.أكدت الدكتوره منى محمود دويدار
(رئيس بحوث بمعهد بحوث تكنولوجيا الأغذية – مركز البحوث الزراعيه أن الاستمتاع بالحلويات جزء من بهجة رمضان حيث ينتظر الصائمون قدوم شهر رمضان لتناول الحلويات بعد الأفطار . إلاَّ أنَّ الأطباء ينصحون بتناولها بإعتدال، حيث تؤدي تناول كمية كبيرة منها إلى زيادة حجم المعدة أو عسر عملية الهضم، أو حدوث ارتفاع في سكر الدم. كما إن الافراط في تناولها له آثار سلبية على الصحة، والسكر أحد العناصر التى تؤثر على زيادة الوزن والعديد من الأمراض الخطيرة، التى تشمل أمراض القلب، وضعف المناعة، ومرض السكر، وحدوث الألتهابات والعديد من المشاكل الأخرى والتي تختلف من شخص إلى آخر. وغالباً ما يرتفع معدل السكر في الدم بعد الإفطار أكثر من المعدل الطبيعي حتى لو لم تكن هذه المأكولات تحوي سكراً. ويكون رد فعل البنكرياس نتيجة هذه الزيادة الحادة في السكر هو انتاج كمية كبيرة من الإنسولين تؤدي لاحقا إلى انخفاض مفاجئ للسكر في الدم. وتشير البحوث أن هذا الإنخفاض السريع للسكر في الدم بعد تناول الوجبة (وخاصة الفقيرة بالألياف الغذائية) يحث الإنسان على استهلاك الحلويات ليعيد رفع تركيز السكر في الدم مرّة أخرى مما يخلق حلقة مفرغة من الإفراط في تناول الحلويات.
لذا ينصح بالأتي:-
– تناول الوجبة الأساسية على الإفطار (أساسها طبق السلاطة كمصدر الألياف الغذائية)، تليها بعد نصف ساعة علي الأقل الحلويات ولا ينصح بأكل الحلويات مباشرة بعد الأطباق الرئيسة على الإفطار إذ يؤدي ذلك إلى اتساع حجم المعدة وحدوث مشاكل في عملية الهضم، والشعور بالنفخة وتغير معدل السكر ما يزيد من الجوع، ويدفع بالصائم إلى إعادة تناول أطعمة تحتوي على سكر بكمية أكبر. أما في ما يتعلق بمائدة السحور لا يجب أن تكون الحلويات الطبق الوحيد الذي يتمُّ تناوله، كالكنافة مثلاً، أو القطايف. بل يجب أن يكون السحور عبارة عن فطور صباحي صحي يضمُّ كل المكونات الأساسية، وتتبعه الحلويات لاحقاً كنوع من المكملات بما لايزيد عن استهلاك قطعة واحدة .
-لا يجب تنويع أصناف الحلويات على مائدة الإفطار، إذ يؤدي ذلك إلى رغبة الصائم في تناول الحلويات كلها الموجودة على المائدة، وإصابته تالياً بنفخة أو توعك أو تعب. و من هنا، ينصح بعدم تحضير أو جلب الحلوى بشكل يومي في شهر رمضان، والاستعاضة عنها بالفاكهة. فشعور المرء برغبة في تناول الحلويات بين الحين والآخر هو أمر طبيعي فهي ترفع من تركيز المركب الدماغي “السيروتونين” المسؤول عن تحسين المزاج وإعطاء الشعور بالسعادة والهدوء النفسي بشكل مؤقت.
– يفضل الإعداد المنزلي للحلويات الرمضانية مما يتيح التحكم بالمقادير ونوعية المحتويات وكما نعلم، تحتوي الحلويات الرمضانية على السكر والزبدة والسمنة التي تُثقل المعدة (وخاصة البسبوسة والهريسة) لذا، يمكن تقليل الكمية المستخدمة منها في الوصفة الي النصف أو الإستبدال الجزئي لهذه المكونات بمكونات أخري طبيعية كإستخدام بدائل السكر الطبيعية ( العسل الأسود أو عسل النحل أو دبس التمر أو سكر البلح أو سكر الإستيفيا ) و إستخدام الدهون الصحية (يفضل إستخدام الزبد الطبيعي أو السمن البلدي أو القشدة ولا يفضل إستخدام المارجرين أو الدهون الصناعية) أو الزيوت الصحية (زيت الذرة أو زيت دوار الشمس أو خليط منهما) .
– ضروره استخدام طريقة الشي بدلا من القلي عند إعداد القطائف و الإستغناء عن الغمر في الشراب السكري او يرش بنسبة خفيفة بدلا من الغمر. و يقترح حشوها بقطع التمر الكاملة منزوعة النوي أو معجون التمر المخلوط بالمكسرات أو السمسم أو الفول السوداني مما يرفع القيمة الغذائية والصحية لها.