لحال دراويش الكرة المصرية تداول البعض أن إدارة النادي الاسماعيلي تدرس عرضا قدمه نادي “بيراميدز” لبيع ستاد الإسماعيلية مقابل 400 مليون جنيه.
ويبدو أن هناك مؤامرة تدار بإحكام لإضعاف الأندية الجماهيرية والتمهيد لتصفيتها في مقابل إفساح الطريق للأندية الرأسمالية بما تملكه من مقدرات..
وهذا يطرح من جديد فكرة إعادة التفكير في صورة مسابقات الدوري الحالية، وضرورة الفصل بين أندية الشركات والأندية الجماهيرية العريقة في مختلف المحافظات، مع هذه المنافسة غير المتكافئة التي قضت علي آمال وتطلعات الجماهير، ولن تسمح لكثير من الأندية الشعبية بالمنافسة أو ربما التواجد في الدوري الممتاز باستثناء الكبيرين الأهلي والزمالك.
إنها بالفعل معادلة صعبة.. وهل يعقل يا سادة أن يتم بيع النادي الإسماعيلي .. هذا الكيان العريق كما بيعت نجومه ومواهبه بأبخس الأثمان، وعلي حساب استمراره في المنافسات وتحقيق ما يليق به من مكانة عبر سنوات عديدة .. ولكم الله يا أبناء الدراويش.
ومن الطبيعي أن تلقي مثل هذه الأطروحات والمقترحات السلبية الاستهجان والرفض من أبناء محافظة الإسماعيلية، وراحوا يضربون أخماسا في أسداس، وكأن هناك مخطط فعلي لإسقاط النادي وتفريغه من النجوم، وربما تصفيته إلي غياهب القسم الثاني.
ولا أدري ماذا ينتظر رجال الأعمال الشرفاء من عشاق النادي العريق فقد حانت لحظة الإنقاذ ورد الجميل والحفاظ علي قلعة الدراويش، إحدي قلاع الكرة المصرية العريقة قبل فوات الأوان.
نعم الفرحة انتهت مع هذا الصمت المريب من إدارة النادي، والتي من الأكرم لها والأجدي للنادي أن تتقدم باستقالته “طواعية” وبدون تأخير أو انتظار لكارثة “متوقعة”، بعد هذا الفشل في إدارة شؤون النادي، والتفريط في نجومه بدعوي عدم وجود موارد مالية.
ولا أدري أيضا لماذا لم تبادر الإدارة الحالية لتفعيل مقترح الشراكة والرعاية للنادي، التي تقدم بها أحد المستثمرين السعوديين، وذهبت أدراج الرياح، ولماذا لم تطور الفكرة ويتم عقد شراكات مماثلة مع مستثمرين مصريين.
يا سادة.. لم تعد إدارة صناعة كرة القدم مجرد صفقات ومصالح ذاتية وسياسات وإجراءات عشوائية تعتمد فقط علي الأمنيات وتاريخ النادي، وأحيانا علي الروح المفقودة والانتماء الغائب، بل أصبحت حسابات استثمارية معقدة وشائكة ورؤي استراتيجية للإعداد المهاري والبدني تعتمد علي معايير احترافية دولية لتقييم الأداء والعمل علي الارتقاء بكل محددات التميز وسط هذه المنافسة الشرسة مع الأندية الاستثمارية وأندية الشركات والتي قلصت فرص الأندية الجماهيرية في المنافسة علي المراكز الأولي وحصد البطولات، وأمست الأندية الشعبية في خبر “كان”!.
وهكذا تنطلق الأندية الاستثمارية للإمام بعد ما خلقت حالة من المنافسة واسعة النطاق ما قدمته من عناصر مواهب جديدة، وماتزال الكثير من الأندية الشعبية تدار بفكر تقليدي عقيم لا يتناسب وطبيعة المرحلة..
لذا من الحكمة، وكما يطالب جمهور الدراويش التي تحمل كل هذه التحديات والصدمات أن يقدم المجلس الحالي استقالته، ويفسح الطريق لإنقاذ ما يمكن إنقاذه والدعوة لمؤتمر برعاية محافظ الإسماعيلية وحضور وزير الشباب ويمثل فيه أعضاء الجمعية العمومية ومجالس الإدارات السابقة، وعدد من خبراء الرياضة وأساتذة الجامعات لطرح مختلف المقترحات ومناقشة كافة الرؤي التي تكفل خروج الإسماعيلي من كبوته ويعود لسابق عهده المزدهر.
أتصور أن الفريق أمام مهمة “انتحارية” يكون أو لا يكون إما العودة وتصحيح المسار أو الذهاب بلا عودة وخسارة فريق كم أضفي علي الدوري العام رونقا وطعما وبهاءا، بما قدمه لاعبوه من فنون كروية ممتعة وبطولات ونجوم لمختلف الفرق الوطنية في مختلف المراحل السنية.
وماتزال الفرصة سانحة أمام رجال الأعمال الشرفاء من أبناء الاسماعيلية لعقد شراكة استراتيجية لاستثمار اسم النادي وإنقاذ ما يمكن إنقاذه وجل الأماني أن تصل الرسالة لمن يهمه الأمر..أليس من بينكم رجل رشيد ؟!.####